باحث في الشأن الإيراني يكشف فى حواره لـ"بوابة المواطن" سيناريوهات الصراع بين العرب وطهران بسوريا
الجمعة 01/فبراير/2019 - 02:00 م
أحمد عبد الرحمن
طباعة
لا يزال الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية مستمر خاصة بعد الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض العقوبات الاقتصادية، وتوغل القوات الإيراني في سوريا ما تعتبره واشنطن يمثل خطر على الأمن القومي لإسرائيل، الأمر الذي ذاد من وتير الصراع مؤخرًا.
لذلك كان لـ " بوابة المواطن الإخبارية " حوار خاص مع الباحث في الشأن الإيراني بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام حول أخر الأوضاع الإيرانية على الساحة الدولية.
كيف ترى التحالف السوري الإيراني في ضوء مناقشة قمة بيروت الماضية لعودة جامعة الدول العربية ؟
لذلك كان لـ " بوابة المواطن الإخبارية " حوار خاص مع الباحث في الشأن الإيراني بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام حول أخر الأوضاع الإيرانية على الساحة الدولية.
كيف ترى التحالف السوري الإيراني في ضوء مناقشة قمة بيروت الماضية لعودة جامعة الدول العربية ؟
اقتربت الجهود الدبلوماسية المبذولة من دول عربية على رأسها مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والبحرين من تحقيق توافق كامل بشأن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية خاصة وأن تلك القضية تترأس جدول أعمال اجتماعات وزراء خارجية تلك الدول بالأردن.
ومن الواضح أن تلك الجهود والمساعي الدبلوماسية العربية قد جرت بتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية في إطار استراتيجية الهدف منها تشكيل تحالف عربي قوي لديها القدرة على دحر وتقويض التواجد الإيراني في المنطقة خاصة في العراق وسوريا ولبنان.
وتمثل عودة سوريا إلى أحضان الجامعة العربية نقطة ارتكاز جديدة لبدأ مسار عربي أكثر تأثيرا في سوريا بعد حرب مدمرة استنزفت الثروات ودمرت البنية التحتية، وبالطبع ستقدم أطراف عربية حوافز اقتصادية في إطار إعادة هيكلة وتوجيه النظام السوري بما يتماشى ما المصالح القومية والأمن القومي العربي.
في المقابل ترى إيران في تلك الجهود العربية دليل على تراجع الموقف العربي من النظام السوري، وأن الدول العربية باتت مجبرة على الخضوع للواقع الذي فرضته مليشياتها على الأرض السورية، وأن النظام السوري (حليفها)، لن يعود إلى الجامعة إلا بشروط تكون موضع توافق ورضا الإيرانيين.
إلا أن تلك الرؤية الإيرانية ليست في محلها إذا أخذنا في الاعتبار أن تغيير الوضع على صعيد العمليات العسكرية في سوريا لصالح النظام السوري لم يكن بفعل النظام الإيراني وحده وأن الدور الروسي كان الفاعل الرئيس في تغيير تلك المعادلة.
وقد باتت روسيا مؤخرا أقرب إلى تعديل مواقفها ضمن صفقات مع إسرائيل تتغاضى بموجبها عن أي عمليات تستهدف الوجود العسكري الإيراني، كما أن الدور التركي المتزايد في الفترة الأخيرة يشير إلى احتمالات نشوب صدام فيما بين الأهداف التركية الرامية إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح والدخول في مواجهة مع القوى الكردية الحليفة للنظام السوري من ناحية وبين المليشيات الإيرانية وحزب الله والنظام السوري من ناحية أخرى.
خاصة وأن اتفاق إدلب يعطي أفضلية للنفوذ التركي على حساب إيران غرب الفرات ويشي باتفاق تركي مشترك مع روسيا يقضي بتقليص النفوذ الإيراني وإبعاد المليشيات الإيرانية من محيط إدلب.
هل ترى أن إيران نجحت في التغلب على العقوبات الأمريكية
ومن الواضح أن تلك الجهود والمساعي الدبلوماسية العربية قد جرت بتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية في إطار استراتيجية الهدف منها تشكيل تحالف عربي قوي لديها القدرة على دحر وتقويض التواجد الإيراني في المنطقة خاصة في العراق وسوريا ولبنان.
