هو شاعر له رؤيته الحالمة، صاحب إحساس مرهف، محبًا للآداب، خلق لنفسه عالمًا من الوهم والخيال كان يحب الكثيرات من النجمات، صور حبه الكبير للفنانة نجاة الصغيرة في تجربته الشهيرة بأغنية "لاتكذبي"، والتي خجل فيها من قلبه وخاطبه قائلًا "احتشم ياقلبي فالحب طيش وشباب وأنت طيش فقط"، هو الشاعر الكبير كامل الشناوي

ولد كامل الشناوي في 7 ديسمبر عام 1908 بقرية "ونسة البحر" بمدينة أجا بالدقهلية، وهو الأخ الأكبر لثمانية أبناء جاء مولده عقب وفاة الزعيم مصطفى كامل، فأسماه والده مصطفى كامل سيد الشناوي.

فى سن الرابعة عشر، بدأت خيالات الشعر تراوده، دخل الأزهر ولم يلبث به أكثر من خمس سنوات فعمد إلى المطالعة ومجالس الأدباء، ودرس الآداب العربية والأجنبية في عصورها المختلفة، ومن مؤلفاته: اعترافات أبي نواس، أوبريت جميلة، الليل والحب والموت، وغيرها الكثير.

بدأ مسيرته الصحفية مصححًا في مجلة كوكب الشرق، التي كان طه حسين مديرًا سياسيًا لها، فأمر بنقله محررًا بمكتبه، بعدها انتقل إلى روز اليوسف اليومية عام 1935، وعهد إليه "العقاد" أن يكتب المقال القصير.


لاتكذبي وقصة الحب الأليم

عن قصة حبه الأليمة، قال صديقه الصحفي المصري الراحل مصطفى أمين، في كتابه شخصيات لاتنسى، عشت مع "كامل" حبه الكبير وهو الحب الذي أبكاه وأضناه وحطمه وقتله في اخر الأمر، فقد أحب نجاة الصغيرة بجنون ولم تبادله وفاءه وكان يعلم ذلك لكنه لم يستطيع أن يتوقف عن حبها، وقد ساهم "الشناوي" بشكل كبير في تلميعها وقدم لها أجمل القصائد التي أظهرت جمال ونعومة صوتها هو وشقيقه مأمون الشناوي ولكنها فضلت عليه الأديب الراحل يوسف إدريس.


صدمات كامل الشناوي

تعرض "الشناوي" لكثير من الصدمات أثناء حبه لنجاة الصغيرة، كان أبرزها عام 1962 في عيد ميلادها عندما اشترى هدايا الحفل، وحضر برفقة أصدقائه في شقتها بالزمالك، وعند إطفاء الشموع اختارت يوسف إدريس ليقطع التورتة معها ممسكا بيدها، فانسحب "الشناوي" حزينًا باكيًا، ثم تضاعفت أحزانه حين رآهما يخونانه، فكتب كلماته الشهيرة:

لا تكذبي إني رأيتكما معا
ودعي البكاء فقد كرهت الأدمعا
ما أهون الدمع الجسور إذا جرى
من عينِ كاذبة فأنكر وادّعى.

وفي أحد الأيام ذهب لمصطفى أمين ومعه قصيدته، فاتصل بنجاة على أمل أن تغنيها، وألقاها عليها في الهاتف كامل الشناوي بصوت منتحب، وبعد انتهائه فوجئ برد بارد "الله حلوة قوى الأغنية" وكأنها لا تدري أنها كتبت فيها.

كتب أيضًا في عشقه لنجاة الصغيرة، قصيدته الرائعة التي غناها عبد الحليم حافظ، "حبيبها لست وحدك، حبيبها أنا قبلك، وربما جئت بعدك، وربما كنت مثلك".


في إحدى المرات شاهد أحد محبيها يتودد إليها، فكتب ساخرًا: "إنها كالدنيا لا تبقى ولا تتجدد إلا إذا خرج من حياتها أناس، ما أكثر الذين شاهدتهم وهم يغادرونها وما أكثر المواليد الذين رأيتهم على بابها".


اشتهر كامل الشناوي بالعديد من المؤلفات مثل لست قلبي، يوم بلا غد، لا وعينيك، حياتي عذاب، لا تكذبي، حبيبها، اعترافات أبي نواس، أوبريت جميلة، الليل والحب والموت، ويعتبر أوبريت أبو نواس، آخر أعماله الفنية.

توفي كامل الشناوي في 30 نوفمبر 1965 في القاهرة.