حرب أكتوبر والفن .. نقاد لـ "بوابة المواطن": السينما زيفت حقيقتها
الإثنين 01/أكتوبر/2018 - 06:01 ص
شيماء اليوسف
طباعة
يظن البعض أن الأفلام السينمائية التي تناولت حرب أكتوبر 1973م، تجسد الصورة الحقيقية التي عاشها الجندي المصري في الحرب، وعلى خلفية ذكرى انتصار قواتنا المسلحة في العبور التاريخي تمطر القنوات الفضائية بمجموعة أفلام احتفاءا بذكرى النصر وقد حفظ الجمهور هذه الأعمال عن ظهر قلب.
السؤال الذي يطرح نفسه هل استطاعت السينما المصرية أن تقدم فيلما روائيا جسد فعليا الانتصار؟ وقد لاقت السينما المصرية وابلا من رصاص الذي أطلق عليها متهما بالفقر الفني للأعمال الحربية، خاصة الأفلام التي تم إنتاجها منذ نكسة 1967م، وحتى انتصار أكتوبر 1973م، وتجلى الحدث العسكري ضعيف و سيئ من الناحية الإنتاجية والفنية.
أفلام حرب أكتوبر 1973م
الناقد الفني طارق الشناوي
وحول الأعمال السينمائية التي تناولت الحديث عن حرب أكتوبر1973م، قال الناقد الفني، طارق الشناوي، في تصريحات خاصة ل"بوابة المواطن" أن جميع الأفلام التي قدمتها السينما المصرية بخصوص ملحمة أكتوبر لم تكن إلا أفلاما تجارية في مجملها، لافتا إلى ارتكاز هذه الأعمال على عامل السرعة الذي لم يحقق للأفلام القيمة الفنية التي تتناسب ومعركة حرب أكتوبر، مشيرا إلى حرص المنتجين على مواكبة الحرب من الناحية الحدثية.
فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي
من ناحية أخرى لفت الشناوي إلى رفض الرئيس السادات،بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن تقوم الوحدة الفنية بتصوير حرب أكتوبر، رغم ميوله الفنية الكبيرة، إلا أن الناقد استشعر حرص الرئيس على سلامة السرية العسكرية في العملية القيادية.
الأفلام زيفت الواقع الحقيقي لحرب أكتوبر
فيلم العمر لحظة
وكشف الناقد عن اتجاه الكاتب الروائي أسامة أنور عكاشة ، في إعداد عمل روائي تناول فيه حرب أكتوبر 1973م، وقدمت المعالجة الفنية للقوات المسلحة، لافتا إلى توقف المشروع ويضيف: " رغم أنه كان توجه قوي " وعلى الجانب الأخر ذكر الشناوي، أن الشئون المعنوية كلفت المخرج شريف عرفه بتنفيذ عمل سينمائي عالمي يتناول فيه تفاصيل حرب أكتوبر، وأكدت القوات المسلحة أن ميزانية الإنتاج للعمل مفتوحة، لكن العمل توقف.
وتابع الشناوي، إن تناول حدث تاريخي يجعل المخرج و المؤلف والممثل يبدع ويغير ويطوع الحدث التاريخي لخدمة الدراما وإن كان من غير المقبول تطويع الدراما لخدمة التاريخ والحل الوسطي الأمثل الاستناد إلى السينما الوثائقية، وخشية عمر الشريف من إنتاج الفيلم بشكل سيئ أو دون المستوى جعله يتراجع عن فكرة المشاركة في الفيلم، تحسبا للمهاجمة وخروج الفيلم بشكل دون المستوى.
هل يجدد الشباب الأمل الفني
الناقدة النفية خيرية البشلاوي
لكن.. هل هناك أمل أن يقدم عملا فنيا يعرض الملحمة بصورة مشرفة ونزيهة؟ تجيب على السؤال، الناقدة الفنية خيرية البشلاوي، في تصريحات خاصة ل"بوابة المواطن" أن الأفلام التي ناولت حرب أكتوبر 1973م، تأخذ رتبة المجند الفاشل، الذي لا يملك مهارة عسكرية قتالية ولا يقوى على حمل السلاح، وتضيف : " كلها أفلام للتسلية والترفيه فقط".
وقالت البشلاوي، أنه حتى الآن لم يتم تقديم أي عمل سينمائي جيد يليق بحرب أكتوبر، مؤكدة أن السينما مقصرة تماما في تناول الملاحم البطولية الخاصة بالمؤسسة العسكرية، وخصت بالذكر السينما التسجيلية والسينما الروائية، مؤكدة أن السينما المصرية لم تقم بدورها المنشود لنقل وقائع حرب أكتوبر 1973م، وتضيف:" كان عليهم أن يقدموا أعمالا تعيش عليها الأجيال كلما شاهدها الجمهور أحس بقيمة الانتصار وقوة الكفاح، لكن الأفلام هذه لا ترتقي إلى نصف لأي خطوة قام بها جندي واحد في حرب أكتوبر.
الإخلاص
الوطني الحقيقي هل يبدو مشهدا سينمائيا ؟
فيلم حكايات الغريب
وذكرت الناقدة الفنية، أن فيلمي " الطريق إلى إيلات، وحكايات الغريب" كانا من الأفلام التي حرصت على التوجه الحقيقي والمخلص الذي اعتمد على الحس الوطني والجدية، وتضيف :" بغض النظر عن مستواهما الفني، لكن باقي الأعمال من الأفلام الروائية فاشلة".
ولفتت الشناوي، إلى مستوى الأفلام التي تناولت معركة أكتوبر بأنهم كانوا لمجرد الترفيه التسويقي الرخيص، بخلاف الأفلام العسكرية السينمائية التي قدمتها السينما الأمريكية وكذلك السينما الروسية والاتحاد السوفيتي قبل تفكيكه، وقد وصفتها بالأعمال الجيدة.
كيف تنتج
السينما المصرية فيلما عسكريا
فيلم الطريق إلى إيلات
من جهة أخرى قالت الناقدة الفنية، أن إنتاج عملا فنيا سينمائيا يتناول حرب أكتوبر بشكل يليق بمكانة المعركة في قلوبنا والحقيقية القتالية التي عاشها الجندي المصري في الحرب، قد يقوم بها الجيل الحالي، لافتة إلى فيلم " حرب كرموز" الذي تم إنتاجه خلال هذا العام، حيث كان عملا سينمائيا يتمثل موضوعه في صراع وطني.
وأكدت الشناوي أن إنتاج فيلما سينمائيا يتناول حرب أكتوبر 1973م، لا يحتاج إلى إمكانيات مالية ضخمة، لكن الإنتاج السينمائي الحالي يسعى لتقديم أعمال كئيبة تتاجر بآلام الشباب، ومن ثم يشارك بها القائمين عليها في المهرجانات السينمائية الدولية من أجل الحصول على الجوائز، وضمان تحصيل إيرادات عالية وتحقيق أرباح، وتضيف: " العمل العسكري بيجيب فلوس وبيحقق نجاح والناس بتحبه".