مصر قائدة النضال في سبيل القضية الفلسطينية.. والقدس تعيد صفحات تاريخ الدفاع عن القضية الأهم
الثلاثاء 19/ديسمبر/2017 - 11:24 م
عواطف الوصيف
طباعة
منذ خطاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب حيال القدس وأنها عاصمة لإسرائيل، والعالم في حالة تأجج فمن ناحية العرب يجتاح الغضب قلوبهم ويؤثر عليهم يجعلهم يطالبون بضرورة الوقوف بصدد هذا القرار، أما وفيما يتعلق بدول أوروبا فالحالة تختلف نوعا ما، حيث أن التأجج الذي يشعرون به، ليس له علاقة بالغضب أو الضيق مثلما هو الحال لدينا نحن، وإنما سببه القلق والخوف من الأثار التي من الممكن أن تحدث في المنطقة، وما يمكن هم أن يدفعوه من ثمن باهظ.
قرار ترامب انتهك حرمات القدس وبناتها:
يكفي أن نتابع مواقع التواصل الإجتماعي، لكي نعرف أهم ما تشهده القدس والمسجد الأقصى من انتهاكات يومية، وإقتحامات وإهانة لشريعتنا، بسبب الشعائر التلمودية التي تقام بقلبه، علاوة على تدنيس مقابر الصحابة، عند باب الله، ناهيك عزيزي القاريء على الإهانات التي توجه لفتيات فلسطين، وضربهم ولعل ما حدث لعهد التميمي، أبنة ال17 عاما، ووالددتها خير دليل على ذلك.
كأنها لم تكتف:
يبدو أن واشنطن لم تكتف بالقرار الذي أطلقته كالصاعقة، يبدو أنها لم تكتف بم يحدث في الأقصى من إنتهاكات ومحرمات، والأهم يبدو أنها لم تشعر بخطأها ولا تزال لا تعي أن قرارها كان حاطيء، وأنه لابد من التراجع عنه، ويعد استغلالها لحق الفيتو خير الدليل على ذلك.
استحدام حق الفيتو:
استخدمت الولايات المتحدة، حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الذي تقدمت به مصر في الأمم المتحدة، حيث أدانت قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، في حين وافق أعضاء المجلس الأربعة عشر الباقون عليه.
دلالة إعتماد واشنطن على الفيتو:
لا تظن عزيزي القاريء أن إعتماد واشنطن على حق الفيتو، لكي تتمكن من فرض سيطرتها، وإجبار الأخرين على الإنصياع لقراراتهاهو من قبيل القوة، والسيادة لكنه يعكس العزلة الدولية التي تواجهها واشنطن بخصوص نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، وهو ما يعني فعليا تجاهل مطالب الفلسطينيين في المدينة التاريخية العريقة.
عودة لبضعة سنوات من الماضي:
سأحاول معك عزيزي القاريء العودة للماضي بضعة سنوات، وتحديدا لفترة الخمسينات، حيث كان للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، موقفا يشهد له، استرجاعه سيجعلنا نقارن بين الماضي والحاضر.
حلف بغداد:
وقف الرئيس جمال عبد الناصر، ضد حلف بغداد، معتبرا أنه أزمة عربية لابد من مواجهاتها، لأنه وببساطة كان يعتبر أن هذا الحلف يصب ويشكل رئيسي في مصلحة بريطانيا، التي سوف تستغله للإضرار بالمنطقى العربية، وإذلالها، وهذا الموقف ليس بالغريب عليه، فهو ناصر الأمة العربية، الذي كان حلمه دائما وأبدا، وحدة الوطن العربي وإعلاء شأنه أمام مختلف دول أوروبا التي تريد أن تقهرنا، وما يعد النقطة الأبرز في هذه القضية، هو أن جمال عبد الناصر لم يبالى بالمخاطر التي من الممكن أن تحدث، فكانت بريطانيا تهديدا حقيقيا بالنسبة لمصر نظرا لأنها تريد فرض سيطرتها على قناة السويس، لكنه كان يهتم لحال العراق، والمنطقة العربية، وهذا هو ناصر، الذي توافدت خلفه جميع دول المنطقة العربية.
مصر تتحدى واشنطن وإسرائيل:
ربما عزيزي القاريء تكون قد تداركت للسبب، وراء ما قام به الرئيس جمال عبد الناصر مع حلق بغداد، لتوضيح طبيعة العلاقة بينه وبين ما حدث مؤخرا، فقد وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، نفس الموقف تقريبا، أعلن رفضه لما حدث بل وتقدم بمشروع قرار، بؤكد أن قرار الرئيس الأمريكي، باطلا قانونا، وقف ليتحدى إسرائيل ويعلن أن القدس عربية وستظل للعرب، لأن كل ما فكر فيه هو فلسطين وحالها وأنها حق لنا نحن وليس لليهود، علما بأن ه يعي جيدا أن إسرائيل تريد أن تفرض سيطرتها على سيناء، لكنه كان ينظر أولا لمصلحة القدس، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
مصر تربك واشنطن وتتمكن من قيادة المنطقة العربية:
لا شك أن واشنطن فد شعرت بإلإرتباك الشديد، لأنها وييساطة واجهت مشروع قرار مصري، وافق عليه 14 دولة، مما جعلها تضطر للجوء لحق القيتو، وهذا يعني أنها بدأت تشعر بالإنعزال السياسي في المنطقة، والأهم أن المنطقة العربية وفي صرخة واحدة، وجهت إنتقادها لوشنطن كونها لجأت لهذه الوسيلة، أي أن مصر الآن ومثلما هو معروف عنها دائما، تمكنت من قيادة المنطقة العربية من جديد، وليس بشيء هين أو بسيط وإنما للوقوف أمام واشنطن وإسرائيل.
الخلاصة:
أثبتت مصر حبها وتقديرها لإخوانها العرب، وكيف أنها تهتم بهم في المقام الأول، يعود بنا الحاضر لصفحات من الماضي، لنستعيد كيف أصبحت مصر قلبا للوطن العربي، قائد يؤخذ برأيها ومواقفها، كيف يثور العالم لعدم الأخذ برؤيتها، وسيظل الكفاح باقيا لن يوقفنا أي محاولات لكسرنا، سنظل ندويها عالية، القدس عربية، ولا نبالي بدفع دماءنا للحفاظ على هويتنا وشريعتنا.