يستحوذ المحشى بمختلف أنواعه على قلب وعقل وبطن كل مصرى، فلا تجد بيتًا مصريًا أصيلا يطهى به المحشى إلا ويكون بمثابة العيد، فتجد المحشى ملكًا متوجًا على المائدة المصرية فى الأعياد والمناسبات والولائم، فأصبح لا يأتى زائرًا إلى بيتك إلا ويجد طبق كبير من المحشى يتوسط المائدة.

فعلى الرغم أن المحشى فى الأصل أكلة تركية، وقد عرفها المصريين أثناء فترة الحكم العثمانى لمصر، وكان يسمى فى بداية الأمر"دولمة" أى الخضراوات المحشوة بخلطة الأرز المتبلة مع اللحم المفروم، ولكن عندما انتقل للمصريين أضافوا إليه بعض الإضافات التى ميزته عن الطريقة التى يطهى بها فى الدول العربية الأخرى، وجعلته أكثر الأكلات المحببة لقلوب المصريين.

وأصبح المحشى يتربع على عرش الأكلات المصرية والعربية أيضًا، وله مسميات عديدة فى دول أخرى كبلاد الشام والعراق وتركيا مثل"يبرق وورق الدوالى، وورق العريش، وصارما، ودولمة" أما فى مصر اطلقوا عليه "المحشى".

وبالتزامن مع دخول فصل الشتاء الذي يحب بالطبع " المحشي " رصدت عدسة بوابة المواطن الإخبارية آراء ربات البيوت في المحشي، ومدى أهمية هذه الوجبة لديهم.

فى البداية تقول نادية حسين، ربة منزل، إن يوم وليمة المحشى من أصعب الولائم لأنها لا تقتصر على نوع واحد من المحشى، ولكنها متعددة بداية من الباذنجان، الكوسة، الفلفل، كرنب، وصولا إلى ملك المحاشى ورق العنب.

"قلب الرجل معدته.. فما بالك بقى لو عملتيله محشى ده انتى تاخدى قلبه وعقله وجيبه كمان"، قالتها منى عبدالعزيز، ربة منزل، وعلى وجهها ابتسامة كبيرة لتعبر عن مدى حب المصريين للمحشى، وأضافت "جوزى كان بيعيط لما ياكل المحشي من ايدي من كتر حبه فيه، زى ما بيقولوا كده بيعيط من الفرحة".

اقرأ أيضا.. ورق العنب أهم من العريس.. شاهد ماذا فعلت عروس يوم زفافها !

وقالت أمال محمود "أنا لسه فاكرة شكل جدتى وهى شايلة أطباق من المحشي، اللي ريحته كانت مفحفحة بمُجرد دخولنا بيتها" وتابعت قائلة: "جدتى كانت ليها طريقة خاصة فى عمل المحشى كان لازم تسيح حتة زبدة وتكبها في الحلة وتسيبها تتشرب الأول.. ريحة المحشي، ودقة لفته، ونضارة شكله، وترتيب صوابعه في كل طبق على شكل هرمي، كل ده كان بيخلى عيونا بتاكل البخار المُتصاعد من الاطباق قبل ما نأكل صوابع المحشى".