صور .. رحلة بوابة المواطن إلى الزاوية التجانية الكبرى في ذكرى شيخها أحمد الحافظ
الثلاثاء 06/نوفمبر/2018 - 02:35 م
وسيم عفيفي - أميرة علاوة ـ ريم الصدفي
طباعة
زخم تاريخي كبير ستشعر به حين تقرر التوجه إلى الزاوية التجانية الكبرى في المغربلين فأنت ستمر بسوق الغورية سيرا على قدميك حتى تقف عند باب زويلة، تاركا خلفك التاريخ الفاطمي والأيوبي والمملوكي وتسير قليلا ليكون عن يسارك جامع الصالح طلائع، ذلك المكان الذي احتوى رأس الحسين قبل أن يستقر في مسجده المشهور ومن هنا يبدأ طريق التصوف في الزاوية التجانية الكبرى.
قبل الزاوية التجانية الكبرى .. ما هي عطفة الدالي حسين
من داخل الزاوية التجانية الكبرى
تقع الزاوية التجانية الكبرى في عطفة الدالي حسين، والدالي حسين أحد حكام مصر العثمانيين الذين حكموا المحروسة بسنتين، واسمه كاملا حسين باشا المعروف بدالى حسين نديم السلطان مراد وأحد الوزراء الكبار أصله من قصبة بيكشهر من ناحية قرمان.
وتروي كتب تاريخ الدرب الأحمر أن الدالي حسين الذي حكم مصر عام 1635م في عهد السلطان مراد الرابع كان لقبه الحاكم المجنون، لأنه كان يركب خيله ويسير في شوارع مصر متخفيا ليلا فمن يجده شقيا يقتله بلا أدنى تفكير.
الزاوية التجانية الكبرى .. تاريخ يتجدد
مكتبة الشيخ أحمد محمد الحافظ التجاني
الطريقة التجانية هي إحدى أشهر الطرق الصوفية السنية المنتسبة إلى الشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن المختار بن سالم التيجاني من مواليد 1737ووفيات 1815 م، ونشأت الطريقة أول ما نشأت في الجزائر ثم ترعرعت في المغرب وانتشرت حتى شملت القارة الإفريقية والسودان ومصر.
ومن أجل الانتساب إلى الطريقة التجانية يجب أن يتوفر 23 شرط، يقول عنها الشيخ أحمد محمد الحافظ التجاني، من استكملها كلها فهو من أهل الطريقة الفائزين المحبوبين المقربين ، و من استكمل الإحدى و العشرين شرطا الأولى فقط فهو من الرابحين المحبوبين وإن لم يساوي الأولين.
لقاء بوابة المواطن مع زوجة شيخ الزاوية التجانية الكبرى
زوجة الشيخ أحمد محمد الحافظ التجاني
التقت بوابة المواطن مع زوجة الشيخ أحمد محمد الحافظ التجاني في ذكرى رحيله الأولى وقالت زوجته "إن الطريقة الصوفية التجانية تنتشر حول العالم في جميع البلدان وخصوصًا في دولة المغرب وذلك لأنها منشأ الشيخ أحمد التيجاني، وأن الشيخ أحمد كان كثيرًا ما يسافر حول العالم وذلك للحديث مع مريديه من الطريقة مثل أمريكا وفرنسا وإندونيسيا، وتشاد، والسودان، ونيجيريا، والسعودية، وأفغانستان.
الشيخ أحمد محمد الحافظ التجاني
وكشفت زوجة الشيخ الراحل أثناء لقاء بوابة المواطن معها "تتمتع مصر بكثرة الزوايا التجانية، وكان يأتي إلى الزاوية التجانية الكبرى كثير من مريدي الطريقة في الاحتفالات الخاصة بمولد النبي ومولد سيدنا الحسين، وقتها نقوم بعمل ليلة كبيرة من الذكر وكذلك ذبح الأضحية ليأكل الناس".
