طقوس الزواج والطلاق في مصر القديمة.. هل حصلت المرأة على الخلع؟ أثريون يوضحون
تعرض
"بوابة المواطن" في تقرير لها، أساليب وشكل الزواج والطلاق في مصر القديمة، حيث المصريون أول شعوب
العالم معرفة بالزواج وقد وضعوا له شروطا، فإن كان الزواج يبدأ بدبلة الخطوبة في
عصرنا هذا فهي كانت موجودة في تشريعات قدماء
المصريين، وكانوا يطلقون عليها " حلقة البعث " وقد جاء هذا الوصف لأن ليس
لها أول ولا أخر ، وهذا معناه دوام العشرة والإخلاص، وكانت تصنع من الذهب، وكانت "الدبلة"
توضع في اليد اليمني تماما مثلما يحدث الآن وبعد الزواج تنقل لليد اليسرى، وفي هذا
إتباع لتعاليم الإله، باعتباره المتحكم في القضاء والقدر، علي حد معتقدات قدماء المصريين.
اقرأ أيضا : صور .. بدء مؤتمر البعثات الإيطالية الأثرية للمرة الثانية في مصر
شروط الزواج والطلاق في مصر القديمة
وحول الزواج
والطلاق في مصر القديمة يقول كبير الأثريين بوزارة الآثار مجدي شاكر، في تصريحات
خاصة لـ "بوابة المواطن" أن المرأة المصرية في العصر الفرعوني كانت تتزوج من مصري مثلها مرجعا
ذلك للثقافة الاجتماعية في ذلك الوقت الذي
كانت تنطوي فيه الثقافة على قدر كبير من القومية ويتابع، كان المصريون يعتبرون أنفسهم
من النبلاء أما باقي الشعوب فكانوا بالنسبة
لهم رعاة وهمج لا يصلون إلى هذا المستوى من الرقى ويتجلى هذا الأمر فى رفض الملك المصري"
أمنحتب الثالث " طلب الملك البابلي (كادشمان إنليل الأول ) أن بزوجة من أميرة
مصرية بقوله : "لم يسبق لي أن أرسلت أميرة إلى أي أجنبي من قبل ".
من ناحية أخرى
أكد الأثري، أن ركيزة الزواج والطلاق في مصر القديمة، أكدت زواج المصري من أجنبيه والسماح
به وذكر على سبيل المثال، زواج أمنحتب الثالث
من أميرة ميتانيه بالإضافة إلى عشرات الجواري والفتيات الحسناوات اللاتي كن يرسلن إليه
كهدية من قبل أمراء سوريا ورمسيس الثاني الذي كانت له زوجة حيثية، مؤكدا أن الزواج
في مصر القديمة إلا نتيجة لرغبة المصري القديم في الاستقرار وإنجاب الأطفال ولـم يكن
بناء على تشريع إلهي أشارت به عقائد المصري القديم الدينية.
ويقول كبير
الأثريين لـ "بوابة المواطن" أن أسس الزواج والطلاق في مصر القديمة وضحت معالمها من خلال الأدب المصري القديم،
لافتا إلى حث الآباء أبنائهم على الزواج وفى سن مبكرة إذا استطاعوا إلى ذلك سبيلا ،
واستشهد بمثال من الأدب المصري القديم لـ "بتاح
حتب" وهو يحث ابنه على الـــزواج في سن مبكر فيقول له :" إذا كنت كفـئاً
... فأسس لنفسك بيتــــا " وأيضا الحكيم أنى (حكيم الدولة الحديثة ) لابنه
:"أن يتخذ لنفسه زوجه وهو شاب ليرزق منها بأولاد".
اعتمد الزواج
والطلاق في مصر القديمة، على حفظ مبدأ الكفاءة الاجتماعية والطبقية عند الزواج
فكان يفضل الزواج من نفس الطبقة والمهنة هذا يعود إلى النصوص الخاصة بسجلات العديد
بالعائلات، وتؤكد هذه السجلات أن الزواج بين المصريون القدماء كان يتم بين أبناء
العم أو الخال، وبحسب الأثري، ففي العصر البطلمي كان يتم الزواج من الأخوة غير
الأشقاء من ناحية الأب على الجانب الأخر تكون الأم مختلفة لكل منهما.
واستشهد شاكر،
برواية "ديودور الصقلي " التي تناقش الزواج والطلاق في مصر القديمة،
لاسيما زواج الأخوة الأشقاء مؤكدا أن النصوص المصرية القديم نفت ما يثبت زواج الإخوة
الأشقاء إلا في حالات نادرة خاصة بالأسر الملكية المصرية تحتمها الضرورة وليس لعامة
المصريون، من جهة أخرى أكد الأثري، أن الخلط نتيجة إطلاق المصري القديم على زوجته لفظ
سنت بمعنى أخت وهو لفظ أطلق أيضا على الحبيبة في النصوص المعروفة بأغاني الحب.
وذكر كبير
الأثريين في حديثه لـ "بوابة المواطن" أن أركان الزواج والطلاق في مصر
القديمة، تعد واحدة من الأمور المدنية التي كان يحكمها العرف والتقاليد في مصر القديمة،
مشيرا إلى عدم تحكم الديانة أو القانون في الزواج أو الطلاق سواء بشكل مباشر أو غير
مباشر، لافتا إلى العصور المبكرة التي كان الزواج يتم فيها بدون عقد، ولكن بشهود ويضيف،
منذ القرن التاسع قبل الميلاد كانت عقود الزواج تكـتب، إلا أنه لم يكن لها صيغة محددة.
كما عدد
الأثري، شروط وقواعد الزواج في مصر القديمة، مؤكدا على وجود شهود لابد أن يكونوا حاضرين،
إلى جانب تقديم الرجال هدايا لزوجاتهم إضافة إلى الأثاث، ويقول لـ "بوابة
المواطن" بعد الزواج كان الزوج يعطي زوجته ثلثي ممتلكاته، وكانت من حقها الاحتفاظ
بنصيبها التي جلبته معها من بيت أسرتها.
من جانبه لفت
شاكر إلى مراسم الزواج والطلاق في مصر القديمة، مؤكدا أنها كانت تتم في المعبد بحضور
أقرباء الزوجين، أي أن الزواج كان يصطبغن بالصبغة الدينية، مشيرا إلى دور الكهنة الذين
كانوا يُجرون طقوسَه، لاسيما كهنة "آمـون" في عصر الدولة الحديثة ويضيف،
هذا ما أسبغ عليه نوعًا من القدسية والشرعية،
وإن فقد صفته الدينية منذ الأسرة التاسعة والعشرين إبان عهد الملك " أخوريس
" أو: "أكوريس" منبها إلى تحول عقد الزواج في شأنه كشأن غيره من العقود
وكانت ليلة للزفاف تُحدَّد، فتُنحر فيها الذبائح، وتُولـــمَ فيها الولائم، وتعزف الموسيقى،
ويفرح القوم ويلهون.