هل تغيرت الواقعية في الأفلام المصرية المعاصرة؟ نقاد فنيون يجيبون
الأربعاء 07/نوفمبر/2018 - 05:31 م
شيماء اليوسف
طباعة
جاءت نشأت الواقعية في الأفلام المصرية على غرار واقع الحياة في السينما العالمية، والتي نقلت في بادئ الأمر على شكل تجسيد للواقع المغاير من خلال بث قصص حقيقية مجتمعية مرت بتجارب فعليه واقعية أو قريبة من الواقع المعايش إلى حد كبير، تطور وضع السينما المصرية بشكل رهيب والتي شغلت بمناقشة قضايا واقعية، حيث حرصت على توجيه النقد اللاذع للعادات والتقاليد لاسيما البيروقراطية الحكومية، وقد زاد حد النقد إلى توجهيه اللوم على ثقافة المجتمع بأسوأ شكل ممكن.
الواقعية في الأفلام المصرية
يفضل الجمهور حاليا الواقعية في الأفلام المصرية، مقارنة بالأفلام التي تتناول قصصا خيالية، حيث يعمد الجمهور إلى رؤية ما يحدث في الواقع بشكل المحيط بعيدا عن الخيال الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، لأن الجمهور بالطبع يقارن ما يراه في السينما، لكن كيف يتعامل الجمهور مع الواقعية إن كانت سببا في نقمه على المجتمع؟ وحول هذا الموضوع أرادت "بوابة المواطن" أن تلقي الضوء على الواقعية في السينما المصرية.
السينما الإيطالية
بدأ صناع السينما منذ بدايتها من تقديم روايات من كلاسيكيات الأدب العالمي، وقامت السينما المصرية بتقديم هذه الروايات من خلال قصص تحمل الطابع المصري حتى تناسب ثقافة الجمهور المستقبل، وإن كان بعضها لازال يحمل اسم عالمي، ونذكر على سبيل المثال"روميو وجوليت" و"غادة الكاميليا" و"حب وكبرياء" وكذلك فيلم " أنا كارنينا" وكان يتم تصوير هذه الأفلام داخل القصور حتى أن المشاهد الخارجية التي كانت من المفترض أن يتم تصويرها خارجيا كانت تصور داخليا.
الواقعية في الأفلام المصرية
بعد الحرب العالمية الثانية ظهر تيار جديد يهتم بصورة مباشرة وبسيطة عن معاناة الأفراد والطبقات الفقيرة داخل المجتمع، والتي ركزت على القصص الحقيقية البعيدة عن الخيال، وكانت تلك الفترة تعد بمثابة تحريك للرؤية الإخراجية التي تهتم بالتجسيد الحقيقي للشارع وما يدور فيه، واعتبر كثير من النقاد أن هذا التيار كانت بدايته الأولى في مصر قبل ظهوره في إيطاليا والذي وضح جليا في فيلم العزيمة للمخرج كمال سليم، الذي عرض في دور السينما المصرية قبل الحرب، وهو يعد من أعظم ما أنتجت السينما المصرية بشكل عام.
الواقعية في الأفلام المصرية.. كيف جسدها فيلم العزيمة
الواقعية في الأفلام المصرية
كان فيلم "العزيمة" أول عمل سينمائي يجسد الواقعية في الأفلام المصرية، فخرجت السينما من أديرة الباشاوات ونزلت إلى الحارة، حيث رصدت حياة شاب حديث التخرج وفي بداية حياته، يحلم أن يرتبط بالفتاة التي يحبها، كما تناول الفيلم صراع الطبقات ونظرة أبناء الطبقة الغنية لأبنائهم الفقراء، كانت التجربة الثانية للأفلام المصرية التي ناقشت الواقعية، فيلم السوق السودة الذي قدمه المخرج السينمائي، كامل التلمساني والذي تناول احتكار السلعة في الأسواق بعد الحرب وكيف انعكس هذا على الشارع المصري.
الواقعية في الأفلام المصرية
تراجع دور ترحيب الجمهور بأعمال الواقعية في السينما المصرية وتحديدا بعد حرب 1948م، حيث أن الأعمال التي قدمت خلال هذه الفترة لم تنل إعجاب الجمهور فعاد المخرجين إلى تقديم أفلام تتحدث عن القصور والباشاوات، حتى ظهر المخرج صلاح أبوسيف، الذي استعرض الواقعية في الأفلام المصرية من خلال فلميه " الزوجة الثانية وفيلم الفتوة" ومثلت هذه الفترة البداية الحقيقية للواقعية المصرية في السينما.
مراحل تطور الواقعية في الأفلام المصرية
الواقعية في الأفلام المصرية
تناول فيلم "الفتوة" قصة البائع المهان الذي أصبح بعد ذلك أقوى رأس في السوق، ومراحل تطور شخصيته حتى وقف في وجه كل من وقفوا ضده، وتم استوحاه ملابس الممثلين من ملابس البائعين بسوق روج الفرج الذي ظهر في كثير من مشاهد الفيلم الخارجية، وقد نجح المخرج صلاح أبوسيف في نقل صورة واقعية عن المجتمع، استطاع المشاهد أن يلمسها، كما أن القصة نفسها تنطبق على كثير من البائعين والتجار داخل الأسواق.
من المسئول عن تدني الذوق العام المجتمع أم الفن؟
الناقد الفني حسين إسماعيل
وحول الواقعية في الأفلام المصرية بالنسبة لثقافة الجمهور، قال الناقد الفني حسين إسماعيل في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن" إن الجمهور يعاني من قلة الوعي بالفن بشكل عام و الدراما المصرية بشكل خاص، لافتا أنه كان هناك شكلا للمجتمع قبل أحداث يناير 2011م، و على الرغم من مميزاتها فلها عيوب كثيرة، من أهم هذه العيوب أنها كشفت حقيقة الناس و مساوئهم و عدم تقبلهم لبعضهم .
الواقعية في الأفلام المصرية
من جهة أخرى ألقى الناقد الفني الضوء على أذواق الجماهير المعاصرة المتابعة لتطور شكل الدراما المصرية، والتي تطلبت بدورها متابعة تجارب إخراجية درامية فنية مشيرا إلى المخرج طارق رفعت و كذلك و تامر محسن و أحمد خالد موسى ومريم أحمدي و غيرهم، لما انخرط هؤلاء المخرجين بالدراما التليفزيونية ، قاموا باستخدام كاميرات ووسائل تصوير حديثة و كذلك لجئوا إلى استخدام أساليب مونتاج مختلفة ، إلى جانب استخدام طريقة إضاءة مختلفة و هذا ألبس العملية الفنية ثياب التطور.
هل تناقش الواقعية في الأفلام المصرية قضايا العصر؟
الناقد الفني طارق الشناوي
من جانب أخر قال الناقد الفني طارق الشناوي، في تصريحات خاصة ل"بوابة المواطن" أن الواقعية في الأفلام المصرية التي تناقش قضايا معاصرة التي ظهرت خلال أوائل التسعينات حيث ناقشت "ظهور الإرهاب" ويقول أن النظرة التي نقلها المخرج شريف عرفه عن المبدع وحيد حامد في فيلم " الإرهاب و الكباب " عميق مثلت أول ثورة ضد الإرهاب، حيث كانت السبب في تصنيفه بأنه أحد أجرأ الأفلام المصرية، كان الزعيم " عادل إمام " مبدعا في نقل صورة الفزع التي تنتشر داخل المجتمعات بسب الأعمال الإرهابية.