مسجد الوداع في محافظة المنيا .. تاريخ جاء من الموت والجثث
الإثنين 15/أكتوبر/2018 - 02:00 م
شيماء اليوسف
طباعة
يعد مسجد الوداع في محافظة المنيا واحدا من أقدم المساجد والأبنية الإسلامية التاريخية داخل مصر، وهو يقع بمدينة المنيا على مقربة من كورنيش النيل، ويمثل العمري، أو مسجد الوداع كما أطلق عليه، أعرق مساجد المنيا من الناحية التاريخية ومن أبرز المباني التي تم بنائها على طراز هندسي رفيع، وقد عرف بمسجد العمري تيمنا بمسجد عمرو بن العاص الذي فتح مصر.
اطلق على مسجد العمري اسم " مسجد الوداع" لكثرة صلاة الجنائز التي تقام به، ولأن مقابر مدينة المنيا تقع في الجانب الشرقي من نهر النيل، وقرب المسجد منه، فكان المشيعون يتوجهون إلى الصلاة على الميت في أقرب مسجد إلى النيل فيقع الاختيار على مسجد العمري، إذا يصلون به ثم يتوجون لدفن الفقيد، ومن هنا جاءت تسميته بمسجد الوادع.
مسجد الوداع قديما
بني مسجد الوداع في عام 1439م، في العصر المملوكي وتحديدا في عهد السلطان الظاهر سيف الدين جقمق، وهو أحد سلاطين المماليك البرجية، والعاشر من ملوك الشراكسة وقد أسس المسجد على نهج المعمار الإسلامي النادر، ويتكون من أربع أروقة يتوسطهم صحن أوسط مكشوف، وللمسجد باب رئيسي ممتد من الناحية الغربية، إضافة إلى صف من الشرفات المسننة إلى جانب الملحقات المعمارية الإسلامية كالمقصورة والمئذنة وغيرها وتنقسم واجهته بين صفين من النوافذ.
مسجد الوداع والفتح الإسلامي لمصر
مسجد الوداع بالمنيا
يتميز مسجد الوداع بأضلاعه الغير منتظمة، فأرضيته تنخفض عن الشارع نظرا لارتفاع الشوارع التي تحيط المسجد، كما أن الرواق الخاص بالقبلة مصنوع على شكل مستطيل صغير، يتجه بشكل تعامدي على مستطيل أكبر منه، يمتدد المسجد ارتفاعا إلى ثلاث طوابق كل طابق منهم على شكل يختلف عن الأخر، فالأول مربع والثاني ثمانيني والثالث مثله، ويعلو الثلاث طوابق عدد أربعة قوائم، إلى جانب النوافذ المصممة على شكل معقودات.
مسجد الوداع بالمنيا
تعرض مسجد الوداع إلى الهدم، عند تأسيس كوبري النيل العلوي، ولكن المحاولة عادت بالفشل، لقد أنقذ المسجد الطرق والأنفاق التي توجد أسفله ومن ثم فإن عملية هدمه ستؤثر لا محالة بالسلب على المسجد، ونظرا لوقوع المسجد في واجهة كوبري النيل العلوي مباشرة فإن الأمر تطلب الاستعانة بخبراء ألمان إلا أنهم الآخرين عجزوا عن تحديد مصدر الأنفاق والطرق التي فوجئ المهندسون بها حتى تم رفض فكرة هدمه.
مميزات موقع مسجد العمري بالمنيا
مسجد الوداع بالمنيا
يقع مسجد الوداع في منطقة محورية من محافظة المنيا، حيث يحده من الناحية الجنوبية مستشفى جامعة المنيا، ومن الناحية الشرقية كوبري النيل العلوي، بينما مساكن الأهالي تحده من الناحية الشمالية إضافة إلى مسجد علي المصري وشارع محمد بدوي اللذان يحداه من الناحية الغربية، ويعتبر المسجد إرثا من التراث الفاطمي.
مسجد الوداع بالمنيا
يوجد بمسجد الوداع ثلاث مستويات من النوافذ التي تعد جزءا من مقصورة المسجد وقبلته وهي بدورها تمثل واجهة الناحية الجنوبية للمسجد، وبالناحية الشرقية توجد أربع مستطيلات للوجهة المنقسمة إلى جزأين، ترتبط النافذة الشرقية للمسجد دخلة مستطيلة تعلوها، إلى جانب النوافذ المدببة المعقودة.
الطراز الفاطمي للمسجد والعصر العثماني
مسجد الوداع بالمنيا
ومثل العام 1149م، كأخر تجديد وتحديث للأعمال الهندسية بالمسجد التي كانت في العصر العثماني، ويعتبر مسجد العمري، أول جامع بني في مدينة المنيا، ولكن تاريخ وتراث وحضارة المنيا، تمتد إلى الأزل حيث أنها أول أرض في مصر بدأت دعوة التوحيد منها، وكانت عاصمة لمصر قديما، وتعد المنيا واحدة من أكبر المحافظات الأثرية في مصر.