توغل في الموصل القديمة وسيطرة نارية على «الحدباء»
الجمعة 26/مايو/2017 - 09:59 ص
وكالات
طباعة
توغلت القوات المشاركة في عمليات «قادمون يا نينوى» أمس في منطقة باب الطوب داخل المدينة القديمة في الموصل، لتأمين أهداف محددة، وانتزعت السيطرة على مبان حيوية مكنتها من فرض قدرتها النارية على المنطقة المحيطة بمنارة الحدباء التي تتوسط الجامع النوري الكبير الذي أعلن منه زعيم «داعش» الإرهابي أبو بكر البغدادي، دويلته المزعومة العام 2014، بينما أكد مصدر أمني أن مسلحي التنظيم الإرهابي يحتجزون أسراً وأطفالاً ونساء داخل المنازل في منطقة باب الجديد ويمنعون توزيع المواد الغذائية إليهم بسبب رفض الأهالي التعاون معهم ، من خلال زرع العبوات الناسفة على الطرقات لمنع تقدم القوات. وأكد المرصد العراقي الحقوقي أن «الدواعش» اختطفوا نحو 3 آلاف مدني من قرى ارفيع والنوفلي وقبة الوهبي وخراب بازار، غرب محافظة نينوى، واقتادوهم إلى الحدود العراقية - السورية، وسط مخاوف من الإقدام على إعدامهم على غرار ما جرى سابقاً بمنطقة حمام العليل والعريج غرب الموصل.
وفيما تمكنت المليشيات المدعومة بضربات طيران الجيش العراقي من تحرير قريتي بيسكي الجنوبية والشمالية شمال شرق البعاج من قبضة «داعش» وقتلت نحو 60 إرهابياً، أطلقت القوات المشاركة صفحة ثانية لانتزاع السيطرة على البعاج التي تعد أهم معقل للتنظيم الإرهابي ناحية الحدود العراقية الإيرانية. وفيما كشفت مصادر محلية عن حالة إرباك شديدة في صفوف «الدواعش» الذي أعلنوا الاستنفار الأقصى وسط البعاج بعد استهداف 3 مقار رئيسة لهم، أكدت جهات أمنية مقتل ما يسمى «أمير البعاج» وعدد من معاونيه بضربة جوية دكت رتلاً للإرهابيين على طريق زراعي يبعد نحو 10 كلم شرق القضاء . من ناحيتها، كشفت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى أمس، مقتل ما يسمى «والي ديالى المؤقت» الذي عينه البغدادي مؤخراً، وذلك جراء اقتتال داخلي بين عناصر الجماعة الإرهابية ي بلدة بقضاء الحويجة، تنامى مؤخراً بين مجموعتي هذه المحافظة وكركوك.
في الأثناء، أفادت قيادة قوات مكافحة الإرهاب أمس، أن مساحة سيطرة تنظيم «داعـش» في الجانب الغربي لمدينة الموصل تقلصت إلى 5٪ بعد أن كانت نحو 105 منتصف الحالي. وأوضحت القيادة في بيان أن قطاعاتها ستشارك في معارك تحرير المدينة القديمة، وهي أكثر المناطق معضلة في القتال لضيق أزقتها وانتشار قناصة «داعـش»، ومن المتوقع حسم المعارك خلال الأيام العشرة المقبلة. وأكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت شاكر أن الجامع النوري والمنطقة المحيطة بها ستكون مسرحاً لآخر المواجهات المسلحة مع «الدواعش» مبيناً أن كوادر الهندسة التابعين للشرطة الاتحادية يفتحون ممرات ومسالك آمنة لإجلاء المدنيين المحاصرين، كما يفتحون طرقاً خاصة للامداد اللوجستي تربط مناطق الاشتباك في المدينة القديمة بمراكز القيادة والعمليات في بادوش تمهيداً لانطلاق الهجوم الأخير لتحرير ما تبقى من الساحل الأيمن من المدينة.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» أمس، أن نحو 105 مدنيين على الأقل قتلوا في 17 مارس الماضي خلال قصف أميركي في الموصل. وحملت البنتاجون مسؤولية كبيرة في الحادث «للدواعش» مبينة أنهم «وضعوا كمية ضخمة من المتفجرات في مبنى استهدفته الضربة حيث كان 101 مدني من القتلى في المبنى و5 بالقرب منه. ومقابل، تقدم المليشيات العراقية المدعومة من إيران في مناطق تلعفر والقيرون ودوميز المحاذية لجبال سنجار، والمناطق الواقعة بين بلدتي سنجار والبعاج، طالبت زعامات عشائرية عربية من محافظة نينوى المجتمع الدولي بإبعاد مليشيات «الحشد الشعبي» من الموصل وضواحيها، وإيقاف التمدد الإيراني في المنطقة.
جاء ذلك في مؤتمر عشائري عقد في منطقة اسكي موصل شمال غرب الموصل. واتهمت العشائر مليشيات «الحشد الشعبي» بتجريف المنازل بعد سرقة محتوياتها، محولة مناطق غرب الموصل إلى ركام. وقالت الزعامات أن ما «سلم من سطوة (داعش) الإرهابي، أجهزت عليه مليشيات (الحشد الشعبي)، مشيرة إلى أن كل القرى باتت غير مؤهلة للعيش، فضلاً عن تسجيل عمليات اختطاف وتعذيب طالت مواطنين أبرياء.