ننشر ....كلمة السفير الألماني يورجن شولتس فى احتفالية يوم الوحدة الألماني وجاء نص الكلمة
السبت 05/أكتوبر/2024 - 11:59 ص
فاطمه بدوي
طباعة
ألقى السفير الألماني يورجن شولتس كلمة خلال يوم الوحدة الألماني وجاء نص الكلمة:
أود أن أرحب بكم ترحيباً حاراً في حديقة منزل السفير بالسفارة الألمانية بالقاهرة، إنه لمن دواعي سروري أن تحتفلوا معنا هذا المساء بيوم الوحدة الألمانية.
كما يسعدني بشكل خاص أننا نقوم بتنظيم احتفال هذا العام بالتعاون مع وفد رئيس الوزراء البافاري، الدكتور/ ماركوس زودر.
معالي رئيس الوزراء أرحب بكم مرة أخرى ترحيبا حارا جدا!
الضيوف الأعزاء،
ترتبط ألمانيا ومصر بعلاقات شراكة وصداقة متميزة جداً نمت على مر السنين – على المستوي السياسي والاقتصادي والثقافي والتعليمي والأكاديمي.
إن التعاون فيما بيننا وثيق وقائم على الثقة والتنوع بشكل مثير للإعجاب.
وفيما يلي بعض الأمثلة المختارة لتوضيح هذا الأمر:
لا يوجد تبادل أوثق مع أي بلد آخر في المنطقة مثلما نجده مع مصر في مجال السياسة الثقافية والتعليمية الخارجية: في الجامعات أو المدارس أو مجال الآثار أو الأبحاث.
وأود أن أشير فقط على سبيل المثال إلى الجامعتين الألمانيتين المصريتين اللتين تضمان أكثر من ١٧٠٠٠ طالب، أو مشروع الـمائة مدرسة مصرية ألمانية الذي اتفقنا عليه في ربيع هذا العام والذي سوف يعطي تعاوننا دفعة أخرى.
إضافة إلى ذلك فقد نما حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة ٢٣٪ مقارنة بالعام الماضي ليصل إلى ما يقرب من ٧ مليار يورو. كما تعد ألمانيا أحد أكبر خمسة شركاء تجاريين لمصر على مستوى العالم.
جدير بالذكر أن الشركات الألمانية تعد شريكاً رئيسياً في مشروعات البنية التحتية والطاقة الكبرى - وتساهم بشكل كبير في تحديث البلاد. كما أننا نقوم بشكل ثنائي وأيضاً في إطار الاتحاد الأوروبي بدعم أجندة الإصلاح التي تنتهجها الحكومة المصرية، وذلك بهدف زيادة تحسين الظروف الإطارية للشركات والمستثمرين الألمان في مصر.
ولكن تعاوننا الاقتصادي ليس طريقاً ذا اتجاه واحد، ففي المستقبل القريب سوف يتم استيراد الهيدروجين "صنع في مصر" إلى ألمانيا وتقديم الدعم لألمانيا في إزالة الكربون من صناعتنا.
إن مصر كانت ولا تزال واحدة من أكثر الوجهات التي تحظى بشعبية بين السائحين الألمان. فقد زار مصر في خلال العام الماضي ١،٥ مليون ألماني.
هذه الأمثلة القليلة وحدها توضح ذلك: يمكننا أن نفتخر بما حققناه - وفي ذات الوقت نعتبره حافزاً للعمل سوياً على زيادة تكثيف وتوسيع نطاق هذا التعاون.
السيدات والسادة الأفضل،
بالنسبة لنا نحن الألمان فإن هذا اليوم هو - بالمعنى الحرفي للكلمة - يوم احتفال رسمي.
إننا نحتفل اليوم بإعادة توحيد وطننا بشكل سلمي قبل ٣٤ عاماً، حيث تم به التغلب على انقسام أوروبا. وقد كنا في عام ١٩٩٠ نأمل ونحلم بعالم مختلف وأفضل وأكثر سلاماً.
وقد تحققت بعض أحلام ذلك الوقت، لكن للأسف لم يتحقق الكثير من الأحلام الأخرى.
إن قائمة الأزمات والحروب التي نواجهها يومياً - لاسيما في الآونة الأخيرة - طويلة ومثيرة للقلق.
