ضياء رشوان يعتذر عن خوض انتخابات نقابة الصحفيين
الثلاثاء 14/فبراير/2017 - 09:34 م
محمد جان
طباعة
اعتذر الكاتب الصحفي، ضياء رشوان، عن الترشح لمنصب نقيب الصحفيين، بانتخابات التجديد النصفى بنقابة الصحفيين، المقرر إجراؤها مارس المقبل، عبر بيان له، مساء اليوم.
وجاء في البيان: الزميلات والزملاء الكرام أبناء مهنة الصحافة من أعضاء نقابة الصحفيين ومن لم يحصلوا بعد على عضويتها.
مالكم عندي من إعزاز وتقدير، وما علي تجاهكم من واجب وولاء، يملون علي أن أكتب لكم هذه السطور – التي قد تكون طويلة – إرضاء للضمير وإبراءً للذمة ووضعًا لنقاط فوق حروف لن تستقيم معانيها بدونها.
كنت قبل أسبوع قد أصدرت بيانًا أعلنت فيه ترشحي لمقعد نقيب الصحفيين، في استجابة مباشرة لدعوات واتصالات كريمة من مئات منكم، وبهدف واضح هو وكما ذكرت في البيان: "إنقاذ المهنة والنقابة من المآزق الخطيرة التي أوصلت إليها، من جهة مواقف افتقدت لأي حكمة بدعوى المبدئية، ومن جهة أخرى سياسات أخطأت في تقديرها للصحفيين ونقابتهم العريقة". وقد أكدت في نفس البيان على أن تحقيق هذا الهدف شديد الصعوبة والمتخم بالتعقيدات والتفاصيل "يفرض ويفترض على جموع صحفيي مصر أن يسعوا لخلق أوسع مساحة توافق بينهم خلال الانتخابات القادمة، لأنها الباب الوحيد الذي يمكنهم العبور منه أقوياء موحدين لإصلاح ما أفسده الدهر وبعض الزملاء وبعض الجهات". ومن أجل تحقيق هذا التوافق الضروري لوحدتنا وقوتنا ناشدت في البيان "كافة أبناء الجماعة الصحفية من أعضاء النقابة ومن هم خارجها أن يغلبوا في جولة الانتخابات القادمة المصالح العامة الكبرى للمهنة وأبنائها – وقبلهم الوطن - على أي مصلحة خاصة صغيرة".
وقد بذلت خلال الأسبوع الذي مضى منذ صدور ذلك البيان جهودًا مضنية مع كافة الأطراف التي تصورت أنه يمكنها ومن واجبها تحقيق هذا المنشود المفتقد، وأخرى كان يمكن أن تساعد على قيامه، وكانت الترجمة العملية التي طرحتها لهذا التوافق خلال العملية الانتخابية القادمة بالنقابة، هي أن نستعيد صورتنا – نحن الصحفيين ونقابتنا - أمام الرأي العام والدولة ككيان واحد وليس موحد، بداخله تنوعات وتباينات في الرؤى والاتجاهات، تدار بمسئولية وموضوعية واحترام، ولا تتحول لصراع واقتتال، بما يطيح بوحدة الصف والكيان النقابي، ومن ثم باحترامه وهيبته لدى المجتمع والدولة، فتنهار قدرته على حماية أبناء المهنة وحقوقهم ومطالبهم المشروعة، وتصورت، ربما عن حلم مشروع أو وهم زائف، أن إعادة هذه الوحدة المفتقدة والهيبة الضائعة، قد تدفع بعض الزملاء الذين يطرحون أنفسهم في الانتخابات القادمة إلى التحلي بروح المسئولية وتغليب المصلحة العامة السامية على المصالح الخاصة الصغيرة، والاستجابة لدعوة التوافق أيًا كان من يستطيع تحقيقه.
