تسببت التصريحات التي أدلى بها، رئيس الوزراء سعد الحريري، في إثارة حالة من الغضب الشديد في إيران، جعلها لم تخرج لكي تنفي هذه الاتهامات فقط، بل وجهت اتهاماتها هي الأخرى وإنما للمملكة السعودية، بأنها هي من دبرت كل شيء، وأنها أرادت استغلال الحريري، لتحقيق أغراض شخصية، ولكي تجد ثغرة تدخل منها لمهاجمة إيران، وهذا ليس كل شيء فما هو أهم أتيا من قلب تل أبيب.

إسرائيل تستغل الفرصة..

من المعروف أن إسرائيل تعتبر إيران، بمثابة عدو حقيقي بالنسبة لها، وهي تريد أن تتخلص منها لأنها وبجانب التهديدات التي توجهها ضدها، فهي تشكل خطورة بالنسبة لها، ولمصالحها في جولان سوريا وتريد أن تتخلص من كل من يقدم لها الدعم، وحزب الله يعد من أقوى أنصار إيران في المنطقة، ولابد من الإعتراف بأن الحريري قد فتح الباب أمام إسرائيل دون قصد لكي توجد فرصة وتضرب حزب الله.

مصالح إسرائيل أولا..

بعد التصريحات التي قالها الحريري في خطابه من السعودية، ادعت إسرائيل أنها تفكر في صالح لبنان، وشعبها وتريد أن تساعد في التخلص من أي قوة تشكل خطورة عليها، وهي بالطبع تفكر في مصلحتها الشخصية، فمن الصعب لدولة أرتكبت مجازر دموية وقتلت المئات من أطفال لبنان، في حرب 2006 أن تهتم، لحال لبنان، أو ما يمكن أن يحل بها.

مناورات إسرائيلية مفاجئة..

بدأت إسرائيل بالفعل، في خطوات لم يحسب لها حساب، فقد وجهت مناورات جوية فوق سماء جنوب لبنان، لأنها وببساطة كانت تحاول استهداف "حزب الله"، تلك الخطوة، التي كان لها رد فعل من قبل الجيش اللبناني.

لتدق الطبول..

كان من الصعب أن تمر مناورات إسرائيل مر الكرام، وأن لا يكون لها رد فعل، غرد قائد الجيش اللبناني، على حسابه على موقع التواصل الإجتماعي، تويتر، موجها دعوة للجنود، كانت بمثابة دقا على طبول الحرب، فقد طالبهم بأن يكونوا على أتم الاستعداد، لأي خطوات من قبل إسرائيل، وفي أي وقت، مؤكدا أن الجيش لن يتهاون عن الدفاع لحماية وطنه وتراب لبنان.

نقطة ومن أول السطر..

ما أعلنه قائد الجيش اللبناني، لابد وأن يستوقفنا ولتكون دعوة للتفكير قليلا، ففي حرب 2006، التي دخلتها إسرائيل وضربت لبنان، كانت حرب تجمع بينها وبين، "حزب الله"، ولم تحاول الحكومة اللبنانية وقتها أن تقحم نفسها، وكأنها تحاول أن تحمي نفسها، كأنها تريد أن تؤكد أن معارضة لموقف، حزب الله لكن الآن وجهت إسرائيل مناوراتها فوق المواقع التابعة ل"حزب الله"، ومع ذلك كان رد الفعل من قبل الجيش الذي يمثل الحكومة والدولة، ترى ما الذي يمكن أن يرمي له ذلك؟.

ما يمكن استنتاجه، هو أن لبنان تريد أن توجه رسالة لإسرائيل، وهي أنها لن تسمح لها بأي خروقات، أو توجيه أي ضربات، لحزب الله أو أي مواقع تابعة لها، وكأنها تؤكد على أن "حزب الله" جزء من البلاد ولن يتم التخلى عنه، وهو ما يستوجب على إسرائيل أن تنتيه له، فمنذ 11 عاما، أعترف الجنود الإسرائيلين، أنهم عاجزين عن مواجهة هجمات "حزب الله"، موجهين انتقادات للحكومة، وأعتبروا أنها دخلت في حرب لا داع منها، الآن وبعد أن أعلن الجيش عن قرار يعد بمثابة، إعتراف بإنتماء حزب الله للدولة، هل ستتمكن إسرائيل إذا من المواجهة؟، علما بأنها لن تواجه "حزب الله" وحدها، بل والجيش معها.

الخلاصة..

أعلن الحريري عن استقالته، وتراجع عنها، وهو الآن في لبنان، وأكد أنه لن يترك البلاد خاصة بعد استقبال الشعب له، لكن ما قاله وهو الذي ترك أثرا، سيتضح نتائجه فيما بعد، وحتى وإن تراجعت إسرائيل عن خوض حرب ضد "حزب الله"، فقد وجه الجيش دعوة، أثبت بها أن الدولة باتت تعترف بهذا التنظيم، ولن تتركه يخوض حربا بمفرده، دفاعا عن الأرض وتراب لبنان وشعبها.