سلوى حجازي.. من الإعلام للمخابرات المصرية.. واغتالها اليهود الجبناء
الجمعة 09/مارس/2018 - 02:37 م
أسماء حامد
طباعة
يعتبر يوم 9 مارس من كل عام، هو اليوم الذي خصصته مصر للاحتفال بيوم الشهيد، ولم تكن الرجال فقط هم من ضحوا من أجل أوطانهم، ولكن هناك نساء قدمن النفيس والغالي من أجل أوطانهن، ولم يعرف عنهن الكثيرون.
الشهيدة سلوى حجازي، الذي ذاع صيتها كمذيعة واعلامية قديرة، ومثلت التليفزيون المصري في العديد من المؤتمرات الدولية، كما سافرت في بعثات تليفزيونية إلى عدد من العواصم الأوروبية؛ لأن ثقافتها ولغتها الراقية وحضورها الدائم، مكنها من التعامل في الوسط الإعلامي العالمي والمصري، وكانت رمزًا للجمال والشياكة واللباقة.
وولدت سلوى حجازي في مدينة القاهرة في 1 يناير 1933، وتخرجت من مدرسة الليسيه فرانسيه الفرنسية. وكانت من أوائل الخريجين في المعهد العالي للنقد الفني، كما صدر لها ديوان شعر بالفرنسية ترجم إلى العربية هو "ظلال وضوء"، وكان الشاعر كامل الشناوي من كتب مقدمته، كما قدمت عددًا من البرامج الشهيرة آنذاك، ومنها "شريط تسجيل"، "العالم يغني"، "المجلة الفنية" و"عصافير الجنة"، واشتهرت بلقب ماما سلوى.
وعرفها كثيرون بالمذيعة الجميلة التي أجرت أفضل الحوارات مع كبار الفنانين، ولكنها في الحقيقة كانت سيدة مخابرات من الدرجة الأولى، ونفذت العديد من المهام المخابرتية السرية، وكانت صاحبة الفضل في إبلاغ المخابرات المصرية معلومات عن الدفاع الجوي الإسرائيلي، وتدمير رادرات اليهود في سيناء.
حيث لعبت سلوى حجازي دور أثناء حرب 73، حيث كانت في رحلة مخابراتية إلي ليبيا فبراير 1973، وكانت مهمتها إستلام ميكروفيلم ورسومات تخطيطية لتحركات الجيش الإسرائيلي ومواقع الرادارات الإسرائيلية في سيناء.
وبالفعل سافرت عام 1973، ضمن بعثة تليفزيونية إلى ليبيا برفقة المخرج مصطفى عواد؛ لتصوير حلقات للتليفزيون هناك وفي رحلة العودة 21 فبراير ركبت “سلوى” الطائرة، لكن لم تشأ لها الأقدار أن تصل إذ اعترضت طائرتها التابعة للخطوط الليبية، صاروخ طائرة الفانتوم الإسرائيلية أسقطتها داخل سيناء التي كانت محتلة في ذلك الوقت.
ولكن وصلت الخرائط والميكروفيلم لمصر، حيث عندما لاحظت سلوى حجازي بأن هناك من يراقبها ويراقب أمتعتها وملابسها قبل صعودها إلي الطائرة في ليبيا، لذا قامت بتسليم الخرائط والميكروفيلم لظابط مخابرات مصري كان موجود في المطار لمراقبتها وتأمينها قبل ركوب الطائرة، وكانت هذه المعلومات سببًا في تدمير أغلب الرادارات الإسرائيلية في الطلعة الجوية الأولي في حرب أكتوبر1973.
ومنحها الرئيس أنور السادات وسام العمل من الدرجة الثانية، وذلك فور وفاتها عام 1973 باعتبارها من شهداء الوطن.