خاص|الطلاق خطر على الرجال أيضا.. من الأزمات النفسية إلى الندم
الأربعاء 17/أبريل/2019 - 04:33 م
أسماء حامد
طباعة
كالنار في الهشيم، أرتفعت نسب الطلاق في المجتمع المصري، ودائما نتحدث عن معاناة المرأة المطلقة النفسية والاجتماعية وما يحدث لها من أزمات بسبب هذا الإنفصال، ولكن الطلاق خطر على الرجال أيضا.
الطلاق خطر على الرجال
وتوجهت « بوابة المواطن » ، إلى الدكتور طه أبو حسين، أستاذ علم الاجتماع، للحديث عن هل الطلاق خطر على الرجال أيضا ويسبب لهن بعض الأزمات النفسية مثلما يحدث للمرأة.
الطلاق خطر على الرجل
وقال طه أبو حسين: « أثر فعل الطلاق نفسه نابع من الرجل والمتلقي هو المرأة، فلو افترضنا أن هناك مدافع ومهاجم، فإن المدافع هو السيدة والمهاجم هو المرأة، في العلاقة المادية الطبيعية، لأن المرأة تطلب الطلاق للضرر، ولكن الرجل لا يطلب للضرر، فمن الممكن أن يبقي عليها، لأن لديه سبل للزواج الثاني والثالث والرابع».
د. طه أبو حسين
المرأة هي المتلقي الحقيقي لصدمة الطلاق ولكن
وأكد في حديث خاص لـ « بوابة المواطن » أن المتلقي الحقيقي لصدمة الطلاق هى المرأة، لذلك فإذا كانت العلاقة سوية والطلاق ليس له أسباب موضوعية فالرجل، يتأثر وفقا لنسيج الحالة المعيشية التي كانت بينهما، سواء كان لديه أولاد أوكان يحبها وطلقها في وقت غضب، فمن المعلوم أن الطلاق وقت الغضب لايقع فقهيا، ومن الممكن أن يستكمل الزواج ولا تحسب طلقة.
وتابع أبو حسين، فالمرأة قطعا تتأثر كثيرا بعد الطلاق، إلا إذا كان لديها مشروع آخر سواء زواج أخر، أوكانت متضررة من زوجها، أوتزوج من امرأة ثانية، وهى ترفض هذا الوضع، أوأنه بخيل، وخلافه، هنا تكون الصدمة أقل.
معاناة الرجل المطلق
الطلاق خطر على الرجال
وبالنسبة لمعاناة الرجل المطلق، قال أستاذ علم الاجتماع، : « إذا كان الرجل سوي وعادل وكريم وخلوق، يحب بيته والحياة الاجتماعية والأسرة، وصلته بزوجته إيجابية فيما عادا أمور التوجيه، وإذا كانت رغبة الطلاق من السيدة، برغبة جامحة، هنا يقع في نفسه أنه غير كفء، وأنها فضلت شخص آخر عليه، أوأنها تكره، فهذه المحاور والأسباب تجعل الرجل يفقد جزء من ما يسمى طاقة التقدير بين الناس لأن طاقة التقدير بين الأزواج تكون أعلى وأكثر تأثيرا»
واستطرد : «فالرجل يكون ناجح في حياته وناجح في عمله، ولكن إذا لم يجد جزء من هذا التقدير من قبل زوجته، يكون له أثر سلبي عليه لأن الزوجة هى الداعم الحقيقي للزوج في البيت وخارج البيت، فيكون متأثر لعدم وجود مثل هذه الأشياء وفقدان الثقة في نفسه».
وأكد فهذه الحالة من أكثر حالات معاناة الرجل، عندما يكون مستوفي الشروط وعطوف وينفق على البيت، وتواجه الزوجة كل هذا بالرفض في صورة الطلاق، فهنا يضطرب نفسيا ويحدث شئ من الفقدان في طاقة التقدير.
وتابع ولكن الأمر لا يصل عند الرجل بالوسواس القهري، حيث يأتي الوسواس القهري للرجل بعد وفاة زوجته، ولكن غير مرتبط بالطلاق، موضحا : «لأنه من الممكن يكون الطلاق راحة له فيما بعد وكانت الزوجة عبء عليه».
وأضاف، ولكن ما يحدث للرجل نوع من أنواع الاضطراب السلوكي، مثلما يحدث له عندما يكون هناك اضطراب في البيت ومشاكل في الأسرة.
لذلك قدم الدكتور طه أبو حسين، عدة نصائح للرجال قبل أخذ قرار الطلاق، في الأتي:
الطلاق خطر على الرجال
حيث أوصى، قبل الطلاق لابد أن يكون الرجل مدرك جيدا لما يقوم به، ويحسب الأمور قبل هذا القرار، والمرأة أيضا عليها التفكير جيدا قبل أن تطلب الطلاق، مضيفا ، : «فالأمر ليس قائم على العاطفة فقط، فإذا كانت مرتبط بالعاطفة فقط قطعا يكون هناك خطأ وندم وهذا ما يحدث في كثير من الحالات، أما إذا كان القرار خاضع للحسابات، على سبيل المثال إذا كان الزوج متغيب عن زوجته 6 شهور وأخذ قرار الطلاق، فهذا قرار غير متسرع وغير عاطفي، ومدروس ومستقر».
الحساب العقلي قبل قرار الطلاق
الطلاق خطر على الرجال
ونصح الرجال، بضرورة الحساب العقلي المتصل بالأولاد والأسرة والإمكانيات، وهل يستطيع أن يبني بيت آخر أو لا، والإسلام أعطانا إمكانية الطلاق بعد طلقتين، حتى نتريث.
وأوصى الرجال، عدم استخدام الطلاق للتهديد أو لنفاذ أمور في البيت، لأن هذا يدل على ضعف الشخصية، فالطلاق كلمة خطيرة جدا، فهذه الحروف الثلاثة غاية في الخطورة، على الحياة الاجتماعية بشكل عام وعلى الحياة الزوجية بشكل خاصة.
وأختتم الدكتور طه أبو حسين،: « الطلاق شرع لحل المشاكل واستحالة العشرة، فإذا كان الطلاق للضرر، يكون موضوعي وهي متضررة فعلا، ولكن علينا لا نجاري الثقافة الاجتماعية المستهلكة، بأن الزواج قفص وغيرها، فهى ثقافة هالكة للمجتمعات، فإذا كانت الحياة مكتملة لماذا الطلاق، وعلى الزوج أن يقوم بكل مسئولياته من نفقات البيت والأسرة والأطفال ورعاية الزوجة، والزوج الذي ينظر لزوجته للمتعة، فقط فإنها حياة غير صحيحة.