شائعات الإخوان التي لاحقت جمال عبدالناصر .. أبرزها أن الاغتيال تمثيلية
الإثنين 01/أكتوبر/2018 - 08:01 ص
أنهار بكر
طباعة
تتزامن الذكرى الـ 48 على تشييع جنازة جمال عبدالناصر مع حملة إعلامية ضخمة ضده وهي متكررة في كل مناسبة متعلقة بذكراه.
جمال عبدالناصر والإخوان.. بين التقارب والعداء
ففي 1 أكتوبر سنة 1970 م ودع الشعب المصري رئيسه الذي حكمه 18 عامًا، ببالغ الحزن والأذى في جناة ستظل مشاهدها محفورة في التاريخ من بين أعظم الجنازات في العالم، جاءت وفاته بعد أيام قليلة من صدور الحكم القضائي بحظر نشاط "جماعة الإخوان" وأي مؤسسة تابعة لها.
جمال عبدالناصر والإخوان.. بين التقارب والعداء
تعاون جمال عبدالناصر مع تنظيم الإخوان بسبب أحد زملائه في تنظيم الضباط الأحرار وهو عبد المنعم عبدالرؤوف، وفي أيام الثورة الأولى صدرت القرارات بحل جميع الأحزاب عدا جماعة الإخوان لاعتبارها جماعة دينية دعوية.
ولكن لم تدم هذه العلاقة طويلًا، فبعد أشهر قليلة من الثورة رفض ناصر ما طلبه الإخوان بضرورة إخضاع قرارات الثورة لمشورتهم، وأيضًا قرارات الحجاب ومنع المرأة من العمل وإغلاق المسارح وصالات السينما وهدم التماثيل والتشديد على صالات الأفراح.
فقال لهم ناصر " لن أسمح لكم بتحويلنا إلى شعب بدائي يعيش في مجاهل أفريقيا"، من هنا بدأ الصدام بين ناصر والإخوان وبدأ الإخوان يتآمرون ضده في الخفاء، واتجه الزعيم لملاحقتهم.
الجماعة ومحاولة اغتيال عبدالناصر
شهدت العلاقة بين الجماعة والثورة توترًا حادًا بلغ ذروته بعد شهور قليلة من إغلاق ملفات قضية الإمام ألبنا، ففي26 أكتوبر عام 54 أطلقت عليه 8 رصاصات بينما كان يُلقى خطابه بالإسكندرية.
قُبض على الفاعل وكان عضوا من جماعة الإخوان، رأى البعض أن الحادث كان تصرفًا فرديًا بينما رأى البعض أنه قد قامت به خلية ضيقة بالجماعة.
فيما قال الإخوان أن الحادث كان تمثيلية مدبرة من عبد الناصر ليجد ذريعة للتخلص منهم، فقامت الصحافة ووسائل الإعلام بشن حملة شرسة على جماعة الإخوان المسلمين.
إشاعة الإخوان أن اغتيال جمال عبدالناصر تمثيلية
محمد مهدي عاكف "المرشد العام السابق لجماعة الإخوان" قال انه كان المسئول عن التدريب في جماعة الإخوان "الفصائل"، وأن أمر الاغتيال لم يُعرض إطلاقًا إلا أن احد الأعضاء وكان ضابطًا اقترح التخلص من ناصر، وعلى حد قوله أن الرد عليه كان فوريًا وهو " لا أتحمل دم مسلم " فانتهت القضية من جلساتنا وتفكيرنا نهائيًا.
ومن ناحية أخرى استبعد أحمد رائف المؤرخ الإخواني التساؤل الذي قال به الإخوان عن "هل هي تمثيله من حكومة الثورة بمشورة ايلين بيرجر مندوب الدعاية السوداء الأمريكي وقيل أنه قد اقترح هذه الاقتراح".
ولكن الذي أطمئن إليه أن 2 من جماعة الإخوان قررا اغتيال عبد الناصر وهما هنداوي دوير ومحمود عبد اللطيف، كان "هندواي" رئيس فصيلة معروفة الأهداف ووقف في الفصيلة وقال من يقتل ناصر لن يحاكم، لذلك تم عزله من رئاسة الفصيلة لأن ذلك لم يكن من خطط الجماعة.
وأضاف أن الحادث بالنسبة للتكتيكات السابقة لحوادث الإخوان في قتل النقراشي باشا وغيره، لم يتم بهذه الطريقة الساذجة البلهاء التي لا تقتل أحد، وأكد أن الذي اعتدى عليه أحد أفراد الجماعة بأمر من مسئوله، لكن ذلك لا يمثل أبدًا سياسة الجماعة.
الأسرار الخفية حول وفاة ناصر.. وإشاعة قتله
هناك العديد من الإشاعات التي تتحدث عن اغتيال ناصر خاصة أحد تصريحات الرئيس السابق محمد مرسي، عندما لمح أن ناصر قد تم اغتياله، كان ذلك وفقًا لما ذكرته المذيعة رولا خرسا في إحدى حلقاتها بتاريخ31 مارس 2014 ببرنامج البلد اليوم الذي كان يذاع على صدى البلد.
قامت المذيعة بتوجيه السؤال الأتي لضيفيها "هل تعتقد أن ناصر تم اغتياله أم انه مات بالسكر كما يقال؟"
رجح الكاتب الصحفي حمدي حسيني فكرة اغتياله، لأن هناك من تم القبض عليه بالفعل وهو المدلك الخاص بناصر الذي أصبح فيما بعد مدلك السادات، وعندما تم ضبطه ومحاصرته ثبت أن له علاقة بالموساد وربما سربوا له مادة تؤدي للوفاة على المدى البعيد.
وأضاف أن الوفاة أتت بشكل صادم بعدما كان يودع الوفود في القمة العربية، مشيرًا إلى أن الأطباء المعالجين له لم يؤكدوا هذه الرواية، لأنه عمل المخابرات.
في حين أن الدكتور جمال شقرا أستاذ التاريخ المعاصر ومدير مركز الشرق الأوسط، قال أن الأمر سيظل معلقًا حتى تظهر دلائل أخرى لأن الأطباء أكدوا أن الموت طبيعي نتيجة غيبوبة السكر.
واستطرد حديثه مشيرًا إلى أن الوثائق الأمريكية منذ عام 1957 تشير إلى ضرورة اغتيال ناصر أو هزيمته على يد إسرائيل كان ذلك بعد انتهاء حرب السويس.