إعلامي سعودي: قطر لا قيمة لها دون مصر
أكد الإعلامي السعودي ورئيس التحرير السابق لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، عبد الرحمن الراشد، أن السلطات القطرية لطالما تمتعت بمزايا ثلاث، وهي الإعلام والمال والدبلوماسية الفعالة، مشيرًا إلى أن تلك المزايا عوضت لديها حالة "النقص" التي تعيشها الدوحة بسبب ضعفها وصغر مساحتها وقلة سكانها وضعف جيشها.
وقال الراشد، في
مقال بـ"الشرق الأوسط" إن قطر في أزمتها الراهنة تبدو للجميع صغيرة وضعيفة
وهدفًا سهلًا، إذ أنها نجحت في فرض نفسها لسنين طويلة مستفيدة من مزايها الثلاث، فضلًا
عنها كانت تلعب في الفراغ التي عاشته المنطقة.
وأضاف الراشد:
" فمصر تحت رئاسة حسني مبارك كانت تتجنب الدخول في النزاعات، وتأنف من الرد على
تحرش الدوحة وتحريضها الصريح إلا بردود دبلوماسية هادئة وإعلامية محدودة. أما السعودية
فقد انشغلت بإطفاء النيران التي أشعلتها قطر بدلا من مواجهتها مباشرة في أفغانستان
ولبنان واليمن وداخل المملكة نفسها".
وأشار إلى أن حكومة
قطر تتوهم نفسها قوة إقليمية كبرى، وتريد تغيير المنطقة وفرض سياساتها عليها دون اعتبار
لا لحجمها ولا احترام لهذه الدول نفسها، كما إنها تريد إحداث التغيير في المنطقة، وهي
نفسها لا تُمارس شيئًا مما تحاول فرضه بالقوة على الآخرين وقلب أنظمتهم، فهي تدعم وتمول
فرض آيديولوجيات متناقضة على مصر وتونس، من ديمقراطية وإسلام متطرف، وهي لا تطبق شيئًا
منها على الإطلاق.
وقال الإعلامي
السعودي: " هذه الشخصيات المتعددة المتناقضة، أو الشيزوفرانيا القطرية، أفقدتها
كل احترام في العالم، بوجه ليبرالي في الداخل، ووجه إخواني متطرف في سياستها الخارجية.
عاصمة المتناقضات، بين دعمها وتمويلها للمتطرفين في محافظة الأنبار العراقية، واستضافتها
زعماءهم الذين يسكنون في قطر جنبا إلى جنب مع القاعدة العسكرية الأميركية التي تنطلق
منها المقاتلات لقصف الفلوجة والرمادي كل يوم! وهي مسؤولة مع إيران عن دعم الانشقاق
الفلسطيني، بدعم حماس ضد السلطة الفلسطينية. وكانت تستضيف قادة حماس والمكتب الإسرائيلي
في الدوحة".
ولفت إلى قطر عكفت
لسنوات طويلة على دعم خصوم السعودية في اليمن، ألا وهم الحوثيين اليمنيين وبعض قادة
قبائل يمنية شماليين ممن حاربوا السعودية في أواخر العقد الماضي، وقامت بتمويل معارضين
سعوديين في الداخل والخارج.
وأوضح أنه وفي
نفس الوقت ظلت تتحدث عن العلاقة الأخوية والجارة الكبرى وغيرها من الخطب الفارغة، مؤكدًا
أن صمت وصبر الدول الإقليمية على حكومة قطر هو الذي جعلها تتمادى، حتى قررت أربع دول
أخيرًا أن تلتفت إلى مصدر الفوضى بدلا من مواجهة وكلائه.
وتابع: "
مع مرور الوقت وتكاثر المصائب، تكتشف قطر تدريجيا أنها بلد صغير حقا، وأنها من دون
شقيقاتها الخليجية والعربية لا قيمة لها، ولن تستطيع العيش في سلام. اكتشفت قطر أن
قاعدة العديد الضخمة لن تحميها، وتهديداتها بالاستعانة بإيران لم تخف خصومها، ولا دعوة
الأتراك، ولا أبواق الإخوان الإعلامية، ولا تسويق المائة وسبعين مليار دولار في الغرب،
ولا شبكات الدوحة من المنتفعين في السعودية والبحرين والكويت وغيرها من دول المنطقة.
كلهم لن يفلحوا في منح الدوحة ليلة من الطمأنينة".
وخلص الراشد بالقول
إن "قطر في حاجة أن تفهم العالم القاسي على حقيقته، الحقيقة أنها عاشت وعاثت في
المنطقة، ليس لأنها قوية، بل لأن جيرانها صبورون وحليمون".