"اللهو الخفي".. أين فر عناصر "داعش" بعد الضربات الموجعة للتنظيم في سوريا والعراق؟!
الثلاثاء 06/فبراير/2018 - 02:48 م
عواطف الوصيف
طباعة
داعش.. ربما لا يزال من الصعب إيجاد وصف محدد له، فهو ليس تنظيما دمويا فقط بل ظاهرة، لكن ما يعد أهم من إيجاد وصف لها، هو أنه وبعد أن شعر الكثيرون بأن هذا التنظيم أوشك على الانتهاء واقتربت نهاية العمليات الإرهابية، يعود الخطر من جديد لينتاب المنطقة ويبث فيها الخوف والقلق.
وفقا لتقارير تابعة لجهات استخباراتية أمريكية، أن الآلاف من مقاتلي تنظيم داعش، قد تمكنوا من الفرار من سوريا، وأنهم يعدون العدة ويستعدون لبدء جولة قتال جديدة، وربما تكون ذات استراتيجية مختلفة تماما عن ما سبق.
أمر مبكر
أكدت تقارير الاستخبارات الأمريكية، أن مقاتلي هذا التنظيم وبعد هروبهم من سوريا، قد انتشروا في العديد من الجبهات الأخرى، لكن في نفس الوقت استقر البعض منهم ووفقا لهذه التقارير بالقرب من العاصمة دمشق، مما يعني أن الحديث عن هزيمة التنظيم ما زال أمراً مبكّراً.
أين فر مسلحي "داعش"
وحسب تلك التقارير، فإن المقاتلين فرّوا من مواقع القتال إلى الجنوب والغرب من خلال خطوط جيش النظام، إذ تمكّنوا من التسلّل، مشيرةً إلى أن الكثير منهم بانتظار الأوامر، التي يمكن أن تأتيهم من قادتهم عبر رسائل مشفّرة، مع التأكيد على أن مقاتلي هذا التنظيم دفعوا آلاف الدولارات للمهرّبين من أجل إجلائهم خارج الحدود إلى تركيا، ومن هناك انطلق الكثير منهم في رحلة العودة إلى أوطانهم، خاصة إلى أوروبا.
التقييمات الاستخبارية وتقديرات الدفاع
ربما يكون من الضروري الإشارة، إلى نقطة هامة وهي أن هذه التقييمات الاستخباراتية تعد مضادة لكل التقديرات التي سبق وقد وضعها وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، حيث أنه أكد من قبل أن قوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، تعمل من أجل تطويق مقاتلي التنظيم وإبادته
بانوراما تصريحات مسئولي واشنطن
يتطرق الحديث عن تنظيم "داعش" في أكثر من جبهة، لذلك ربما يكون من الضروري، أن نقوم ببانوراما وجولة لنستعرض أهم التصريحات الرسمية التي صدت عنه، وتحديدا من مسؤولون أمريكيون، للتأكد من مدى صحة ما ورد في تقارير واشنطن الاستخباراتية عنه.
وفي هذا الإطار، على سبيل المثال قال وزير الأمن الداخلي الأمريكي، كريستين نيلسن، في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي: "الجهاديين يسيرون تحت الأرض بحثاً عن ملاذات آمنة”، مؤكدا أنه قام ببحث شامل وعلم أن الكثير منهم عادوا إلى بلدانهم الأصلية.
أما وفيما يتعلق بالجنرال بول جي سيلفا، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، فقد قال للصحفيين، الأسبوع الماضي: " قيادة تنظيم الدولة ما زالت موجودة وتعمل، خاصة عبر مواقع التواصل من خلال شبكة سرية من المقاتلين"، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من استمرار عمل التنظيم فإنه لم يعد قوياً كما كان سابقاً، خاصة بعد هزيمته في الموصل شمال بغداد، على يد الجيش التركي المدعوم من التحالف الدولي.
تضارب بين ترامب وممثلي مخابراته
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كثيرا أنه تم تحرير كافة الأراضي التي كان يسيطر عليها "داعش" في العراق وسوريا، لكن وعلى الرغم من هذا التصريح، إلا أنه يبدو وكأن مسؤولي الجيش والمخابرات، كان لهم رأي أخر، حيث أكدوا أن هذا التنظيم لا يزال كل شيء عنه مبهما، وأنه من الممكن أن يقوم أتباعه بتوجيه أي هجمة في أي وقت وبدون سابق إنذار.
حرب العصابات
قرر العديد من محللي واشنطن، أن يقدموا رؤيتهم حيال قضية داعش، فهم يعتبرون هذا التنظيم وبعد أن فقد سيطرته عن الأراضي التي كانوا قد أستولوا عليها لم يعد أمامهم سوى اللجوء إلى حرب العصابات من أجل ترهيب المدنيين، مع الإشارة إلى أن هذا التنظيم، من الممكن أن يتحول وبسهولة إلى منظّمة سرّية، تعمل بشكل أكبر على تكتيكات غير متماثلة، مثل التفجيرات الانتحارية، كما حصل في بغداد خلال الفترة الماضية.
عدد الفارين من داعش
ربما تكون أكدت الاستخبارات الأمريكية، أن هناك عدد من مسلحي "داعش"، قد تمكنوا من الهرب، لكن وفي نفس الوقت من الصعب تحديد عددهم بدقة، فقد أفيد أنهم فروا إلى الصحراء، بين سوريا والعراق، لكن كل ما هو معروف عن عددهم، هو أنه يقدر بالآلاف فقط.