أفلام الجاسوسية بين الحقيقة و الخيال .. كيف رصدت السينما ملفات المخابرات
الثلاثاء 25/سبتمبر/2018 - 01:21 م
شيماء اليوسف
طباعة
تأخذك سينما أفلام الجاسوسية و المخابرات لتعيش أجواء سينمائية مليئة بالإثارة و الغموض و الذكاء، القائم في الأساس على مهمة متعة و تشويق المشاهد، و هذا ما جعل المخرجون المصريون يبدعون في تنفيذ عملا سينمائيا مثيرا حتى و إن كان بعيدا عن الدور الوطني المقصود، و هناك العديد من الأفلام التي تناولت قضية الجاسوسية بين خيال المؤلف و إثارة المخرج و الواقع الحقيقي.
بداية صناعة أفلام الجاسوسية
أفلام الجاسوسية
في عام 1965م، قدم المخرج نيازي مصطفى
أول عملا سينمائيا من سلسلة أفلام
الجاسوسية، يناقش قضية الجاسوسية تحت
عنوان " الجاسوس " قام ببطولته الفنان الراحل " وحش الشاشة "
فريد شوقي، حيث لعب فيه دور ضابط بحري استطاع أن يكشف قضية تجسس لصالح الكيان
الصهيوني " إسرائيل " و صنف الفيلم وقتها على أنه فيلم بوليسي، بعد ذلك تتالت بعد ذلك الأعمال الفنية السينمائية التي
ناقشت هذا القضية بحسب تطور الصراع العربي الإسرائيلي، و لأن الشعب المصري مولع
بالأدوار الفدائية.
كيف يرى نقاد الفن المبالغة الدرامية
الناقد الفني حسين إسماعيل
خداع و مطاردات، لمحات مثيرة تنهض على أنقاضها الأفلام الجاسوسية، و إن كانت السينما تتصنع أدورا بعيدة تماما عن الحقيقة فهي في الواقع مطلوبة حتى و إن كان مبالغ فيها وفي هذا الشأن يقول الناقد الفني، حسين إسماعيل في تصريحات خاصة ل " بوابة المواطن " أن الرؤية الفنية تستدعي جذب انتباه المشاهد لرؤية التفاصيل، باعتبار أن ميزة الأكشن تتمركز في الحركة و الإثارة .
الأفلام الجاسوسية و تشكيل وعي الجماهير
أفلام الجاسوسية
نجحت الأفلام الجاسوسية في تشكيل وعي الشعب المصري و حتى بعد إقرار معاهدة السلام بين مصر ة الكيان الصهيوني استمرت هذه الافلام تقدم نفس النوع للمشاهد، التي تستهدف اظهار اليقظات التكنيكية لجهاز المخابرات المصري و لابد إن تكون الغلبة في النهاية لهم مثل فيلم " ولاد العم " الذي دارت أحداثه في قالب تشويقي مخابراتي، تتركز حول 3 شخصيات ضابط مخابرات مصري و فتاة مصرية و ضابط مخابرات إسرائيلي، و قد تناول الفيلم قضية الصراع العربي الإسرائيلي بمنظور سياسي عقائدي إنساني و كذلك مسألة الجدار العازل، وتتطور الأحداث عندما تكتشف الفتاة المصرية أن زوجها إسرائيلي، تحاول الهرب منه والرجوع إلى بلده و ما إن تعلم المخابرات المصرية بالأمر فتكلف أحد ضباطها لإنقاذها.
العتبة جزاز و التجسس المجهول
أفلام الجاسوسية
و لابد أن تكون عين المخرج خارقة خاصة ما يقدم من خلال " الأفلام الجاسوسية " ليستطيع المخرج من خلاله عدسات الكاميرا أن ينقل المشهد بالشكل الذي يصدقه المشاهد و كأنه يعيش في الأحداث، بما ينمي روحه الوطنية ، مثل فيلم " العتبة جزاز " الذي لعب فيه الفنان الراحل فؤاد المهندس و شريكار دور البطولة المشتركة، عام 1969م، و قدمه المخرج الرائع نيازي مصطفى و تدور أحداث الفيلم بين عبدالحفيظ الموظف البسيط الذي يتشابه شكله تماما مع ماكس قائد شبكة تجسس دولية و تقوم المخابرات المصرية بتجنيد عبدالحفيظ للإيقاع بهذه الشبكة في شكل كوميدي، و لم يوضح التجسس كان لصالح من بشكل مباشر.