فالحرب العدائية التي شنتها روسيا على أوكرانيا منذ ما يقرب من ١٠٠٠ يوم حتى الآن تكلفنا كل يوم أرواحاً لا تحصى وتدمر المدن والمدارس والمستشفيات الأوكرانية. إن ألمانيا سوف تستمر في الوقوف بحزم إلى جانب أوكرانيا - سواء على المستوى الثنائي أو في إطار الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومجموعة الدول السبع - حتى يمكن تحقيق سلام دائم وعادل وأن تستطيع أوكرانيا الاستمرار في الوجود كدولة حرة ومستقلة.
تواجه بلدنا المضيف مصر حالياً درجة عالية من عدم الاستقرار على حدودها وفي المنطقة. فالوضع متوتر في ليبيا والحرب الدائرة في السودان يستتبعها من عواقب إنسانية كارثية. إضافة إلى الصراع العسكري الحالي بين إسرائيل وحزب الله - ومنذ يوم الثلاثاء الهجمات العسكرية الإيرانية على إسرائيل.
إن التطورات التي حدثت منذ ٧ أكتوبر من العام الماضي جعلتنا جميعاً في حالة ترقب شديد. وتقدر ألمانيا تقديراً كبيراً الدور المسؤول الذي تقوم به مصر في هذه القضية. ونحن نقوم بالتنسيق بشكل وثيق مع شركائنا المصريين. وبالطبع كل منا يرى هذا النزاع من منظوره الخاص. فألمانيا ملتزمة بأمن دولة إسرائيل. ولكن في الوقت نفسه نحن ملتزمون بالأمن الدائم للفلسطينيين. نحن مقتنعون بأن الأمن الدائم لن يكون ممكناً إلا إذا عاش الطرفان - الإسرائيليون والفلسطينيون - في أمان. لذلك نحن نؤيد بقوة وقف إطلاق النار في غزة - ونؤيد خطة الرئيس الأمريكي بايدن التي صادق عليها مجلس الأمن الدولي.
جدير بالذكر أنه بالنظر إلى الوضع الإنساني الكارثي في غزة فإننا نؤيد بشدة تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية. لقد قدمت ألمانيا وحدها أكثر من ٣٦٠ مليون يورو كمساعدات إنسانية لقطاع غزة منذ أكتوبر الماضي. وفي الأخير نحن لا نزال ملتزمين بهدف تطوير رؤية سياسية حتى يتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من العيش بسلام جنباً إلى جنب في دولتين.
واليوم - وفي هذه اللحظة من الزمن - فإن هذه الرؤية لا تزال تبدو هدفاً بعيد المنال. ولكن ربما يكون يوم الاحتفال الرسمي اليوم وما يرتبط به من إحياء ذكرى التطورات التي أدت إلى إعادة توحيد ألمانيا والتغلب على انقسام أوروبا بمثابة تذكير بأن ما يبدو مستحيلاً يمكن أن يصبح حقيقة واقعة بمجرد تغير الظروف الإطارية.
قبل عام ١٩٨٩ كان العديد من الناس في ألمانيا وحول العالم مقتنعين بأن جدار برلين سيقسم المدينة والبلد لأجيال عديدة قادمة. وبدا للكثيرين في ذلك الوقت أن ما يسمى "بالقضية الألمانية" غير قابلة للحل. ثم تغيرت الأمور بسرعة كبيرة، وتمكن الألمان في الغرب والشرق من العيش في سلام وحرية - متحدين من أجل سعادتنا. واليوم في عيدنا هذا نتمنى لشعوب الشرق الأوسط التي تواجه في الوقت الراهن الكثير من المعاناة والمصاعب أن يتمكنوا هم أيضاً من العيش في سلام. وبالنسبة لنا تبقى إعادة توحيد ألمانيا تذكرة وتفويضاً للدبلوماسية للدفاع عن السلام والحرية.
الضيوف الكرام،
أخيراً أود أن أتوجه إليكم مجدداً بخالص الشكر على تلبيتكم دعوتنا بهذا العدد الكبير.
وأود أيضاً أن أتقدم بالشكر إلى رعاتنا - لاسيما شركة "بي إم دبليو مصر" ومجموعة "كيان" و"سيمنز" على دعمهم الفعال الذي لولاه لما كانت هذه الأمسية ممكنة.
