بعد الأقصى .. الأفعى الملونة تشن حرب ضمنية على مصر.. وتستغل الإسلام لتشويه صورة أرض الكنانة
الإثنين 11/ديسمبر/2017 - 09:05 م
عواطف الوصيف
طباعة
إسرائيل.. كيان صهيوني، يعتمد في المقام الأول على مبادئ وأفكار أفضل وصف لها أنها تتسم بالدونية والحقارة، ويستلزم الانتباه فالحديث هنا عن إسرائيل الآن، وليست إسرائيل التي هي نسبة لسيدنا يعقوب عليه السلام.
إسرائيل وداعش:
دائما ما كانت تصب التوجهات، حول وجود علاقة وثيقة بين إسرائيل وتنظيم داعش، علاقة هي في حقيقتها تعتمد على المصلحة، فكان من الملاحظ أن هذا الكيان الذي دائما ما يدعي أنه يعاني من الاضطهاد والعنف، لم يحاول ولو للحظة واحدة، أن ينتقد هذا التنظيم الدموي بأي صورة من الصور، بسبب التصرفات اللاإنسانية التي يرتكبها ضد المدنيين في سوريا، وفي المقابل، لم نشاهد أي مسلح ينتمي لهذا التنظيم، الذي ينادي بمواجهة أعداء الإسلام وتطبيق الشريعة يحاول القيام بأي عملية جهادية من أجل تحرير هضبة الجولان في سوريا، على الرغم من أن إسرائيل دولة إحتلال تمارس كل المحرمات، ولا تتعجب عزيزي القارئ فالسر فيما هو آت.
السر في إيران:
بعد أن دخلت إيران سوريا، وأصبحت ذات قدم وساق في دمشق، وصاحبة قوة عسكرية في دمشق، أصبحت إسرائيل تعاني من الخوف والقلق الشديد، يتوجسها الخوف من احتمالية ضياع الجولان على يد إيران، فأصبح من مصلحتها، أن توطد من علاقاتها مع "داعش"، لكي تساعدها على الوقوف أمام طهران.
إختلاق الأكاذيب وربطها بالدين:
ربما بات واضحا، اعتماد إسرائيل على المنظمات الدموية، التي تتلذذ بالدماء وقتل الشعوب, وانتهاك الأعراض، واستباحة المحرمات، لكن ما بات معروف أيضا هو أنها تستخدم الدين لمثل هذه الأغراض الدنيئة، حيث أنها تحاول استغلال الحقائق التاريخية التي معترف بها في كل الأديان والتي نقدسها لا محالة، وهي توثيق بأن إسرائيل كانت في فلسطين، أو تحديدا أرض كنعان، لكنها اختلفت الأكاذيب والمزاعم الواهية، بوجود هيكل معروف باسم، هيكل سليمان موجود أسفل المسجد الأقصى، كمحاولة مغرضة للقضاء على المسجد الأقصى، وهو ما بات مؤكدا بعد القرار الأمريكي، بالاعتراف بأن القدس عاصمة لإسرائيل، حيث استعد دعاة الهيكل، لاقتحام المسجد الأقصى، رغبة منهم للقضاء عليه، وهو ما لن يتمكنوا منه مهما حدث.
دعاية مغرضة:
تحاول إسرائيل أن تدعي أن مصر هي أكثر الدول الصديقة لها، وأكثر من يحاول أن يتعاون معها في المنطقة، كمحاولة منها لطمأنة الشعب المصري، بأنها من الصعب أن تدخل في مواجهة ضد مصر، لأنها تظن خطأ بأن ذلك سوف يكون عامل مطمئن لنا، لكن ما يستوجب الانتباه منا أن مثل هذه الإجراءات، ما هي إلا محاولات لإسقاط صورة مصر في نظر أشقائها العرب، ومحاولة التضليل، بأن مصر لا تمانع في التطبيع معها، علاوة على نشر الأكاذيب، بأننا لن نستطيع أن نقف أمامها في حال الإعتداء على أيا من إخواننا العرب، بسبب كامب ديفيد، تحاول أن تتظاهر بأنها صديقة لنا، لكن كل هذه المحاولات، ما هي إلا لحاجة في نفس يعقوب.
