الفنان والتطرف .. طارق الشناوي لـ"بوابة المواطن": حسين صدقي أول المتطرفين والبشلاوي توضح الأسباب والحلول

الثلاثاء 18/سبتمبر/2018 - 03:00 م

شيماء اليوسف

ذهب ذلك المواطن الكادح " أحمد " حيث مجمع التحرير، لاستخراج الأوراق الرسمية الخاصة بنقل طفليه من مدرسة لغيرها، اصطدم بالبيروقراطية اللعينة ثمة عقبات إدارية وقفت بوجهه، فتطورت الأحداث حتى وجد نفسه على دون دراية متورطا في حمل سلاح وسط المواطنين، متخذا من بعضهم رهائن ثم يسارع بعض الموجودين حيث الانضمام إليه و سرعان ما تتوجه قوات الشرطة محاصرة المكان و تتصاعد الأحداث ، تتم العديد من المفاوضات التي تجرى بوجود وزير الداخلية و يفاجئ بمطالبهم الشديدة البساطة، يخلي المواطنين المبنى وينصرف بينهم " أحمد" فتدخل الشرطة و لا تجد إرهاب.

مشهد من فيلم الإرهاب و الكباب

كانت تلك النظرة التي نقلها المخرج شريف عرفه عن المبدع وحيد حامد في فيلم " الإرهاب و الكباب " عميق مثلت أول ثورة ضد الإرهاب، حيث كانت السبب في تصنيفه بأنه أحد أجرأ الأفلام المصرية، بعدما شهدت أوائل التسعينات من القرن الماضي ظهور الإرهاب في مصر، كان الزعيم " عادل إمام " مبدعا في نقل صورة الفزع التي تنتشر داخل المجتمعات بسب الأعمال الإرهابية، لكن .. ماذا لو تحول الممثل نفسه " إرهابيا " ؟

قادة الرأي و تأثيرهم في المجتمع

لقطة من فيلم الإرهابي

طرحت بوابتنا " المواطن " سؤالها على العديد من النقاد الفنيين المصرين و حول هذا الصدد قال الناقد الفني طارق الشناوي، في تصريحات خاصة ل " بوابة المواطن" الفنان يعتبر قائد رأي في المجتمع و تأثيره يخرج عن دائرة الأصدقاء و الأسرة فهو يشكل عنصر فعال في المطلق داخل المجتمع سواء من الناحية الإيجابية و السلبية، و هذا ما يجعله محور اهتمام من قبل الكثيرين.

و عن تحول الفنان إلى متطرف و من ثم إلى إرهابي قال الشناوي، أن نقص الثقافة بشكل عام و بالدين بشكل خاص و النظرة القاصرة للدين أيا ما كان هذا الدين، و في الغالب معظمنا ثقافته بسيطة و معرفته الصحيحة بالدين محدودة ، هذا ما يجعل أي شخص عرضة لتأثير من قبل ما يطلق عليهم " دعاة " مما يجعلهم غير قادرين على المقاومة الفكرية التي تحتاج بالطبع إلى ثقافة عامة عتيقة، و يضيف : " الثقافة مصل واقي ضد الأفكار المتطرفة.

فنانين تطرفوا فكريا و اتجهوا للإرهاب

فضل شاكر

وأوضح الناقد الفني، أن هناك فرق بين التطرف الديني أو السياسي و الإرهاب، لافتا أن التطرف قد يوصل الفنان للانضمام إلى جماعات إرهابية مثل ما حدث مع " المطرب فضل شاكر " من جانب أخر أشار إلى العديد من الفنانين الذين تطرفوا دينيا و لكن لم يصلوا لمرحلة الإرهاب ذكر منهم على سبيل المثال، الراحل " حسين صدقي " تطرف في أخر أيامه دينيا فطالب بحرق أعماله الفنية و كذلك الفنانة المعتزلة " شمس البارودي" التي تطرفت دينيا، و كتبت إعلان طالبت فيه الفنانين بحرق أعمالهم .

ممثلات ارتدين الحجاب و اعتزلن التمثيل

حلا شيحا

و تابع الشناوي، أن حلا شيحا، عندما ارتدت الحجاب و تنقبت، نظرت لأعمالها من زاوية الحرام، و يضيف : " كان لأبد أن تفصل بين خلع الحجاب و العودة للتمثيل " ، مشيرا إلى دورها في فيلم " كامل الأوصاف" الذي اعتبره أنها كانت تطبق قانون الحجاب في أعمالها.

قوة الفنان الفكرية و مدى ارتباطه بالفن

الناقدة الفنية ، خيرية البشلاوي

ليس كل متطرف إرهابي و لكن التطرف يؤذي المجتمع كله حيث يبث أفكار خبيثة داخل المجتمع مثل الكراهية و عدم تقبل الأخر، و الفهم الخاطئ للدين و اعتناق الأفكار الخاطئة، من جهة أخرى قالت الناقدة الفنية " خيرية البشلاوي" أن الفنان الحقيقي لا يمكن أن يتحول لإرهابي أو متطرف و هذا بسبب بعده نظره و اتساع مدارك فكره و إيمانه الشديد بموهبته و بالفن و قدرة الفن على تصحيح مسار المجتمع و تهذيب سلوكيات الأفراد و الارتقاء بهم على أساس إنساني.