رغم مخاطرها وقلة يوميتها "مهنة الحدادة" بصمة الرجال في محافظة الغربية

السبت 13/أكتوبر/2018 - 03:01 ص

أمنيه عبد العزيز

بالرغم من مخاطرها التي لا تحصي والحروق التي تسببها شظاياها فضلاً عن التعب الذهني الذي تسببه مهنة الحدادة وقلة اليومية التي يحصل العاملين بها التي لا تتعدى ال 50 جنيه أحيانا في ظل الركود التي تشهده، إلا أن هناك من عشقها واتخذ منها سبيلا لرزقة أحب العمل بها تحمل مخاطرها ورضي بقسمه أموالها التي يحصل عليها منها وأكد أنه لا يحب العمل بغيرها فهي مهنتة منذ الصغر يري بها مستقبله.

مهنة الحدادة

تعد مهنة الحدادة من المهن الخطرة فهي غير آمنة فقد تتسبب أحيانا في بعض الحروق للعاملين بها وهناك من تأذى منها كثيرا وأثناء تناثر الشظايا منها تتطاير بدون تحديد قبلتها.

قد تتسبب مهنة الحدادة في فقدان العامل عينه وتصيبه بالعجز وقد تميزت محافظة الغربية بتبنيها لمنهة الحدادة فهناك منطقة كاملة تسمي تل الحدادين تجمع 3000 عامل بالمهنة بها وأيضا على مستوى المحافظة وبجميع المراكز تتنتشر المحلات والورش التي تخصصت بها وإتخذت من مهنة الحدادة مهنة أساسية لها.

مهنة الحدادة

"بشتغل في الحدادة من وأنا صغير حبيت المهنة دي جدا ومش شايفها خطر وبجهز نفسي منها" بهذه الكلمات بدأ أحمد كلامه وهو شاب عشريني من مدينة طنطا بمحافظة الغربية يعمل بورشة حدادة.

وأوضح أنه يعمل بهذه المهنة منذ طفولته وله فيها 8 أعوام حيث وجد بنفسه أن هذه المهنة التي تليق به من حبه للمغامرة وشجاعتة يشعر بأن هناك قوة كامنة بداخلة يستطيع منها أن يعمل بالمهنة ويتحدي مخاطرها.

وأكمل أحمد أن هذه المهنة تسمى حرفة الرجال الأشداء لا يعمل بها أي شخص فهي تحتاج إلى شخص قوي صابر على تحدي نفسه قبل تحدي مخاطرها فهي عبارة عن أيادي مرتفعة عالية تنزل بكل قوتها على القطع الحديدية المنصهرة لتشكل منها قطع ذات احتياجات أخرى فهناك أيادي تقوم بصهر الحديد وأخرى تطرق على الحديد ليتم تعديله وأخرى تصنع الأمواس ومستلزمات المعمار ليست مهنة بسيطة كما يعتقد البعض ولكنها تحتاج إلى الصبر والقوة.

وأضاف أحمد أنه يقوم بتكوين نفسه كأي شاب في سنه مقبل على الزواج فهي مهنته الأساسية لا يعمل بغيرها ويقوم بتجميع المال الذي يجنيه منها ويضع به طوبة وراء طوبة بمنزلة الصغير الذي يخطط للزواج به.

لا يرى في العمل في المهن الأخرى البسيطة مثل العمل على "توك توك" أو الوقوف في محل يبيع احساس بالمسئولية بل يرى أن تلك المهنة الشاقة صنعت منه شخصا قويا قادر على تحمل المسئولية وأيضا أي عقبة يقع فيها، مضيفاً "وبردو ادتني قوة وشوية عضلات حلوة عشان أدافع عن نفسي".

وذكر أنه تعود على المهنة وإن تركها لن يجد نفسه في أي مهنة أخري ويري أنها أفضل من المكوث في المنزل دون "شغلة أو مشغلة" كما يفعل معظم الشباب يريد مهنة بسيطة بدون متاعب يجني منها المال فقط وان لم يجد تلك المهنة المريحة يجلس في منزله منتظرا أن تأتي تحت أقدامة فرصة عمل يربح منها دون تعب ولكن في النهاية يحتاج هذا العمل إلى شخص يحب العمل بجد وليس الراحة.

مهنة الحدادة

وقال "محمود" شاب آخر عشريني يعمل بنفس المهنة أنه يعمل بها منذ 5 سنوات مع والده بالمحل خاصته، فقد فضل أن يستكمل مسيرة أبيه وجده بالعمل في هذه المهنة لأنه سوف يعمل مكان والدة بمحلة بعد عمر طويل لوالدة وذكر أنه منذ صغره كان يأتي مع والده فقط يشاهد ما يفعله ويحايل والدة كثيرا أن يتركة يعمل أي شيء معه ولكنه والده كان يرفض ويجعله فقد يفعل أشياء بسيطة جداً إرضاءا لفضوله.

ولكن مع الوقت عندما شب محمود ورأى والده أنه أصبح يمكنه أن يتحمل مسئولية العمل بهذه المهنة فوافق أن يأتي إلى الورشة للعمل وكان لديه خبرة بسيطة من صغره أصبح بإمكانه أن يفعل كل شئ بالمهنة حتى أنه في مرض والده ترك الورشة بكاملة في يده، وأصبح يشرف عليها وعلى العاملين بها ويعمل كل شيء بيديه مما جعله يشعر أن مهنة الحدادة مهنة المستقبل بالنسبة له ولن يترك تعب والده خلال هذه السنين في فتح هذه الورشة بل سيكبر بها إلى أن تصبح أكبر ورشة.

وفي السياق ذكر الشباب أن المهنة تواجة الكثير من المشاكل حول المحافظة بأكملها وهي إرتفاع الأسعار فقد تسبب هذا الإرتفاع في حدوث ركود كبير في الورش فأصبحو يقوموا بشراء الحديد بأسعار مرتفعة ويبيعونه بهامش ربح بسيط فمنهم من يحتاج إلي دفع إيجارات الورش ودفع يوميات العمالة وهم لا يعملون فقط يجلسون أمام ورشهم في إنتظار الفرج فهذه المهنة تصارع من أجل البقاء قد كانت قبل الإرتفاع في الأسعار تأتي إليهم بأرباح مناسبة أما الآن 'مش جايبة همها '.