وتمثل عودة سوريا إلى أحضان الجامعة العربية نقطة ارتكاز جديدة لبدأ مسار عربي أكثر تأثيرا في سوريا بعد حرب مدمرة استنزفت الثروات ودمرت البنية التحتية، وبالطبع ستقدم أطراف عربية حوافز اقتصادية في إطار إعادة هيكلة وتوجيه النظام السوري بما يتماشى ما المصالح القومية والأمن القومي العربي.
في المقابل ترى إيران في تلك الجهود العربية دليل على تراجع الموقف العربي من النظام السوري، وأن الدول العربية باتت مجبرة على الخضوع للواقع الذي فرضته مليشياتها على الأرض السورية، وأن النظام السوري (حليفها)، لن يعود إلى الجامعة إلا بشروط تكون موضع توافق ورضا الإيرانيين.
إلا أن تلك الرؤية الإيرانية ليست في محلها إذا أخذنا في الاعتبار أن تغيير الوضع على صعيد العمليات العسكرية في سوريا لصالح النظام السوري لم يكن بفعل النظام الإيراني وحده وأن الدور الروسي كان الفاعل الرئيس في تغيير تلك المعادلة.
وقد باتت روسيا مؤخرا أقرب إلى تعديل مواقفها ضمن صفقات مع إسرائيل تتغاضى بموجبها عن أي عمليات تستهدف الوجود العسكري الإيراني، كما أن الدور التركي المتزايد في الفترة الأخيرة يشير إلى احتمالات نشوب صدام فيما بين الأهداف التركية الرامية إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح والدخول في مواجهة مع القوى الكردية الحليفة للنظام السوري من ناحية وبين المليشيات الإيرانية وحزب الله والنظام السوري من ناحية أخرى.
خاصة وأن اتفاق إدلب يعطي أفضلية للنفوذ التركي على حساب إيران غرب الفرات ويشي باتفاق تركي مشترك مع روسيا يقضي بتقليص النفوذ الإيراني وإبعاد المليشيات الإيرانية من محيط إدلب.
هل ترى أن إيران نجحت في التغلب على العقوبات الأمريكية
إن العقوبات الأمريكية ضد إيران ليست الأولى، وقد نجحت إيران إلى حد كبير في التغلب على آثار وتداعيات تلك العقوبات في السابق، ورغم أن العقوبات الأخيرة هي الأكثر قسوة ضد إيران.
إلا أنها تفتقر إلى الإجماع الدولي كما أن قوى دولية وأوروبية لا تتفق معها وتم اتخاذ خطوات للحد من آثارها بالاتفاق مع إيران لإجبارها على الالتزام بالاتفاق النووي مع مجموعة 5+1.
إلا أن الأوضاع الاقتصادية في إيران تعاني من تحديات كثيرة في الفترة الأخيرة في ظل تزايد الانفاق على القدرات العسكرية وزيادة مخصصات الحرس الثوري بالتزامن مع نشاط الحرس على الصعيد الإقليمي، ما عكس موجة اعتراضات ومظاهرات لم تتوقف منذ شهور.
ومن ثم يمكن القول أن إيران تواجه أزمة حقيقية على الصعيد الاقتصادي والسياسي جراء تلك العقوبات الأمريكية وأن تخطي تلك العقوبات يستوجب بعض المرونة على الصعيد الإقليمي والدولي والبدء من جديد جولة مفاوضات مع الجانب الأمريكي.
كيف تستغل إيران الانسحاب الأمريكي من سوريا
إلا أنها تفتقر إلى الإجماع الدولي كما أن قوى دولية وأوروبية لا تتفق معها وتم اتخاذ خطوات للحد من آثارها بالاتفاق مع إيران لإجبارها على الالتزام بالاتفاق النووي مع مجموعة 5+1.
إلا أن الأوضاع الاقتصادية في إيران تعاني من تحديات كثيرة في الفترة الأخيرة في ظل تزايد الانفاق على القدرات العسكرية وزيادة مخصصات الحرس الثوري بالتزامن مع نشاط الحرس على الصعيد الإقليمي، ما عكس موجة اعتراضات ومظاهرات لم تتوقف منذ شهور.