وأضافت أنها تسير على نهج زوجها حين كان يحتفل بمولد أبيه وليس وفاته وأنه كانه يرفض بشدة الاحتفال بالوفاة بشدة، وبالتالي فهي لا تحتفل بذكرى وفاة زوجها، مشيرة إلى أن من بعد وفاته استلم عنه ابنه الكبير محمد الحافظ ليسير على طريق والده مما حافظ على ترابط المريدين وأنهم حاليا يأتون من جميع البلدان ، فهو يأتي من العمل إلى الزاوية من أجل الذكر أو إستضافة الضيوف الذين يكونون موجودين أصلا.
وتقول زوجة الشيخ أحمد التجاني "كان في تعامله أقرب ما يكون لصفات الرسول، والتواضع والأخلاق، وكان التعامل دائما مع أبنائه بالحكمة واللين، والتسامح يعتبر من أعظم صفاته والتي كان تثير استغرابي وعصبيتي أحيانا.
الشيخ أحمد محمد الحافظ التجاني
وذكرت الحاجة أن الشيخ قضى عمره ناشرا للعلم الشريف داعيا إلى الله محبا لفعل الخيرات وكذلك كان والده رضي الله عنه الذي اهتم بطلب العلم الشريف فكان بحق خير سلف لخير خلف، وكان الشيخ التجاني قد تولى مسئولية الطريقة، خلفا لوالده الشيخ محمد الحافظ التجاني عام 1978 وانتخب التجاني عضوا بالمجلس الأعلى للصوفية عام1995، ونظم العديد من المؤتمرات الإسلامية تحت رعاية المشيخة العامة للطرق الصوفية بمصر، وتم اختياره نائبا لرئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية للشؤون الخارجية سنة 2013 فى باريس، كما كان له دورا كبيرا فى محاربة تنظيم بوكو حرام المتطرف فى دولة نيجيريا.
اليوم الأخير في حياة الشيخ أحمد الحافظ التجاني
مقام الشيخين أحمد ومحمد الحافظ التجاني
تكشف زوجة الشيخ أحمد الحافظ التجاني أنه قبل وفاته بيوم واحد قد تعرض للأذى وطلبت أن أن يأخذ موقف لردع هؤلاء الناس فأجاب أنه يدعو لهم بالهداية فهذا أجمل بكثير.
وتواصل كان يستيقظ صباحا ليصلي الفجر وبعدها يقرأ الورد والأذكار الخاصة به، ويذهب بعدها ليري لو هناك ضيوف ليجلس معهم، ويوم الجمعة يعتبر يوم الذكر الأساسي حيث يبدأ الذكر من المغرب إلى بعد العشاء، وكان دائما ما يردد للناس أنا خادمكم وحتى لو كانت الناس تسعي لتفخيمه.
وعن اليوم الأخير في حياته قالت "يوم ٥ من نوفمبر 2017 صلى العشاء جماعةً جمع تقديم واستيقظ في هذا اليوم مبكرا وكان يسعى للسفر إلى الصعيد بشدة وأصر على ركوب العربية رغم طلب الآخرين منه الانتظار لأن العربة كانت ممتلئة ولكنه رفض بشدة وعندما ركب أحس من حوله بهدوء وعندما وصل من السفر تقدم إلى الصلاة ومكث ساجدًا وقتاً طويلاً وبعدها إنحني على جانبه ليصلي إلى ربه وهو ساجد".
وتختتم زوجة الشيخ أحمد الحافظ التجاني حديثها لـ "بوابة المواطن" قائلة "كان يوم تشييع جنازته مهيبا حيث كان يرج البيت بقول كلمة التوحيد جاء لتشييعه الكثير فالشارع كان يرج بالحضور وكانت الأمور تسيير بسهولة ويسر وتم دفنه بالزاوية بالقرب من مدفن أبيه، وأنه تم عمل أكثر من عزاء له في مختلف بلدان العالم واستقبلنا التعازي والدموع من الجميع حتى من لم يكن يتعامل معه كان يحبه ويريده توديعه، وكان يوجد الكثير من الأخوة الأقباط والذي كانت تجمعه به صلة مودة ورحمة فأتوا لتشييع جنازته ويوم وقوع الخبر توفت أخته الصغيرة.