وقد فضلت ألا أتقدم رسميًا بأوراق ترشيحي لمقعد النقيب منذ فتح باب الترشيح، لإعطاء الفرصة للجميع لكي يتم التحاور حول هذا التوافق الضروري، إلا أن أحدًا لم يبادر أو يستجب لكل ما بذلته من جهود واتصالات مع الجميع مباشرة وغير مباشرة، وكانت المبادرة الوحيدة منهم هي تقديم أوراق الترشيح الرسمية. وتمسكًا مني بالصالح العام للصحفيين ونقابتهم وليس بمصلحة خاصة صغيرة، كنت قد عرضت عليهم أن أكون أول المنسحبين من السباق الانتخابي على مقعد النقيب، لصالح من يتوصل الحوار إلى أنه هو الأصلح والأقدر على تحقيق التوافق وقيادة النقابة في المرحلة القادمة في ظله. ولم يلق كل هذا أي استجابة، وتقدم الخاص على العام انهارت فكرة التوافق الضروري إلى القاع بينما احتلت المطامح الفردية والشللية قمة الاهتمام والحركة.
إن هذا الفشل للتوافق الحتمي في هذه المرحلة الخطيرة من تطور مهنتنا ونقابتنا وبلدنا يتحمل أسبابه ونتائجه الوخيمة من رفضوه بحجج لا يرقى أي منها لمستوى المسئولية والمصلحة العامة. وللأسف الشديد، فإن المعركة الانتخابية القادمة في ظل هذه الظروف ستؤدي إلى مزيد من الانقسام الداخلي بين صفوفنا، مما سيزيد من ضعفنا الشديد وصورتنا السلبية أمام المجتمع والرأي العام.
وستؤدي هذه المعركة، أيًا كانت نتائجها أو الطرف الفائز فيها، إلى وضع استقطاب خطير بداخل مهنتنا ونقابتنا، لعدم قدرة الطرفين المتصارعين على بناء الجسور الضرورية بيننا قبل بنائها مع أي طرف خارجنا، وسيترتب على هذا أن قدرتنا النقابية على الدفاع عن مصالح أبناء المهنة المادية والمهنية وحرياتهم، ستصل إلى أدنى مستوياتها بعد التدهور الذي حاق بها في الفترة الأخيرة، ومن ثم فإن التفاوض مع الدولة ومختلف الجهات حول مصالحنا وحرية زملائنا، لن يكون مسلحًا بعد انتخابات الانقسام والفرقة بأي قدرة تحقق هذه المصالح أو تدافع وتحافظ على تلك الحريات، ولن يمر وقت طويل حتى تظهر في البلاد كيانات نقابية أخرى لمهن قريبة من مجالنا، ستتماس بعض من مطالبها مع ما لدينا اليوم من حقوق ومطالب، بما سيؤدي على الأرجح في ظل ضعفنا المتوقع وانقسامنا المتواصل إلى خسارات هائلة لنا في كل المجالات.
لكل هذا، فإنني فضلت ألا أشارك في هذه المأساة – الملهاة، وأن أسحب ترشيحي لمقعد نقيب الصحفيين الذي كنت قد أعلنت أنني سأتقدم به. إنني مدين لكم جميعًا باعتذار وبخاصة لمن شرفوني بوضع ثقتهم الكريمة في وأصروا على ترشحي اعتقادًا منهم أنني قد أستطيع أن أقوم بما يرون أنه الدور الأفضل للمرحلة وللمهنة وللنقابة. ولكل الزميلات والزملاء والأحباب أؤكد أن انسحابي ليس تخوفًا من شيء ولا انتظارًا لشيء، فليس هذا من شيمي ولا مما تعودت عليه فيما مر من حياتي، فلقد خضت تلك المعركة ثلاثة مرات، أولهم في عهد مبارك ضد مرشحه ودولته، والثانية في عهد الإخوان مع من أيدوه خفية وهو لم يكن بعيدًا عن عهد مبارك، والثالثة مع مرشح القفز للمجهول الذي وصلنا إليه بالفعل.
إنني لم أكن قط ولن أكون باحثًا أو ساعيًا لمنصب أو مقعد أقايض عليه بمبدأ أو بموقف أو بترشيح أو بتلويح به، فقد كنت واضحًا في إعلاني الترشح قبل أسبوع في شرح الظروف التي يجب توفيرها لكي أستطيع – أنا أو غيري – أداء المهمة الصعبة التي تنتظرنا، فلما لم تتحقق آثرت الانسحاب، مغلبًا المصلحة العامة على أي مصلحة صغيرة ولو كبرت في أعين البعض. لقد قيض الله سبحانه وحده لي من الأسباب والجهد والإصرار طيلة عقود أربعة من العمل العام من أجل معشوقتي مصر.