أفعى ملونة:
نستطيع أن نصف هذا الكيان الصهيوني بأنه مثل الأفعى، التي تتلون بآلاف الألوان، وفي نفس اللحظة، فكل الادعاءات التي تروجها عن مصر، ومحاولتها أن تظهر محبتها لنا لا لشيء سوى لأنها تريد أن تؤثر سلبا على صورة مصر، لكي يترسخ في أذهان العرب، أننا راضخون وننصاع لها في كل شيء، وهو ما بات مؤكدا أكثر بعد الذي أدلت به مؤخرا وزيرة الثقافة الإسرائيلية.
حرب ضمنية على مصر:
في الوقت الذي تمكنت فيه مصر من القيام بالعديد من الإنجازات، خلال الآونة الأخيرة، وتمكنها من حل العديد من المشكلات على مستوى الوطن العربي، تأتي وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف، لتعيب في الأذان، نداء الله لنا لمقابلته، نداء الله لنا لمناجاته، نداء الله لنا لكي ننهض ونتطهر ونقف ونصلي بين يديه، مشبهة الأذان بأنه، نباح كلاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الرئيس السيسي، هو أفضل من وقف أمام هؤلاء لأنه منع مكبرات الصوت في الأذان.
سر قرار السيسي حول الأذان:
صادف شهر رمضان المبارك الماضي، أنه أتى مع امتحانات الثانوية العامة، مما جعله يضطر لمنع استخدام مكبرات الأذان، حتى لا يكون هناك تأثير سلبي على طلبة الثانوية العامة أو دراستهم، وكان ذلك لفترة مؤقتة، والدليل على ذلك أن الآذان الآن ينور سماء مصر في كل محافظاتها، بذكر اسم الله لنشهد أن لا إله إلا هو، وأن محمد عبده ورسوله.
ناحية إحتمالية:
لا نحاول إلقاء التهم، أو التحليل بطريقة معينة، لكن حينما تأتي وزيرة الثقافة ذات التوجه العبري، الذي سبق أن أرتدت فستان عليه صورة رمزية للقدس، لتعترف بأنها عاصمة لإسرائيل، أن تشوه صورة مصر ورئيسها وتحاول، أن توهم الجميع بأننا نقف ضد الإسلام، فهذه من الصعب تفسيرها إلا بكونها حرب على ضمنية على مصر، محاولة لتشويهها ، تصويرها وتصوير شعبها بصورة سيئة، ولا ننسى بأن سيناء لا تزال حلم الصهيونية، الحلم القديم الذي تريد تحقيقه، سيناء التي يتمركز بها جماعات تابعة لتنظيم داعش، الذي لا تحاول تل أبيب مهاجمته، كونه يساعدها على تحقيق آمالها حول الجولان التي تحتلها، داعش، التي من الممكن أن تساعد إسرائيل على تحقيق الحلم لتدخل سيناء، وحينها ستستمر في ترويج الأكاذيب لتشويه صورتها، حتى لا تجد من إخوانها من يعاونها، أو يقف في صفها.
الخلاصة:
لا شك أن إسرائيل أفعى تتلون، تنشر عسلها المسموم لتحقيق أهدافها، لكنها نست، إننا نحن العرب، نحن المسلمون، لا نتأثر بمثل هذه الأساليب، نست أن مصر رفعت مكانتها في الإسلام قبل أن تكون ذات مكانة في الوطن العربي، نست أن النبي محمد رسول الإسلام، هو من نسل سيدنا إسماعيل، ابن السيدة هاجر المصرية، ويكفينا شرفا أن الإسلام أتى من نبتة هذه الأرض المصرية، ولن تتمكن إسرائيل أن تسيء لنا أو لأرض الكنانة.