كما أود أن أشكر جميع العاملين في السفارة الألمانية بالقاهرة على جهودهم الدؤوبة في تنظيم هذا الحدث.
أود أن أرحب بكم ترحيباً حاراً في حديقة منزل السفير بالسفارة الألمانية بالقاهرة، إنه لمن دواعي سروري أن تحتفلوا معنا هذا المساء بيوم الوحدة الألمانية.
كما يسعدني بشكل خاص أننا نقوم بتنظيم احتفال هذا العام بالتعاون مع وفد رئيس الوزراء البافاري، الدكتور/ ماركوس زودر.
معالي رئيس الوزراء أرحب بكم مرة أخرى ترحيبا حارا جدا!
الضيوف الأعزاء،
ترتبط ألمانيا ومصر بعلاقات شراكة وصداقة متميزة جداً نمت على مر السنين – على المستوي السياسي والاقتصادي والثقافي والتعليمي والأكاديمي.
إن التعاون فيما بيننا وثيق وقائم على الثقة والتنوع بشكل مثير للإعجاب.
وفيما يلي بعض الأمثلة المختارة لتوضيح هذا الأمر:
لا يوجد تبادل أوثق مع أي بلد آخر في المنطقة مثلما نجده مع مصر في مجال السياسة الثقافية والتعليمية الخارجية: في الجامعات أو المدارس أو مجال الآثار أو الأبحاث.
وأود أن أشير فقط على سبيل المثال إلى الجامعتين الألمانيتين المصريتين اللتين تضمان أكثر من ١٧٠٠٠ طالب، أو مشروع الـمائة مدرسة مصرية ألمانية الذي اتفقنا عليه في ربيع هذا العام والذي سوف يعطي تعاوننا دفعة أخرى.
إضافة إلى ذلك فقد نما حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة ٢٣٪ مقارنة بالعام الماضي ليصل إلى ما يقرب من ٧ مليار يورو. كما تعد ألمانيا أحد أكبر خمسة شركاء تجاريين لمصر على مستوى العالم.
جدير بالذكر أن الشركات الألمانية تعد شريكاً رئيسياً في مشروعات البنية التحتية والطاقة الكبرى - وتساهم بشكل كبير في تحديث البلاد. كما أننا نقوم بشكل ثنائي وأيضاً في إطار الاتحاد الأوروبي بدعم أجندة الإصلاح التي تنتهجها الحكومة المصرية، وذلك بهدف زيادة تحسين الظروف الإطارية للشركات والمستثمرين الألمان في مصر.
ولكن تعاوننا الاقتصادي ليس طريقاً ذا اتجاه واحد، ففي المستقبل القريب سوف يتم استيراد الهيدروجين "صنع في مصر" إلى ألمانيا وتقديم الدعم لألمانيا في إزالة الكربون من صناعتنا.
إن مصر كانت ولا تزال واحدة من أكثر الوجهات التي تحظى بشعبية بين السائحين الألمان. فقد زار مصر في خلال العام الماضي ١،٥ مليون ألماني.
هذه الأمثلة القليلة وحدها توضح ذلك: يمكننا أن نفتخر بما حققناه - وفي ذات الوقت نعتبره حافزاً للعمل سوياً على زيادة تكثيف وتوسيع نطاق هذا التعاون.
السيدات والسادة الأفضل،
بالنسبة لنا نحن الألمان فإن هذا اليوم هو - بالمعنى الحرفي للكلمة - يوم احتفال رسمي.
إننا نحتفل اليوم بإعادة توحيد وطننا بشكل سلمي قبل ٣٤ عاماً، حيث تم به التغلب على انقسام أوروبا. وقد كنا في عام ١٩٩٠ نأمل ونحلم بعالم مختلف وأفضل وأكثر سلاماً.
وقد تحققت بعض أحلام ذلك الوقت، لكن للأسف لم يتحقق الكثير من الأحلام الأخرى.
إن قائمة الأزمات والحروب التي نواجهها يومياً - لاسيما في الآونة الأخيرة - طويلة ومثيرة للقلق.
