رحلة في الذاكرة| حمد باشا الباسل الذي رافق سعد زغلول في منفاه
السبت 06/أبريل/2019 - 11:31 ص
محمود المنشاوي
طباعة
«بوابة المواطن»، الإخبارية، تستعرض في رحلة من الذاكرة، أصل الحكاية، وقصة حمد باشا الباسل ابن الفيوم، ورفيق سعد باشا زغلول في المنفى في السطور التالية:
رحلة في الذاكرة
وتسلط رحلة في الذاكرة، اليوم الضوء على جوانب في حمد باشا الباسل ابن الفيوم، بالإضافة لرصد جوانب في حياته الشخصية، حيث إن التاريخ دائمًا لا ينسى الرجال، خاصة الذين وقفوا صامدين من أجل وطنهم وشعبهم، وتظل قصصهم روايات خالدة للأجيال والنشء.
حمد باشا الباسل ابن الفيوم
بداية نشأة حمد باشا الباسل في الفيوم
ولد حمد باشا الباسل عام 1871، بقرية قصر الباسل بمركز إطسا بمحافظة الفيوم، من قبيلة الرماح، وكان عميدا لها، ويعتبر حمد باشا أشهر أفراد أسرة الباسل، حصل على الباشوية من السلطان العثماني في اسطنبول والسلطان حسين كامل في القاهرة.
هو حمد باشا الباسل، تنتسب عائلته إلى قبيلة الرماح العربية، وعندما أتوا إلى مصر استقروا في محافظة البحيرة، وفي منتصف القرن التاسع عشر نزحوا إلي الفيوم ليقيموا في قرية 'أبو حامد' التي عرفت فيما بعد، عندما بني حمد باشا الباسل قصره عام 1907، بقصر الباسل والذي جدده عام 1939 وذلك للإعلان عن زيارة الملك فاروق له عند افتتاحه لمشروع المياه بمركز إطسا الذي تتبعه قرية قصر الباسل.
حمد باشا الباسل
حمد باشا الباسل وحزب الوفد
حمد باشا الباسل لم يكن رجل سياسة، لكن ابنه محمود والد حمد باشا، اشترك في الثورة العرابية وحكم بالإعدام رميا بالرصاص لكنه استطاع الهرب فقبض الإنجليز على أخيه، رحيم الباسل، وأعدم بدلا منه بناء علي حكم صدر من المحاكم الإنجليزية، وكان أول اجتماع للوفد قد عقد في منزله بالقاهرة، تبرع به فيما بعد ليصبح أول سفارة للسعودية في مصر، فقام سعد زغلول ونادي من على شرفة هذا المنزل باستقلال مصر وذهب مع أعضاء الوفد لباريس لحضور مؤتمر هناك.
نفى حمد باشا الباسل مع سعد زغلول إلي مالطة.
لم تخل من البطولات والتضحيات رحلة حمد باشا الباسل، للدفاع عن الوطن، فكان شريكا لسعد باشا زغلول في حركته الوطنية، وكان أحد الشخصيات البارزة في الحركة الوطنية والمطالبة بالاستقلال ورحيل الاحتلال الإنجليزي عن مصر، حيث نفي معه إلى جزيرة مالطا في 8 مارس 1919، وكان معهما محمد محمود باشا، وإسماعيل صدقي باشا، ونفي بعدما ألقت القوات العسكرية البريطانية القبض عليهم وساقتهم إلى ثكنة النيل (مكان فندق هيلتون)، ثم إلى بورسعيد ومنها إلى جزيرة مالطا.
تكريم حمد باشا من المشير عبد الحكيم عامر
نظرا للدور البطولي الذي قدمه حمد باشا الباسل للحركة الوطنية، كرمه المشير عبدالحكيم عامر بعد ثورة 1952 بأوامر من الرئيس جمال عبدالناصر، ورد إلى العائلة ممتلكاتها التي أممت من قبل نظرا لماضيه المشرف، فكانت داره قبلة لكل السياسيين من مختلف الأطياف، للجميع من مصر والعالم العربي.
حمد باشا الباسل يتبرع لإنشاء كنيسة في النمسا
عندما كان الوفد المصري في النمسا وفي طريقه لحضور مؤتمر الصلح بباريس تبرع حمد الباسل بمبلغ 300 جنيهلإحدى الكنائس التي زارها في النمسا مما جعل المسئولين يظنون أنه رئيس الوفد فدعى هو ومن معه إلي مأدبة غذاء مع إمبراطور النمسا.
اعتقال حمد باشا الباسل
لعب دورا لفض الخلاف بين سعد وعدلي على رئاسة الوفد الذي تقرر أن يتوجه إلي لندن لمفاوضة ملنر..وباءت محاولته بالفشل،وعلي أثرها اعتكف الباسل بداره،إلي أن خرج من اعتكافه بعد إعادة نفي سعد إلي سيشل مع بقية أعضاء الوفد بمقاطعة البضائع الإنجليزية، ثم اعتقاله في يناير 1922 مع ستة آخرين، وأفرج عنهم عام 1923 ليحتل مكانه وكيلا للوفد وليدخل البرلمان.
حمد باشا الباسل ودوره في قضية فلسطين
اتجهت جهود حمد باشا الباسل في السنوات الأخيرة من حياته وحتى رحيله في 9 فبراير 1940 ليمارس دوره شيخا للعرب وخدمة الأقطار العربية فكان في مقدمة الذين خدموا القضية الفلسطينية، فقد كان عضوا في المؤتمر الفلسطيني البرلماني الذي عقد بالقاهرة واختير وكيلا للجنة التنفيذية الدائمة للدفاع عن فلسطين، كما جعل داره في القاهرة مضيفة لأي من العرب الذين يفدون إلي العاصمة المصرية.
حمد باشا الباسل ودوره في نزاعات العراق
وليس أدل على دوره العربي من دعوة العراق عام1939لفض نزاعات داخلية بين القبائل هناك وكان برفقته في هذه الزيارة طاهر المصري بك وعبد الرحمن عزام الذي عين فيما بعد أول أمين عام لجامعة الدول العربية وقد نجح في مهمته أكبر نجاح.
الباسل ودورهم في ثورة 1919
الشرارة الأولي لثورة 1919 اندلعت من قصر الباسل عندما هجم جمع كبير من أسرة الباسل على قسم شرطة إطسا الذي تتبعه القرية وقاموا بمحاصرته وتحفظوا على المأمور الإنجليزي وضباطه وعساكره فور سماعهم لنبأ القبضعلى حمد باشا الباسل، وسقط أكثر من شهيد من عائلة الباسل في هذه الموقعة، كما انشغل حمد باشا الباسل بأمور القبائل العربية خارج مصر وداخلها ورأس اجتماعات زعماء العرب المصريين، ومطالبهم بشأن تجنيد أبناء القبائل أسوة بسائر المصريين وأكد فيه الباسل: أن العرب لا يتخلفون عن الدفاع عن وطنهم.
وفاة حمد باشا الباسل
توفي حمد باشا الباسل بعد مسيرة غنية من العطاء والجهاد الوطني، ومن أحفاد الباسل المرحوم المهندس أبو بكر الباسل الذي استمر قرابة 4 عقود يمارس العمل السياسي من خلال عضويته في مجلس الأمة ثم مجلس الشعب عن قصر الباسل حتى وفاته.