ومن ثم يمكن القول أن إيران تواجه أزمة حقيقية على الصعيد الاقتصادي والسياسي جراء تلك العقوبات الأمريكية وأن تخطي تلك العقوبات يستوجب بعض المرونة على الصعيد الإقليمي والدولي والبدء من جديد جولة مفاوضات مع الجانب الأمريكي.
كيف تستغل إيران الانسحاب الأمريكي من سوريا
الانسحاب الأمريكي تكتيكي والقوات الأمريكية على الأراضي السورية ربما ستشكل عبئ على الجيش الأمريكي في المستقبل، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار إمكانية حدوث مواجهات عنيفة بين أطراف إقليمية بعضها ضمن حلفاء الولايات المتحدة-على صعيد العمليات.
لكن التواجد العسكري الأمريكي سواء في دول الجوار السوري أو ضمن القواعد الأمريكية في البحر المتوسط والخليج يشكل ثقل لا يمكن التغاضي عنه، والتنسيق الأمريكي متواصل مع إسرائيل ولم يتوقف في إطار الحرب ضد التنظيمات الإرهابية، لكن الانسحاب الأمريكي سيؤثر بشكل سلبي على ضمانات كان قد حصل عليها الأكراد من أمريكا بعد مواجهات خاضتها المليشيات الكردية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وسيساهم في زيادة النفوذ التركي داخل الشمال السوري بما يضر بمصالح إيران والنظام السوري، في المقابل تسعى إيران لإثبات أن هذا الانسحاب بمثابة انتصار لها وأنها قادرة على استغلال هذا الانسحاب لمزيد من الانتشار على الأرض، لكن التنسيق التركي الأمريكي ضمن إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا يثبت العكس.
ما عواقب تقارب الموقف الإيراني من الروسي في أزمة فنزويلا
لكن التواجد العسكري الأمريكي سواء في دول الجوار السوري أو ضمن القواعد الأمريكية في البحر المتوسط والخليج يشكل ثقل لا يمكن التغاضي عنه، والتنسيق الأمريكي متواصل مع إسرائيل ولم يتوقف في إطار الحرب ضد التنظيمات الإرهابية، لكن الانسحاب الأمريكي سيؤثر بشكل سلبي على ضمانات كان قد حصل عليها الأكراد من أمريكا بعد مواجهات خاضتها المليشيات الكردية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وسيساهم في زيادة النفوذ التركي داخل الشمال السوري بما يضر بمصالح إيران والنظام السوري، في المقابل تسعى إيران لإثبات أن هذا الانسحاب بمثابة انتصار لها وأنها قادرة على استغلال هذا الانسحاب لمزيد من الانتشار على الأرض، لكن التنسيق التركي الأمريكي ضمن إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا يثبت العكس.
ما عواقب تقارب الموقف الإيراني من الروسي في أزمة فنزويلا
مواقف إيران كانت ولازالت متوافقة مع قوى إقليمية ودولية تعارض السياسات الأمريكية، وتلك المواقف تنسجم مع سياسات دول أمريكا اللاتينية وفنزويلا تحديدا بما أن النظام في فنزويلا يعارض الولايات المتحدة.
وفي هذا الصدد تذكر إيران أن دور أمريكا في الانقلاب على الشرعية في فنزويلا يشبه دور أمريكي مماثل كانت قد لعبته أمريكا في خمسينيات القرن الماضي في إيران عندما أطاحت بحكومة مصدق بوصفه زعيم وطني إيراني.
والسياسة الإيرانية تحاول من خلال هذا النهج ارباك السياسيين الأمريكيين من ناحية والنيل من صورة الولايات المتحدة بوصفها الدولة النموذج المدافعة عن الحريات وحقوق الإنسان في العالم.
وقد مارست إيران مثل هذا الدور في السابق بالتنسيق مع كوريا الشمالية للحيلولة دون تلقي ضغوط وعقوبات دولية على خلفية الملف النووي في إيران وحليفتها كوريا الشمالية، في المقابل لا تعبأ الولايات المتحدة بتلك المواقف الإيرانية وتستمر في نهج لا يتوقف عن اتهام إيران برعاية الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان.