لماذا ضحى السادات بالعلاقات مع الاتحاد السوفيتي في حرب أكتوبر 1973
الثلاثاء 09/أكتوبر/2018 - 09:49 م
شيماء اليوسف
طباعة
كانت علاقة الرئيس جمال عبدالناصر مع الاتحاد السوفيتي وطيدة، نظرا للميول الاشتراكية لدى عبدالناصر، ولكن الرئيس السادات كان رجلا بلا ميول وقراءته للمشهد السياسي وبعد نظره ومعرفته القوية بأن القوة الإسرائيلية التي تعيش عليها تقع في قبضة الولايات المتحدة الأمريكية، وأن النظام السوفيتي لا مفر له من السقوط وبسبب سياسة السادات مع السوفيت، خسرت مصر الدعم السوفيتي في حرب أكتوبر1973م.
مصر والاتحاد السوفيتي في عهد جمال عبدالناصر
سياسة السادات مع الاتحاد السوفيتي
مصر والاتحاد السوفيتي في عهد السادات
لقد تمكنت القوات المصرية المسلحة في السادس من أكتوبر 1973م، أن تنقض على عدوها الإسرائيلي وتفتك به، ولقنت الكيان الصهيوني درسا في الخداع الاستراتيجي لن ينساه حتى الفتك به نهائيا، في الثامن من أكتوبر من نفس العام، أبلغ السفير السوفيتي في القاهرة الرئيس الراحل أنور السادات بأن الجسر الجوي الخاص بالإمدادات العسكرية السوفيتية لمصر، سيقام في اليوم التالي لكن في الحادي عشر من أكتوبر تغير الوضع.
حينما قامت قوات العدو الإسرائيلي باستغلال الفجوة بين الجيشين الأول والثاني، وتوجهت القوات الإسرائيلية نحو العاصمة، في الثالث عشر من أكتوبر وصل إلى مصر رئيس الوزراء السوفيتي، في زيارة سرية والتقى بالرئيس السدادات، وقد أطلعه على معلومات خاصة بالكيان الصهيوني قد وصلته من أجهزة الاستخبارات السوفيتية، بما في ذلك الأقمار الصناعية، وقد حاولت رئيس الوزراء وقتها إقناع السادات ببدء المفاوضات لوقف إطلاق النار حتى لا يخسر الجيش المصري ما وصل إليه.
مصر والاتحاد السوفيتي في عهد السادات
وقال ألكساندر أكسينيكونوك، مستشارا سابقا في مكتب الشرق الأوسط بوزارة الخارجية السوفيتية، حيث كان شاهدا على اللقاء الذي حدث بين الرئيس السادات ورئيس الوزراء السوفيتي، إن المباحثات بين السادات ورئيس وزراء السوفيت استمرت طويلا، مادحا في قوله رئيس الوزراء السوفيتي، وقد وصفه بالحكم والعقل، وقدرته على عرض الحقائق بطريقة منطقية.
لقد أوضح الرئيس السادات طرد خبراء السوفيت من مصر، بأن مصر تريد أن تظهر للعالم أجمع أنها دولة مستقلة، إلى جانب عدم إقحام الاتحاد السوفيتي في خصوصيات مصر ومشكلاتها السياسية وتحديدا في حربها ضد العدو الإسرائيلي، حتى تتمكن مصر من تحرير سياستها من نقطة الجمود وتعزيزها، وعلى الرغم من معرفة السوفيت سياسة الرئيس السادات وعلاقته بالسوفيت إلا أن السوفيت رفضوا سياسة السادات معهم.
ماذا طرح الاتحاد السوفيتي على مصر بصدد حرب أكتوبر
مصر والاتحاد السوفيتي في عهد السادات
لقد طرحت القيادة السوفيتية وقتها تساؤلا يتضمن تعجبا من سياسة مصر متمثلة في الرئيس السادات نحو السوفيت، رغم العلاقات الوثيقة بين مصر والسوفيت ولم تكن هناك خلافات، مستفهمين أسلوب مصر في طرد الخبراء السوفيت، غير متوقعين هذا الموقف المصري، الذي تم بدون مشاورات سابقة وبدون سابق إنذار، استقبلت السوفيت قرار القيادة المصرية بصدر رحب، رغم علمهم الشديد بالأهداف التي يسعى إليها السادات.
اعتبر ألكساندر أكسينكونوك، أن الرئيس السادات كان مراوغا في سياسته مع قادة السوفيت وتبريره لطرد خبراء السوفيت من مصر، حيث أن الرئيس السادات قد ارتكز في تبريره على بعض العوامل مركزا على العوامل الخارجية، حيث رفضت مصر إخبار السوفيت بنيتها في طرد خبرائها من مصر حتى لا يكون الحدث رائجا على ألسنة الرأي العام.
هدف السادات في طرد خبرا السوفيت من مصر
حرب أكتوبر 1973
كما أن الرئيس السادات سعى ليشعر شعبي استقلالية قرارات القيادة المصرية، وبعد نشوب حرب أكتوبر توجه الرئيس السادات إلى السوفيت طالبا إقامة جسر جوي بين مصر والسوفيت، وبدأ هذا الجسر يعمل من يوم التاسع من أكتوبر، ثم توقف بأمر السوفيت، زاعمين بأن مصر بعدما عبرت قناة السويس لم تستطع استكمال حربها ضد إسرائيل وأصبح الموقف حرج خاصة ما يخص وضع الجيش السوري.
موقف هنري كيسنجر من علاقة مصر بالاتحاد السوفيتي
هنري كيسنجر
وبالرغم من سرية زيارة رئيس وزراء السوفيت إلا أن هنري كيسنجر ، رئيس الوزراء الأمريكي قد تلقى في اليوم نفسه تقريرا أمريكيا صادر عن مكتب الاستخبارات الأمريكي في موسكو يفيد بأن طائرة رئيس الوزراء السوفيتي، متوجهة نحو القاهرة، وقد رأى كيسنجر أن الموقف متاح له أن يقبض عليه بيديه، كي لا تفقد الولايات المتحدة زمام المبادرة ومفتاح الحلول في المنطقة، فبعث برسالة للرئيس السادات.
قال في رسالته أن الولايات المتحدة وحدها هي التي تستطيع أن تعد بتوسيع جهودها نحو السلام في حالة قبول مصر وقف إطلاق النار وبهذه الطريقة ربط كيسنجر الجهود الأمريكية من أجل السلام ووقف إطلاق النار في المواقع الحالية، لكن الرئيس السادات رفض مضمون رسالة كيسنجر ونظر إلى مصلحة مصر أولا.