وجاء في البيان: الزميلات والزملاء الكرام أبناء مهنة الصحافة من أعضاء نقابة الصحفيين ومن لم يحصلوا بعد على عضويتها.
مالكم عندي من إعزاز وتقدير، وما علي تجاهكم من واجب وولاء، يملون علي أن أكتب لكم هذه السطور – التي قد تكون طويلة – إرضاء للضمير وإبراءً للذمة ووضعًا لنقاط فوق حروف لن تستقيم معانيها بدونها.
كنت قبل أسبوع قد أصدرت بيانًا أعلنت فيه ترشحي لمقعد نقيب الصحفيين، في استجابة مباشرة لدعوات واتصالات كريمة من مئات منكم، وبهدف واضح هو وكما ذكرت في البيان: "إنقاذ المهنة والنقابة من المآزق الخطيرة التي أوصلت إليها، من جهة مواقف افتقدت لأي حكمة بدعوى المبدئية، ومن جهة أخرى سياسات أخطأت في تقديرها للصحفيين ونقابتهم العريقة". وقد أكدت في نفس البيان على أن تحقيق هذا الهدف شديد الصعوبة والمتخم بالتعقيدات والتفاصيل "يفرض ويفترض على جموع صحفيي مصر أن يسعوا لخلق أوسع مساحة توافق بينهم خلال الانتخابات القادمة، لأنها الباب الوحيد الذي يمكنهم العبور منه أقوياء موحدين لإصلاح ما أفسده الدهر وبعض الزملاء وبعض الجهات". ومن أجل تحقيق هذا التوافق الضروري لوحدتنا وقوتنا ناشدت في البيان "كافة أبناء الجماعة الصحفية من أعضاء النقابة ومن هم خارجها أن يغلبوا في جولة الانتخابات القادمة المصالح العامة الكبرى للمهنة وأبنائها – وقبلهم الوطن - على أي مصلحة خاصة صغيرة".
وقد بذلت خلال الأسبوع الذي مضى منذ صدور ذلك البيان جهودًا مضنية مع كافة الأطراف التي تصورت أنه يمكنها ومن واجبها تحقيق هذا المنشود المفتقد، وأخرى كان يمكن أن تساعد على قيامه، وكانت الترجمة العملية التي طرحتها لهذا التوافق خلال العملية الانتخابية القادمة بالنقابة، هي أن نستعيد صورتنا – نحن الصحفيين ونقابتنا - أمام الرأي العام والدولة ككيان واحد وليس موحد، بداخله تنوعات وتباينات في الرؤى والاتجاهات، تدار بمسئولية وموضوعية واحترام، ولا تتحول لصراع واقتتال، بما يطيح بوحدة الصف والكيان النقابي، ومن ثم باحترامه وهيبته لدى المجتمع والدولة، فتنهار قدرته على حماية أبناء المهنة وحقوقهم ومطالبهم المشروعة، وتصورت، ربما عن حلم مشروع أو وهم زائف، أن إعادة هذه الوحدة المفتقدة والهيبة الضائعة، قد تدفع بعض الزملاء الذين يطرحون أنفسهم في الانتخابات القادمة إلى التحلي بروح المسئولية وتغليب المصلحة العامة السامية على المصالح الخاصة الصغيرة، والاستجابة لدعوة التوافق أيًا كان من يستطيع تحقيقه.
وقد فضلت ألا أتقدم رسميًا بأوراق ترشيحي لمقعد النقيب منذ فتح باب الترشيح، لإعطاء الفرصة للجميع لكي يتم التحاور حول هذا التوافق الضروري، إلا أن أحدًا لم يبادر أو يستجب لكل ما بذلته من جهود واتصالات مع الجميع مباشرة وغير مباشرة، وكانت المبادرة الوحيدة منهم هي تقديم أوراق الترشيح الرسمية. وتمسكًا مني بالصالح العام للصحفيين ونقابتهم وليس بمصلحة خاصة صغيرة، كنت قد عرضت عليهم أن أكون أول المنسحبين من السباق الانتخابي على مقعد النقيب، لصالح من يتوصل الحوار إلى أنه هو الأصلح والأقدر على تحقيق التوافق وقيادة النقابة في المرحلة القادمة في ظله. ولم يلق كل هذا أي استجابة، وتقدم الخاص على العام انهارت فكرة التوافق الضروري إلى القاع بينما احتلت المطامح الفردية والشللية قمة الاهتمام والحركة.
