تحدي 100 يوم.. طالب ياباني يوثق رحلة اعتناقه الإسلام بمسجد عمرو ابن العاص
في إحدى المدن اليابانية، كان يعيش أحد طلاب الدراسات العليا مع والدته، ودائماً ما يتجاذبا أطراف الحديث عن موضوعات مختلفة، فيحدثها عن اليابان وما حققه من نهضة، وعن دراسته وتطلعاته، وتطرق بالحديث في أحد الأيام إلى مسألة الأديان، وأخبرها أنه قرأ عن الإسلام وفضائله، وما يدعو إليه من خير وبر ليس لأتباعه وحدهم، وإنما لكافة الأطياف والمذاهب على اختلاف العصور.
تحدي الـ 100 يوم
أخبرته والدته، أنه لا يوجد حولهم مسلمون، وأنه من الأفضل أن يركز في التحصيل الدراسي لما ينتظره من شأن كبير، وأن يفكر فيما يستطيع أن يقدمه لدولة بحجم اليابان، ليخبرها أنه قرر اعتناق الإسلام بشرط أن ينفذ قراره بعد 100 يوم من الآن.
بدأ بكل عزم كعادته في دراسته، يبحث هنا وهناك عن كل ما يتحدث عن الإسلام، بدأ يدرس الإسلام بشكل متعمق، فوجد أن الحق فيه، وأنه ينساق إليه بالفطرة.
توثيق قصته
قرر الفتى الياباني الاستعداد والتدريب لدراسة حياة المسلمين في اليابان وتأهيل نفسه للدخول في الإسلام، وأراد أن يوثق قصته بشكل مصور، حتى كلامه مع والدته حول الإسلام سجله بالصوت والصورة.
«لا أريد اعتناقاً تقليداً
لا أريد أن أكتفي بنطق الشهادة بين ربوع أحد مساجد اليابان»، هكذا كان يحدث نفسه، وعلم
الفتى من بعد أشهر من اعتكافه على دراسة الإسلام أن هناك بلداً هو منبر الإسلام، ذُكر
اسمه مرات ومرات في القرآن الكريم، فقرر أن يكون وجهة لإعلان إسلامه.
تجربته في مصر
انطلق الطالب الياباني
إلى مصر، وبعد أن توسط صحن مسجد عمرو ابن العاص صاح ناطقاً للشهادة، في 15 أكتوبر من
عام 2021، واختار لنفسه اسماً جديداً قائلاً نادوني من اليوم «علي»، ثم سعى لتوثيق
اعتناقه الإسلام، حتى يبدأ رحلة تعلم اللغة العربية، متمنياً أن يصبح مسلماً
صالحاً ومؤثراً وقدوة لليابانيين ويشتهر بينهم بأخلاقه الإسلامية.
انتقل سريعاً إلى دار
الإفتاء المصرية، والتي ظل يتردد عليها أسبوعاً ليستخرج أوراق ثبوتية إسلامه، من
مكتب إلى آخر ومن موظف إلى الذي يليه، وعندما وصل إلى المكتب الصحيح ووجد الموظف
في مكانه أخبروه أن يأتي في اليوم التالي لانتهاء أوقات العمل الرسمية، كما واجه صعوبة
في التعامل باليابانية مع موظفي الدار.
الشيخ يحذره من إعلان
إسلامه
بعد أن أمضى أسبوعا
متردداً على دار الإفتاء، جلس متعباً بين يدي شيخ، يسأله عن الإسلام، ثم في
النهاية حذره من أن يخبر أفراد أسرته بقصة دخوله في الإسلام.
وبعد مُضي 4 أسابيع في
مصر، رجع الطالب الياباني إلى والدته، يحمل شهادة اعتناقه الإسلام، كما بدأ يحكي
تجربته على تويتر ومواقع التواصل لليابانيين والآسيويين والعرب، ومن شدة تعلقه
بالعرب أصبح يترجم كل مقاطع الفيديو خاصته، إلى اللغة العربية، ويرد في مقاطعه
عبارة « أنا سعيد جدا للتعرف عليكم، أريدكم أن تكونوا أساتذتي للإسلام وزملائي
لنكافح معًا».
على ينشر الإسلام في
اليابان
أخذ طالب الدراسات العليا الياباني، ينشر عن الإسلام وسماحته في مقاطع فيديو عديدة تم تداولها بشكل كبير على شبكات التواصل الاجتماعي، تحدث فيها عن القرآن الكريم وفضائل عدد من سوره من بينها «الإخلاص، والصافات»،، وتحدث عن فضائل النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن شعائر الإسلام، من صلاة وصيام وصلاة جنازة وكيف يكرم الميت، وتناول الأكل الطيب الحلال وكيف يحيى كمسلم جديد في دولة اليابان.