موقف حصلي| لن أعيش في فاكهة أبي !
الثلاثاء 30/يناير/2018 - 04:23 م
محمد حسني
طباعة
في يوم مشمس من أيام شهر سبتمبر، المعروف بطقسه الحار، خرجت من منزلي بمنطقة "إبراهيم بك" في الظهيرة، حليق الرأس درجة "زيرو"، آثر اختبارات القدرات واللياقة البدنية للكلية الحربية، أمشي عريض الكتفين، بجسم مفرود نتيجة شهور من الإعداد البدني، قاصدًا في طريقي محلات شارع شبرا، لشراء "كوتش" ماركة "نايك" استعدادًا لموسم الكليات ولإضافة الأناقة لطقم رياضي في "الجيم".
بسرعة مكوك اتجهت من شبرا الخيمة إلى شبرا مصر، كأن الفرق بينهم مثل الفرق في مسمى كل منها، اشتريت "كوتش"، وللعودة ركبت أتوبيس هيئة نقل عام رقم "28" خط "التحرير – إبراهيم بك" لتوفير راحة كافية للتمرين، حتى وصل لمحطته التي قصدتها "كوبري عرابي"، كان قبلها استلمت اتصال تليفوني من والدي، طالبًا مني شراء الفاكهة من بائعة بعينها تجلس أسفل "كوبري عرابي"، كان ذلك الطلب كافيًا لإثارة غضب نجم عنه بركان بداخلي، وترددت عبارات "يعني أنا راكب الاتوبيس ومستحمل عشان هنزل قدام البيت يقوم الحج يقولى أنزل هات فاكهة !".
وكأن اتصال والدي لم يكن لغرض الشراء، بل كان لاستدعاء القدر الذي لولا نزولي من الأتوبيس لما حدث، اشتريت الفاكهة، واتجهت للكوبري مجددًا، قاصدًا "ميكروباصات" محطة المرور، وعندي وصولي للموقف كان هناك "ميكروباص" ينقصه فرد واحد، لم انتبه له وبكل غرور، رفضت صعوده، وفضلت انتظار آخر.
ثواني وجاء "ميكروباص" آخر ماركة "رمسيس التركي"، ركبت في الكرسي الأمامي بجانب السائق، ذلك المقعد الذي لا يتسع إلا لفرد واحد، ولكن ما نعهده هو صوت السائق المصحوب بدخان السيجارة "الكرسي ده بيقعد فيه 2 يانجم"، دقيقة أو أقل صعد بجانبي كهل كبير في السن.
أشعل السائق المحرك وأنطلق على الكوبري كأنه يقود "فيراري" وليس "ميكروباص راما" عفا عنه الزمن، ما أن جاءت نزلة الكوبري حتى بدء القدر بتكشير أنيابه وبصوت رفيع من السائق "مفيش فرامل" !!.
وكأن الثواني التي مرت حتى أنقلب "الميكروباص" ساعات رأيت فيها كل لحظة فارقة في حياتي، وانقلب "الميكروباص" على جانبه الأيسر حتى استقر على الأرض مكملًا المشهد بزحفة على الأرض طالت لمسافة 70 متر تقريبًا.
ما أن سكن "الميكروباص" حتى وجدت نفسي أقف مكاني وكانت قدمي فوق السائق فاقد الوعي، وخرجت من الزجاج الأمامي من "الميكروباص"، لم أشعر بأى آلم، حتى وقعت عيني على ذراعي الأيسر، الذي وجدت عليه نهر من الدماء، ولم أجد الكتف الأيمن من قماش"التيشرت"، لحظيًا خلعت "التيشرت" وقذفته بعيدًا متفحصًا كتفي المجروح، ومن حرارة الموقف كانت عضلات "الباي والتراي والبينج" بارزة، لم أنتبه لتلك الفتيات الناظرة لي في دهشة وذهول، ليس من جمال العضلات، ولكن من ذلك النهر الذي خلفته بعض الجروح في الكتف.
لم أتذكر وقتها إلا مكالمة والدي لشراء الفاكهة التي بدونها لما حدث كل ذلك..
بسرعة مكوك اتجهت من شبرا الخيمة إلى شبرا مصر، كأن الفرق بينهم مثل الفرق في مسمى كل منها، اشتريت "كوتش"، وللعودة ركبت أتوبيس هيئة نقل عام رقم "28" خط "التحرير – إبراهيم بك" لتوفير راحة كافية للتمرين، حتى وصل لمحطته التي قصدتها "كوبري عرابي"، كان قبلها استلمت اتصال تليفوني من والدي، طالبًا مني شراء الفاكهة من بائعة بعينها تجلس أسفل "كوبري عرابي"، كان ذلك الطلب كافيًا لإثارة غضب نجم عنه بركان بداخلي، وترددت عبارات "يعني أنا راكب الاتوبيس ومستحمل عشان هنزل قدام البيت يقوم الحج يقولى أنزل هات فاكهة !".
وكأن اتصال والدي لم يكن لغرض الشراء، بل كان لاستدعاء القدر الذي لولا نزولي من الأتوبيس لما حدث، اشتريت الفاكهة، واتجهت للكوبري مجددًا، قاصدًا "ميكروباصات" محطة المرور، وعندي وصولي للموقف كان هناك "ميكروباص" ينقصه فرد واحد، لم انتبه له وبكل غرور، رفضت صعوده، وفضلت انتظار آخر.
ثواني وجاء "ميكروباص" آخر ماركة "رمسيس التركي"، ركبت في الكرسي الأمامي بجانب السائق، ذلك المقعد الذي لا يتسع إلا لفرد واحد، ولكن ما نعهده هو صوت السائق المصحوب بدخان السيجارة "الكرسي ده بيقعد فيه 2 يانجم"، دقيقة أو أقل صعد بجانبي كهل كبير في السن.
أشعل السائق المحرك وأنطلق على الكوبري كأنه يقود "فيراري" وليس "ميكروباص راما" عفا عنه الزمن، ما أن جاءت نزلة الكوبري حتى بدء القدر بتكشير أنيابه وبصوت رفيع من السائق "مفيش فرامل" !!.
وكأن الثواني التي مرت حتى أنقلب "الميكروباص" ساعات رأيت فيها كل لحظة فارقة في حياتي، وانقلب "الميكروباص" على جانبه الأيسر حتى استقر على الأرض مكملًا المشهد بزحفة على الأرض طالت لمسافة 70 متر تقريبًا.
ما أن سكن "الميكروباص" حتى وجدت نفسي أقف مكاني وكانت قدمي فوق السائق فاقد الوعي، وخرجت من الزجاج الأمامي من "الميكروباص"، لم أشعر بأى آلم، حتى وقعت عيني على ذراعي الأيسر، الذي وجدت عليه نهر من الدماء، ولم أجد الكتف الأيمن من قماش"التيشرت"، لحظيًا خلعت "التيشرت" وقذفته بعيدًا متفحصًا كتفي المجروح، ومن حرارة الموقف كانت عضلات "الباي والتراي والبينج" بارزة، لم أنتبه لتلك الفتيات الناظرة لي في دهشة وذهول، ليس من جمال العضلات، ولكن من ذلك النهر الذي خلفته بعض الجروح في الكتف.
لم أتذكر وقتها إلا مكالمة والدي لشراء الفاكهة التي بدونها لما حدث كل ذلك..