غلطة واحدة دفع ثمنها الرئيس البرازيلي فيرناندو كولور.. كيف سقط في فخ رجال الأعمال
الأربعاء 21/نوفمبر/2018 - 01:31 م
شيماء اليوسف
طباعة
تفجرت فضيحة الرئيس البرازيلي فيرناندو كولور، عندما نشرت مجلة "الفيجا" الواسعة الإنتشار آنذاك إن الشقيق الأصغر لفرناندو ويدعى بورو اعترف لها بأن أخاه رئيس الجمهورية يعمل لصالح رجل الأعمال باوك سيسر فارياس حيث يتنازل له عن معظم التعاقدات الحكومية مقابل رشوة هائلة.
الفضائح تطارد الرئيس البرازيلي فيرناندو كولور
الرئيس البرازيلي فيرناندو كولور
أكدت صحيفة "الفيجا" اتهامها بالقول أن فيرناندو كولور، الذي لم يكن يملك شيئا أصبح له قصر خاص في مدينة براويليا وإن حديقة القصر التي أنشئت على النسق البابلي تكلفت ما يزيد عن المليوني جنيه بينما يعيش معظم شعب البرازيل تحت خط الفقر.
واجه الرئيس البرازيلي فيرناندو كولور، اتهام خطير خاصة ما يتضح بدرجة أشد في الوضع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه البرازيل آنذاك فمن بين ١٤٦مليونا هم جموع تعداد سكانها يحيا ٦٥مليون تحت خط الفقر ومن بينهم ٣٤مليون لا يقدرون على تأمين احتياجاتهم اليومية وفي تقرير رسمي أن ٤٠٤ من كل عشرة برازيليين في العام ١٩٩٠ يعدون من الفقراء وأن ٢٠٣ من كل عشرة هم من المنظمين.
الرئيس البرازيلي فيرناندو كولور
أظهر تقرير أخر أن ١٥% من الأطفال الذين تقل أعمارهم من خمس سنوات يشكون من نقص التغذية المزمن اما العاصمة ريو دي جانيرو فإنها محاطة بأحزمة من الأحياء الشعبية الفقيرة والتي تجعل من العاصمة أعلى مدن العالم فقرا في موارد التغذية.
الرئيس البرازيلي فيرناندو كولور
وقد خرج الآلاف من البرازيليين إلى الشوارع يطالبون باستقالة الرئيس البرازيلي فيرناندو كولور، ذي ميلو ومحاكمته وقد ظلت المظاهرات مستمرة إلى أن عقد البرلمان جلسة صاخبة أقر فيها رفع الحصانة عن الرئيس وتقديمه للمحاكمة أمام مجلس الشيوخ ومع أن الرئيس المخلوع وصف محاكمة مجلس الشيوخ له بأنها عملية إعدام سريعة فإن مجلس الشيوخ استمر في إجراءات المحاكمة وأكد براءته من الاتهامات المنسوبة إليه وفي مقدمتها الفساد السياسي والاستيلاء على أموال الدولة باستغلال منصبه كرئيس للبلاد وأعلن فرناندو براءته من الأهم الموجهة إليه وأنه غير مذنب.
الرئيس البرازيلي فيرناندو كولور
وقف روبرتو مارهنو وراء الحملات الصحفية والإعلامية ضد الرئيس البرازيلي فيرناندو كولور وقد كان مارنهو يملك أكبر شبكة تليفزيونية بدولة البرازيل والرابعة على مستوى العالم فضلا عن هيمنته المؤكدة على العديد من صحف بلاده الأخرى وقد تكاثفت جميعها في شحن حملة واسعة ضد رئيس الدولة وتلقى انطباعات المواطنين الموجهة إليه مثل الفساد واستغلال النفوذ لتنفيذ الفحشاء ووجه الطرافة أن روبرتو مارهنو كان صاحب الدور الرئيسي وراء توليه الحكم.
الرئيس البرازيلي فيرناندو كولور
كان فيرناندو كولور مجرد سياسي مغمور لكن مارنهو تبناه وقدمه إلى الناخب البرازيلي من خلال حملة إعلامية واسعة وظل يؤازره حتى فاز بمنصب الرئيس وقد زاد من ألم مارنهو أنه في اليوم الذي فجرت فيه مجلة الفيجا قضية فرناندو كان رئيس الجمهورية قد دعا صديقه وأستاذه لزيارته بالقصر لكنه حرص على عدم اطلاعه على الحديقة البابلية فضلا عن أنه لم يحاول الحديث عن الإيرادات بالاضافية التي يحققها بواسطة منصبه.
الرئيس البرازيلي فيرناندو كولور
نشرت صحف البرازيل خبر التقاء مارنهو مع نائب الرئيس البرازيلي فيرناندو كولور، أدرك الجميع أن صانع الزعامات في البرازيل قد قرر التخلي عن تلميذه الفاسد وتقديم وجه جديد يقبله الرأي العام في بلاده، قرر البرلمان البرازيلي إجراء استفتاء شعبي في البرازيل ليقرر الشعب نوع الحكم الذي يريده هل هو الحكم الرئاسي أم البرلماني أم الملكي.
الرئيس البرازيلي فيرناندو كولور
والواقع أن الاستفتاء القادم ليس وليد الأزمة السياسية التي فجرتها الصحافة ودفع الرئيس البرازيلي فيرناندو كولور منصبه ثمن لها وتولى نائبه "اثيمار" فرانكو منصب الرئاسة بدلا منه بل أنه إجراء دستوري نص عليه دستور البرازيل الجديد والذي تم وضعه في عام ١٩٨٨ والذي يقضي بإجراء استفتاء شعبي في ١٩٩٣أي هذا العام حول نوع الحكم الذي يريده شعب البرازيل على أن يلي ذلك بعض التعديلات الدستورية التي تتطلبها الحياة السياسية هناك.
الرئيس البرازيلي فيرناندو كولور
السؤال الذي طرح نفسه هو : هل تؤثر فضيحة فيرناندو كولور، على قرار الناخب البرازيلي فيقرر إسقاط النظام الملكي بدلا منه أم يختار البرازيليون النظام البرلماني باعتبار أن هذا النظام هو الذي تلتقف الكرة من الصحافة وأدان رئيس الجمهورية وعزله من منصبه أم أن شعب البرازيل سيقصر ثقته على النظام الملكي باعتبار أن ذلك هو النظام الجديد الذي لم يجربه البرازيليون بعد وأيا ما كان الاختيار فلاشك أن فضيحة كولر ستكون في أذهان البرازيليون وهم يقفون أمام صناديق الاقتراع لاختيار نوع الحكم لبلادهم لأعوام طويلة.
