في ذكرى رحيل «كروان التلاوة».. محطات في حياة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
تحل اليوم الأربعاء
الذكرى الـ34 لرحيل أحد أشهر قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي وصاحب
«الحنجرة الذهبية» المقرئ الكبير عبد الباسط عبد الصمد،
الذي وصل صوته إلى كل بيت في العالم الإسلامي، ومازال العديد من المصريين يتردد
على أُذنهم في الصباح صوت الشيخ وهو يتلو: «والصبح إذ تنفس».
نشأة
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
ولد فضيلة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد في قرية «المراعزة» التابعة لمدينة أرمنت بمحافظة قنا يوم 1
يناير1927 في بيت قرآني، فجده من جهة أبيه هو الشيخ عبد الصمد من الحفظة المشهود
لهم بالتمكن في كتاب الله وجده لأمه العارف بالله الشيخ أبو داود المعروف
بمدينة أرمنت.
شق
عبد الباسط عبد الصمد طريقه وهو في سن السادسة عندما التحق بكتاب القرية، وكان
يتمتع بالهدوء والسكينة والقدرة الهائلة على الحفظ والإجادة، بالإضافة
لسرعة استيعابه ودقة تحكمه في مخارج الألفاظ، وأتم حفظ القرآن قبل سن العاشرة،
وكان يُصاحبه العالم الأزهري الشيخ محمد سليم
حمادة للقراءة في السهرات والحفلات حتى ذاع صيته في قرى ومحافظات الوجة القبلي.
رحلة «عبد الصمد» من
القاهرة إلى العالم
وفي عام 1950 سافر الشيخ
«عبد الصمد» إلى القاهرة مع أحد أقربائه ليحضرا معًا إحدى المناسبات الدينية
الخاصة، التي تجمع فيها العشرات من أجل الاستمتاع بنفحات دينية معطرة، وحينها قام
الفتى الموهوب بتلاوة سورة الأحزاب عليهم حتى أنبهر المستمعين بتلاوته العطرة وطالبوا
منه الإعادة، وأصبح من هذه الليلة حديثًا لكل الناس وخاصة مشاهير القراء الذين
نصحوه بتقديم أوراقه للإذاعة المصرية ليتم اعتماده فيها كأحد القارئين الرسميين
بها حتى تم اعتماده بالإذاعة في نهاية عام 1951.
سافر الشيخ عبدالباسط عبدالصمد إلى السعودية لأداء فريضة
الحج بمصاحبة والده، وطلب منه المسؤولون أن يسجل عدة تسجيلات خاصة للمملكة العربية
السعودية ليتم بثها عبر موجات الأثير الإذاعية، وبالفعل قدم الشيخ عدداً من
التسجيلات والتي كانت أشهرها تلك التي تلاها في الحرم المكي والمسجد النبوي
المباركين حتى لقب بعدها «بصوت مكة».
ومن الحرم المكي سافر
الشيخ «عبدالصمد» إلى العديد من دول العالم وقرأ القرآن في كثير من المساجد المشهورة
كالمسجد الأقصى في القدس، والمسجد الإبراهيمي بالخليل في فلسطين والمسجد الأموي في
دمشق.
وكذلك عدد من مساجد الهند
ولندن وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، وكانت أخبار زيارته لهذه الدول تتصدر
العناوين البارزة لأشهر صحف هذه البلاد.
تولى الشيخ «عبد الصمد» رئاسة
النقابة الخاصة بحفظة القرآن الكريم وقرائه وساهم في رعاية مصالحهم وحل مشكلاتهم
وخاصة الراحلين منهم الذين تركوا من خلفهم أولاداً وأحفاداً.
وكان نجل الراحل طارق
عبدالباسط، قد ذكر أن والده أُطلقت عليه أسماء كثيرة ففي سوريا أطلق عليه «صوت من
السماء»، وحينما ذهب إلى فرنسا أطلق عليه «الصوت الأسطورة»، كما أطلق عليه «كروان
التلاوة» و«سفير كتاب الله».
تكريمات الشيخ عبد الباسط
عبد الصمد
كرمت دول العالم الإسلامي
الراحل بعشرات الأوسمة والشهادات وأطلقت اسمه على الشوارع والميادين، وعلى المدارس
والمعاهد الدينية خاصة في إيران وباكستان وإندونيسيا والمالديف، ومن أبرز الأوسمة
التي حصل عليها:
- وسام
من رئيس وزراء سوريا.
- وسام
الإذاعة المصرية في عيدها الخمسين.
- وسام
الأرز من الجمهورية اللبنانية.
- وسام
من رئيس حكومة ماليزيا.
- وسام
الاستحقاق من الرئيس السنغالي.
- وسام
تكريمي من الجمهورية العراقية.
- وسام
ذهبي من باكستان.
- وسام
الاستحقاق من الرئيس السابق محمد حسني مبارك أثناء الاحتفال بيوم الدعاة.
رحيل الشيخ عبد الباسط عبد
الصمد
ولأن لكل شئ نهاية صعدت روح الشيخ عبدالباسط عبدالصمد إلى السماء في 30 فبراير عام 1988 ليصبح هذا اليوم من كل عام بمثابة يوم تكريم لهذا القارئ العظيم والمتميز، الذى أنهى رسالته بكل أمانة وإخلاص.