مسار العائلة المقدسة إلى مصر.. 55 مليون جنيه لدعم الحج المسيحي
السبت 20/أكتوبر/2018 - 01:12 م
شيماء اليوسف
طباعة
كان مسار العائلة المقدسة إلى مصر، مهبطا لبلد الأمن والأمان التي حمت واحتوت كل مبادئ التعايش السلمي، وسجلت هذه الرحلة نقلة نوعية في تاريخ السياحة الدينية التي أكسبت التاريخ والحضارة المصرية ملبس الحارس الأمين، لقد عاشت مصر تحتوي كل مهاجر ومحتمي فيها على مر السنين رغم تعددها واختلافاتها، لقد ركب الرحالة والزوار والسياح زمام الطريق إلى مصر، من مختلف بقاع العالم ليشهدوا الدرب الذي اتخذته السيدة العذراء في رحلتها، ثم لينفردوا بصبابة بلد النيل حيث الآثار والتاريخ الحافل بكل ما هو مقدس.
سجل مبتدأ مسار العائلة المقدسة إلى مصر من أرض فلسطين الأبية، حيث صحراء سيناء، متخذة من طريق العريش إلى مصر القديمة مسلكا، حملت مريم البتول على يدها طفلها النبي عيسى المسيح، نبي ورسول الشريعة المسيحية المقدسة، وبحسب الروايات التاريخية كان يرافق السيدة العذراء في رحلتها خطيبها يوسف النجار، لقد قطعت العائلة المقدسة رحلة طويلة من المشقة والتعب، وأضحت رحلة العذراء مقصدا للسياح والوافدين والزائرين مصر.
مسار العائلة المقدسة إلى مصر ودعم الدولة لتطويره
مسار العائلة المقدسة إلى مصر
جاء مسار العائلة المقدسة إلى مصر، بعد الرؤية التي شاهدها خطيب السيدة العذراء "يوسف النجار" والتي تؤكد أن ملاك الرب أمر النجار بأن يأخذ النبي عيسي"يسوع المسيح" ويهرب به نحو مصر.
جاء هذا الأمر خشية من زعيم الرومان الذي خطط لقتل الطفل، وأمر ملاك الرب يوسف النجار أن يظل مقيما في مصر حتى يؤذن لهم بالعودة، وبحسب إنجيل متى، أن العائلة المقدسة هرعت في سواد الليل المظلم تنخر أقدامهم في أحفار الجبال والوديان، حيث مصر، فكانت مصر لعائلة السيد المسيح ملاذا وملجأ، والبلد التي تكون مهربا وملجأ للأنبياء المرسلين فعند الله أمنة وستظل أمنة ومصر لازالت ملاذا لكل من جارت عليه ظروف الزمان.
مسار العائلة المقدسة إلى مصر
مر مسار العائلة المقدسة إلى مصر بالعديد من البقع المصرية الهامة والتاريخية مثل دير الأنبا بيشوي، ودير السريان ودير الباراموس، وتحملت العائلة المقدسة الكثير من المتاعب الشاقة على طول رحلتها إلى مصر حتى استقرت تحت شجرة بمنطقة المطرية بمحافظة القاهرة، أسماها المصريون فيما بعد بشجرة مريم أو شجرة العذراء.
مسار العائلة المقدسة إلى مصر
لقد استمر مسار العائلة المقدسة إلى مصر، قرابة عامين وستة أشهر، وكانت منطقة الدير المحرق خاتمة الحدود الجنوبية التي وصلت إليها العائلة المقدسة أثناء رحيلها من مصر في إطار عودتها إلى القدس الشريف، بحسب المصادر التاريخية والكنسية، وفي إطار تطوير مسار العائلة المقدسة إلى مصر.
دشنت وزارة الآثار المصرية " لجنة تدشين مسار العائلة المقدسة" تقوم مهمة هذه اللجنة على إعداد الدراسات الخاصة بالمواقع الأثرية لرحلة العائلة المقدسة، ومن شأن هذه الدراسات وضع الرحلة على رأس قائمة التراث اللامادي لصالح منظمة اليونسكو، وتنتهي اللجنة من أعمالها خلال هذا العام.
تخصيص 55 مليون جنيه لتطوير محطتين من مسار العائلة المقدسة بأسيوط
محافظ أسيوط
تستهدف مصر تطوير وتهيئة مسار العائلة المقدسة إلى مصر بغرض دعم السياحة الدينية وعلى خلفية رعاية الدولة لمسار العائلة المقدسة، خصص محافظ أسيوط اللواء جمال نور الدين، نحو خمس وخمسين مليون جنيه بهدف تطوير وتوسعة الطرق المؤدية لدير المحرق بمركز القوصية.
ويمثل الدير إحدى البقاع التي مرت بها العائلة في رحلتها بمحافظة أسيوط، وقد أكد محافظ أسيوط أن الأبحاث والدراسات الهندسية اللازمة لتطوير الدير قد جهزت حتى يبدأ تنفيذها في أسرع وقت، وقد جاء قرار المحافظ وفقا لتوجيهات الرئيس السيسي التي من شأنها الحفاظ على الإرث الإنساني وتحقيق التنمية والسياحة المستدامة.
مسار العائلة المقدسة إلى مصر
يشمل مسار العائلة المقدسة إلى مصر ما يقرب من خمس وعشرين موقعا بطول يمتدد بنحو 3500 كيلو متر، مرت بها العائلة المقدسة ذهابا وإيابا، وتحظى أسيوط وحدها بمحطتين من مسار العائلة المقدسة، دير درنكة ودير المحرق، وتعد عملية تطوير وإحياء مسار العائلة المقدسة لمصر تنمية سياحية وترويجية من شأنها الحفاظ على الإرث الإنساني.
مسار العائلة المقدسة إلى مصر
يستهدف تطوير مسار العائلة المقدسة إلى مصر جذب الملايين من الحجاج المسيحيين، ويحتاج تدعيم رحلة العائلة المقدسة إلى تسويق وترويج جيدا والتركيز على التسويق من ناحية السياحة الدينية، ويبدأ الترويج لمسار العائلة من خلال السياحة الداخلية في المقام الأول حتى يصبح الزائرين سفراء سلام وتسويق للسياحة المصرية، ويتطلب الأمر إلى توثيق الصلة بين كافة القطاعات التي تتعلق بمسار الرحلة.