فالحرب العدائية التي شنتها روسيا على أوكرانيا منذ ما يقرب من ١٠٠٠ يوم حتى الآن تكلفنا كل يوم أرواحاً لا تحصى وتدمر المدن والمدارس والمستشفيات الأوكرانية. إن ألمانيا سوف تستمر في الوقوف بحزم إلى جانب أوكرانيا - سواء على المستوى الثنائي أو في إطار الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومجموعة الدول السبع - حتى يمكن تحقيق سلام دائم وعادل وأن تستطيع أوكرانيا الاستمرار في الوجود كدولة حرة ومستقلة.
تواجه بلدنا المضيف مصر حالياً درجة عالية من عدم الاستقرار على حدودها وفي المنطقة. فالوضع متوتر في ليبيا والحرب الدائرة في السودان يستتبعها من عواقب إنسانية كارثية. إضافة إلى الصراع العسكري الحالي بين إسرائيل وحزب الله - ومنذ يوم الثلاثاء الهجمات العسكرية الإيرانية على إسرائيل.
إن التطورات التي حدثت منذ ٧ أكتوبر من العام الماضي جعلتنا جميعاً في حالة ترقب شديد. وتقدر ألمانيا تقديراً كبيراً الدور المسؤول الذي تقوم به مصر في هذه القضية. ونحن نقوم بالتنسيق بشكل وثيق مع شركائنا المصريين. وبالطبع كل منا يرى هذا النزاع من منظوره الخاص. فألمانيا ملتزمة بأمن دولة إسرائيل. ولكن في الوقت نفسه نحن ملتزمون بالأمن الدائم للفلسطينيين. نحن مقتنعون بأن الأمن الدائم لن يكون ممكناً إلا إذا عاش الطرفان - الإسرائيليون والفلسطينيون - في أمان. لذلك نحن نؤيد بقوة وقف إطلاق النار في غزة - ونؤيد خطة الرئيس الأمريكي بايدن التي صادق عليها مجلس الأمن الدولي.
جدير بالذكر أنه بالنظر إلى الوضع الإنساني الكارثي في غزة فإننا نؤيد بشدة تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية. لقد قدمت ألمانيا وحدها أكثر من ٣٦٠ مليون يورو كمساعدات إنسانية لقطاع غزة منذ أكتوبر الماضي. وفي الأخير نحن لا نزال ملتزمين بهدف تطوير رؤية سياسية حتى يتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من العيش بسلام جنباً إلى جنب في دولتين.
واليوم - وفي هذه اللحظة من الزمن - فإن هذه الرؤية لا تزال تبدو هدفاً بعيد المنال. ولكن ربما يكون يوم الاحتفال الرسمي اليوم وما يرتبط به من إحياء ذكرى التطورات التي أدت إلى إعادة توحيد ألمانيا والتغلب على انقسام أوروبا بمثابة تذكير بأن ما يبدو مستحيلاً يمكن أن يصبح حقيقة واقعة بمجرد تغير الظروف الإطارية.
قبل عام ١٩٨٩ كان العديد من الناس في ألمانيا وحول العالم مقتنعين بأن جدار برلين سيقسم المدينة والبلد لأجيال عديدة قادمة. وبدا للكثيرين في ذلك الوقت أن ما يسمى "بالقضية الألمانية" غير قابلة للحل. ثم تغيرت الأمور بسرعة كبيرة، وتمكن الألمان في الغرب والشرق من العيش في سلام وحرية - متحدين من أجل سعادتنا. واليوم في عيدنا هذا نتمنى لشعوب الشرق الأوسط التي تواجه في الوقت الراهن الكثير من المعاناة والمصاعب أن يتمكنوا هم أيضاً من العيش في سلام. وبالنسبة لنا تبقى إعادة توحيد ألمانيا تذكرة وتفويضاً للدبلوماسية للدفاع عن السلام والحرية.
الضيوف الكرام،
أخيراً أود أن أتوجه إليكم مجدداً بخالص الشكر على تلبيتكم دعوتنا بهذا العدد الكبير.
وأود أيضاً أن أتقدم بالشكر إلى رعاتنا - لاسيما شركة "بي إم دبليو مصر" ومجموعة "كيان" و"سيمنز" على دعمهم الفعال الذي لولاه لما كانت هذه الأمسية ممكنة.
كما أود أن أشكر جميع العاملين في السفارة الألمانية بالقاهرة على جهودهم الدؤوبة في تنظيم هذا الحدث.