ليبيا بين الاستقرار والفوضي.. تركيا تزرع نيرانها ومصر لها بالمرصاد
الخميس 11/يناير/2018 - 03:32 م
عواطف الوصيف
طباعة
يعيش العالم العربي الآن حالة من التوتر الشديد، بسبب العديد من الفصائل المسلحة والجماعات الإرهابية، التي تهدف، إلى القيام بسلسلة من أعمال العنف لفرض سيطرتها علي المنطقة، وربما ما حدث مؤخرا في القدس، سيمثل لها عامل قوي تعتمد عليه للقيام بهجمات شرسة ضد الأنظمة العربية خاصة المستقره، منها لاستكمال مخطط الشرق الأوسط الجديد، متخذة من الصراع الإقليمي الجاري حالياً حول تهويد القدس ذريعة لتبرير افعالها الإجرامية، حتى لا يفكر أحد في انتقادها، بل وربما يعطيها الحق فيما تفعل.
الحاجة للسلاح
ولعل أكثر ما يمكن أن يعرقل مخططات الجماعات المسلحة على مستوى المنطقة العربية، هو نقص السلاح والذخيرة، فهذه هي الأدوات الأهم التي تعتمد عليها نظرية التطرف، بالإضافة إلي مجموعة الأفكار الخرقاء الموجهه لتدمير الفكر الاسلامي السمح، واستقطاب قطاعات من الشباب المتهور، متخزين من التراجع العربي زريعة ومبرر لانتهاج هذا الطريق مستترين بجدار الدين .
وفي حال نقص تلك العوامل تكون النتيجة هي الخسارة، والهزيمة لمثل هذه الجماعات، وما يترتب عليه من جسائر فادحه تعانيها علي مختلف المجالات، خاصة مع الفتك بالعناصر المتطرفة التي تنتهج الفكر الدموي من انصار الاغتيالات وزرع الرعب داخل المجتمعات الامنة ، لتشمل إنكسار لها ولمرتكزاتها الفكرية، ومخططاتها في المنطقة.
اليونان تلتقط طرف الخيط
وفي لحظة اتسمت بالمكاشفة والمصارحة، توصلت اليونان لما يمكن أن يكون بداية طرف الخيط، لإحدى الرؤؤس التي تدبر وتخطط وتفكر، لضرب المنطقة العربية في مقتل، فقد أكتشفت شرطة خفر السواحل اليونانية سفينة تركية على ميناء هيراكليون اليوناني، والتي كانت محملة بأطنان من الأسلحة والذخيرة والمتفجرات، وفي طريقها إلى ليبيا وأهلها.
ليبيا مؤخرا
يستلزم الإنتباه أن ليبيا، تعيش حالة من الفوضى، التي استمرت طويلا، بعد قتل الرئيس السابق معمر القذافي، مما أتاح الفرصة أمام الجماعات المسلحة والمتطرفة، لكي تفرض نفسها وتظهر على الساحة، كما أن هذه الفوضى جعلت من ليبيا هدفا لتنظيم "داعش" المتطرف، والذي قام بالعديد من العمليات المسلحة، هناك وقتل الأبرياء، وهو ما يتزامن مع اشتداد صراع العديد من الأطراف، من أجل الوصول للسلطة.
المصالحة الليبية
وتأكدت أكبر وأهم الرموز والشخصيات في ليبيا، أن الحل الأمثل، للوقوف أمام كل هذه الأزمات يكمن في إتمام مصالحة وطنية، وبالفعل أجرى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، فائز السراج، لقاء مع قائد قوات الجيش الليبي،المشير خليفة حفتر، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، لإيجاد إمكانية في حل أزمة تقاسم النفود والسلطة بالبلاد.
الرعاية المصرية
كان لمصر الدور الأهم والأبرز، بعد الله تعالى في إتمام هذا الإتفاق وهذه المصالحة، حيث كثفت وعززت من استضافة جميع الأشقاء الليبيين من أجل بناء الثقة والتوافق والتفاهم فيما بينهم، من أجل إقرار المسار نحو المستقبل على أسس من التوافق السياسي ورسم الاحتياجات الخاصة بالشعب الليبي.
وسوسة الشيطان
فلربما فلحت المصالحة وتكللت بالنجاح، وأصبح هناك نتائج إيجابية ملموسة، لكن هذا لا يمنع أنه لا يزال هناك من يوسوس لهم الشيطان، ممن ينتمون للقبائل العربية المختلفة، والذين لا يزالون يريدون التربع على عرش السلطة، ولا يمانعون أن ينخرطوا في مزيدا من المؤامرات، والحيل لكي يتربعوا على عرش السلطة، يحاولون إيجاد أي ثغرة، ولو بسيطة فقط لكي يتمكنوا من تنفيذ مخططاتهم، ووسط كل ذلك تفاجئنا تركيا.
مفاجأة من تركيا
تفاجيء الجميع بالسفينة التركية، التي أكتشفت بميناء هيراكليون، اليوناني، والمحملة بأطنان من الأسلحة والمتفجرات، ليطرح ذلك مزيدا من التساؤلات، ترى ما كان هو غرض تركيا، هل تريد أن تستغل النفوس الضعيفة في لييا، لضرب البلاد في مقتل، خاصة وأنها على مشارف إنتخابات رئاسية، أم أنها تريد أن تضرب بالمصالحة التي تبنتها مصر عرض الحائط، بمساعدة الرافضين لها في ليبيا، أو أنها محاولة لزعزعة صورة مصر في المنطقة، كون القاهرة احد القوي الاقليمية الكبيرة والتي عادت وبقوة إلي الخريطة العالمية بعد تولي الرئيس السيسي دفة الأمور.
ليبيا بين الاستقرار والفوضي
ليبيا على مشارف إنتخابات رئاسية مقبلة، وهناك حالة من التوتر، لأن هناك إحتمالية لعودة الإضطرابات مجددا، خاصة وأن نجل الرئيس الأسبق معمر القذافي، سيف الإسلام، ينوي الترشح وهو ما سيقابل بالقبول لدى الكثيرون ممن لا يزالون يؤيدوا السياسة التي كان يتبعها والده، وفي نفس الوقت سيكون في المقابل هناك المعارضين لترشحه لأنهم معارضون لأبيه ويرفضوا أن يتولى أبنه مقاليد السلطة في البلاد، أي أن الإعتراض والحمية سيظهروا على الساحة ليكون لهم عواقب وخيمة، ووسط كل ذلك تقوم تركيا بخطوة تحتاج منها أن تفسرها وتعلل أسبابها، أو على الأقل تقدم إجابات وافية للأسئلة السابق ذكرها.