نصر أكتوبر و تغير رؤى الإخراج و التأليف
للأفلام الجاسوسية
أفلام الجاسوسية
بعد نصر أكتوبر 1973، اختلفت الرؤية الفنية و السينمائية حول طريقة عرض " الأفلام الجاسوسية " لأنها كانت مأخوذة من ملفات المخابرات العامة و ربما كانت بتوجيه من الأجهزة السيادية، لنشر قصص من العمليات الناجحة كنوع من الفخر و الاعتزاز مثل فيلم " الصعود للهاوية " المأخوذ عن قصة حقيقية، للمخرج كمال الشيخ عام 1978م، الذي تناول قصة فتاة جندها الموساد الإسرائيلي في فرنسا خلال حرب الاستنزاف للحصول على معلومات عسكرية تخص الجيش المصري، و لكن المخابرات المصرية نجحت في فضحها و القبض عليها، التي كانت بالنسبة للموساد عميلة هامة.
استكمال الدراما السينمائية بأسلوب مخابراتي
أفلام الجاسوسية
و قدم المخرج علي عبدالخالق فيلم " إعدام ميت " كأحد الأفلام الجاسوسية، الذي تناول معاملة أهل سيناء مع ضباط العدو الإسرائيلي طول فترة الاحتلال من خلال شخصية منصور السيناوي و الذي قبض عليه جهاز المخابرات المصري بتهمة التجسس لصالح إسرائيل و نظرا لتشابهه مع أحد الضباط يتم إرساله لسيناء ليكمل تعامله مع الإسرائيليين و يحصل على معلومات حربية كانت مفيدة لقرار الحرب ضد الكيان الصهيوني و قد أظهر الفيلم الدور الوطني الذي يقوم به أهل سيناء في التعاون الوطني مع المخابرات المصرية ضد العدو الإسرائيلي، و كذلك فيلم بئر الخيانة، الذي أخذ عن قصة حقيقية من وقائع سجلات المخابرات المصرية و الذي تناول قصة لص كان يعمل بأحد المواني البحرية، حيث يهرب من أداء الخدمة العسكرية و يسافر بطريقة غير شرعية إلى إيطاليا حيث يعرض هناك خدماته على مكتب عمل تابع للموساد الإسرائيلي و من ثم يتم تجنيده للحصول على معلومات تجارية و عسكرية من داخل ميناء إسكندرية و من ثم ينكشف أمره و يتم القبض عليه و عندما حكم عليه بالإعدام قام بالانتحار " فعاش خائنا و مات كافرا " .
نادية الجندي و أفلام الجاسوسية الخيالية
أفلام الجاسوسية
و في 1992 قدمت نادية الجندي فيلم " مهمة في تل أبيب " حيث كان أحد أهم أفلام الجاسوسية، الذي تناول قصة فتاة مصرية كانت تتعاون مع جهاز الموساد ضد مصر، و كان الضمير الوطني قد ألقى سهام اللوم في قلبها ما جعلها تتراجع عما تقوم به وتعود لتتعاون مع جهاز مخابرات بلدها، ما جعلها تسافر لتل أبيب لقضاء مهمتها هناك و لما كشفها الموساد استطاعت أن تهرب منهم و تعود لمصر بالمعلومات المطلوبة، و لنفس المخرج قدمت نادية الجندي فيلم " 48 ساعة في إسرائيل " و تدور أحداث الفيلم حول فتاة سافرت لدولية اليونان للبحث عن أخيها المفقود و الذي كان أحد ضباط المخابرات المصرية و هناك تتعرف على ضابط إسرائيلي قد كذب عليها و أفهمها أنه ضابط مصري ليقوم بأخذ المعلومات منها لكنها تكتشف أمره و تقوم المخابرات المصرية بإرجاعها إلى مصر.
أفلام الجاسوسية
الفيلم الثالث لنادية الجندي الذي يعد واحد من أفلام الجاسوسية " فيلم الجاسوسة حكمت فهمي " و كانت تقوم فيه بأداء دور راقصة استعراضية، تعاونت مع جهاز المخابرات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية ضد الإنجليز أثناء الاحتلال البريطاني لمصر و قامت فيه بدور وطني.
فخ الجواسيس و الكافير
في 1992 قدم الراحل محمود عبد العزيز فيلم " فخ الجواسيس " ضمن أفلام الجاسوسية، و تدور أحدثا الفيلم حول ضابط مصري يحاول تجنيد جاسوسة مصرية كانت تعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية كعميلة مزدوجة، و ينجح بالفعل في تسريب المعلومات الخاطئة للموساد الإسرائيلي عن طريقها، و تنتهي أحداث الفيلم بالقبض على شبكة التجسس الإسرائيلية.
و استكمالا لسلسة الأفلام الجاسوسية، قدم المخرج علي عبدالخالق فيلم " الكافير " الذي اشترك في التمثيل فيه الفنان عزت العلايلي و طارق علام ، و تدور أحداثه حول اختطاف الموساد مهندس الطيران المدني المصري، في محاولة لتجنديه و تنقذه امرأة من ضباط الموساد بعد وقوعها في حبه و ينتهي الفيلم بالهروب.
أفلام الجاسوسية