إن هذا الفشل للتوافق الحتمي في هذه المرحلة الخطيرة من تطور مهنتنا ونقابتنا وبلدنا يتحمل أسبابه ونتائجه الوخيمة من رفضوه بحجج لا يرقى أي منها لمستوى المسئولية والمصلحة العامة. وللأسف الشديد، فإن المعركة الانتخابية القادمة في ظل هذه الظروف ستؤدي إلى مزيد من الانقسام الداخلي بين صفوفنا، مما سيزيد من ضعفنا الشديد وصورتنا السلبية أمام المجتمع والرأي العام.
وستؤدي هذه المعركة، أيًا كانت نتائجها أو الطرف الفائز فيها، إلى وضع استقطاب خطير بداخل مهنتنا ونقابتنا، لعدم قدرة الطرفين المتصارعين على بناء الجسور الضرورية بيننا قبل بنائها مع أي طرف خارجنا، وسيترتب على هذا أن قدرتنا النقابية على الدفاع عن مصالح أبناء المهنة المادية والمهنية وحرياتهم، ستصل إلى أدنى مستوياتها بعد التدهور الذي حاق بها في الفترة الأخيرة، ومن ثم فإن التفاوض مع الدولة ومختلف الجهات حول مصالحنا وحرية زملائنا، لن يكون مسلحًا بعد انتخابات الانقسام والفرقة بأي قدرة تحقق هذه المصالح أو تدافع وتحافظ على تلك الحريات، ولن يمر وقت طويل حتى تظهر في البلاد كيانات نقابية أخرى لمهن قريبة من مجالنا، ستتماس بعض من مطالبها مع ما لدينا اليوم من حقوق ومطالب، بما سيؤدي على الأرجح في ظل ضعفنا المتوقع وانقسامنا المتواصل إلى خسارات هائلة لنا في كل المجالات.
لكل هذا، فإنني فضلت ألا أشارك في هذه المأساة – الملهاة، وأن أسحب ترشيحي لمقعد نقيب الصحفيين الذي كنت قد أعلنت أنني سأتقدم به. إنني مدين لكم جميعًا باعتذار وبخاصة لمن شرفوني بوضع ثقتهم الكريمة في وأصروا على ترشحي اعتقادًا منهم أنني قد أستطيع أن أقوم بما يرون أنه الدور الأفضل للمرحلة وللمهنة وللنقابة. ولكل الزميلات والزملاء والأحباب أؤكد أن انسحابي ليس تخوفًا من شيء ولا انتظارًا لشيء، فليس هذا من شيمي ولا مما تعودت عليه فيما مر من حياتي، فلقد خضت تلك المعركة ثلاثة مرات، أولهم في عهد مبارك ضد مرشحه ودولته، والثانية في عهد الإخوان مع من أيدوه خفية وهو لم يكن بعيدًا عن عهد مبارك، والثالثة مع مرشح القفز للمجهول الذي وصلنا إليه بالفعل.
إنني لم أكن قط ولن أكون باحثًا أو ساعيًا لمنصب أو مقعد أقايض عليه بمبدأ أو بموقف أو بترشيح أو بتلويح به، فقد كنت واضحًا في إعلاني الترشح قبل أسبوع في شرح الظروف التي يجب توفيرها لكي أستطيع – أنا أو غيري – أداء المهمة الصعبة التي تنتظرنا، فلما لم تتحقق آثرت الانسحاب، مغلبًا المصلحة العامة على أي مصلحة صغيرة ولو كبرت في أعين البعض. لقد قيض الله سبحانه وحده لي من الأسباب والجهد والإصرار طيلة عقود أربعة من العمل العام من أجل معشوقتي مصر.