الدكتور أحمد صالح: يكشف موعد رحلة الإسراء والمعراج
الثلاثاء 02/أبريل/2019 - 01:59 م
مريم حسن
طباعة
قال الدكتور أحمد صالح، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، إن معجزة الإسراء والمعراج، توضح مكانة النبى عند الله سبحانه وتعالى، وتؤكد أن الدين الإسلامي رغم كونه آخر الأديان إلا أنه المهيمن على جميع الأديان السابقة.
الإسراء والمعراج
وأوضح الدكتور أحمد صالح، لـ«بوابة المواطن» الإخبارية، أن العلماء المسلمين اختلفوا فى موعد الإسراء والمعراج، فأعتقد الكثير أنها كانت فى 27 رجب؛ والبعض أعتقد إنها كانت قبل الهجرة بـ6 أشهر، ومنهم من قال إنها قبل الهجرة ب 8 أشهر، أو 11 شهرا، أو 18 شهرا، أو سنة وشهرين، أو 3 سنوات، وهذا يؤكد على وجود اختلاف كبير فى السنة التى كانت فيها المعجزة العظيمة.
وأشار عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، إلى أن العلماء اختلفوا أيضا فى الشهر التى كانت فيه، فالبعض يعتقد أنها فى شهر رمضان، وآخرين اعتقدوا أنها في شهر شوال، أو ربيع الأول، أو رجب، متابعا: «لا نستطيع أن نجزم بموعد محدد لرحلة الإسراء والمعراج، ولا ينبغى أن نجعل هذا الاختلاف داعى للخلاف بيننا، ولكن الأهم أن نتذكر ونأخذ العبرات من هذه المعجزة».
وأضاف عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف؛ إن عندما ضاقت الدنيا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاة عمه أبى طالب الذى كان يحميه ويدافع عنه ضد الأعداء من الخارج، ووفاة خديجة -رضي الله عنها- التي كانت تخفف عنه الألم في الداخل وتحمل معه هم الدعوة، وتعينه على أمر الدعوة إلى الله، أنزل الله عليه قوله: "ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون، فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين"، فترك النبى مكة وهاجر إلى الطائف ماشيا على قدميه، وعندما وصل إلى هناك ما وجد إلا إيذاء وتكذيب وتعذيب، فخرج من الطائف متعبا مرهقا فما آفاق إلا فى مكان يسمى "كرم الثعالب"، ورجع مرة ثانية إلى أرض مكة.
ولفت، إلى أن الإسراء هو الرحلة من مكة إلى المسجد الأقصى، بينما المعراج هي الرحلة من الأرض إلى السماوات إلى مكان لا يعلمه إلا الله، متابعا إن الله لم يريد أن يأخذ النبى مباشرة الى السماوات لأن أهل مكة كانوا يكذبون نزول جبريل من السماء إلى الأرض على النبى، قائلا "لو كان قال لأهل مكة لقد صعدت إلى السماوات لكانوا أشد تكذيبا لكن عندما يخبرهم بأنه أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى سيقولون له أنبأنا عن المسجد الأقصى وأخبرنا بما فيه ويزدادون تكذيبا فتكون المعجزة أشد وأكمل".
وأوضح، أن جبريل أخذ النبى إلى المسجد الأقصى لأن أغلب الأنبياء هاجروا إلى بيت المقدس، فأراد الله أن يجمع له كل الفضائل التى وجدت فى الأنبياء قبله؛ فجمع له الهجرة إلى البيت المقدس والهجرة إلى المدينة المنورة، بالإضافة إلى أن موطنه كان فى مكة المكرمة.
وتابع: "لما قابل النبى أبو جهل، قال له أبو جهل: هل من شئ يا محمد، قال له النبى: نعم لقد أسرى بى الليلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى "ولم يخبره برحلة المعراج"، فقال له أبو جهل مندهشا: ولو جئت بقوم ستخبرهم بما أخبرتني به، قال له النبى: جئت بهم وأخبرهم، فنادى أبو جهل على أهل مكة فاجتمعوا فأخبرهم النبى عليه الصلاة والسلام أنه أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وصلى فيه بالناس إماما، فقالوا له يا محمد إن كنت حقا ذهبت إلى المسجد الأقصى فصف لنا المسجد الأقصى، لكن النبى أسرى به ليلا ولم يرى شيئا فلم يعلم أوصاف المسجد الأقصى فاشتد عليه الأمر حتى الله طوى له الأرض، فنظر وكأن المسجد الأقصى أمامه، فقال لهم: به مكان كذا وبه مكان كذا وفيه كذا وكذا، فقالوا له: عد لنا أبوابه يا محمد، فعد النبى لهم أبوابه بابا باب، وقال لهم: إن قافلة تجارية فى مكان كذا وإنها قادمة عليكم، فلما جاءت القافلة أخبرهم بما قاله فعلم القوم صدق وصف النبي، فقالوا: أما الوصف فقد صدق وأما أنت فلا نصدقك يا محمد، واشتد التكذيب للنبى".
وأضاف عضو لجنة الفتوى: ذهب أهل مكة إلى أبى بكر، وقالوا له: يا أبا بكر إن صاحبك يقول كذا، فقال لهم: إن كان قد قال فقد صدق إنى أصدقه من خبر السماء أفلا أصدقه بخبر الأرض"، وكأن أبى بكر الصديق تنبأ بمعجزة المعراج قبل أن يعلمها، متابعا: "قال جبريل للنبى: حدث قومك بما رأيت يا محمد، فقال له النبى: يا جبريل إنهم لن يصدقوني، فقال له جبريل: يصدقك أبو بكر وهو صديق"، مؤكدا أن رحلة الإسراء والمعراج لم تكن إلا اكراما للنبي محمد ولتبين لنا مكانته عند الله، فجعلها الله فتنة للناس فزادت الكافرين كفرا على كفرهم وأخرجت من اهتز إيمانه من وسط المسلمين وازداد يقين المؤمنين.