كنت أريد دراسة الآثار بشكل عام، لم يساعدني مجموعي على الدخول لكلية الآثار، فالتحقت بكلية الآداب قسم الآثار، ودخلت شعبة الآثار الإسلامية، وأحببت القسم منذ اليوم الأول للدراسة، لأني اكتشفت مدى توسع الآثار الإسلامية في كل مكان في مصر وخارجها، فكل مكان شهد دخول المسلمين وحكمهم، يحتوي على آثار إسلامية، كما أنه أقرب الآثار تاريخيا وجودا في الوقت الحالي، وعن العمارة التي اخترت أن أتخصص فيها في الماجستير، لأنه التخصص الأشمل بين كل التفرعات الخاصة بالآثار الإسلامية، لأن من خلال العمارة نتعرف على الكتابات الموجودة على الجدران، وكذلك المسكوكات لمعرفة حالة الدولة الاقتصادية في الوقت الذي بني فيه هذا الأثر، وأيضًا الفنون المرسومة على الأثر.

ما هي النشاطات التي قمت بها قبل تأسيس الصفحة؟

قبل الصفحة، تطوعت بمتحف الفن الإسلامي، وكنت أساعد المترددين على المتحف لمعرفة الآثار الإسلامية الموجودة بالمتحف، مما زادني طاقة أكبر على الشرح والتوضيح، وتم من خلال المتحف تنظيم عدد من الزيارات للمتحف أكثر، كذلك تنظيم شروح تبسيطية للأطفال المصاحبين لأهاليهم، كصياغة الحكاية الأثرية في حدوتة أثناء النظر إلى القطع الأثرية المرتبطة بأحداث القصة، أو تصوير شخصيات القصص بالصلصال، وفي بعض الأحيان ننظم مسرحية للأطفال يمثلون فيها القصص التي شرحناها لهم وغير ذلك من أنشطة تساعد الأطفال على تذكر الحدث. 

كما قمنا بتنظيم قوافل خارجية منها، مستشفى 57357، لتعريف المرضى بالآثار الإسلامية، وكان لها أثر جيد على الموجودين هناك. 

ونحاول أيضًا تنظيم رحلات مع المدارس، لزيارة المتحف، وتعريف طلبة المدارس بالمتحويات الموجودة هناك وأكثر المشتركين معنا كانت مدارس دولية. 

ومن خلال المتحف، وجدت الكثيرين من الطلبة والطالبات، بعد زيارتهم للمتحف ومعرفتهم بإمكانية التطوع، في المكان، تقدموا إلى الدورات المتخصصة بالفعل، وأصبحوا متطوعين ومتطوعات معنا بالمتحف.

متى أسست صفحة الحرملك ؟ 

بعد مشاركتي في المتحف بفترة نصحني عدد من الأصدقاء على رأسهم الدكتورة جيهان درويش، وأسست الصفحة الخاصة بي على موقع الفيس بوك " الحرملك"، وكانت باب جديد لعدد من الناس، الساعين لمعرفة المزيد عن الآثار الإسلامية، لم أكن أتوقع عددهم.

ما هي أول زيادة قمت بها بعد تأسيس الصفحة ؟

أردت التركيز على الأماكن التي ليس عليها تسليط ضوئي كافي، فكانت أول زيارة لمنطقة الجمالية، ثم بعد ذلك زرنا خرنفش وبجروان، والباطنية، والإباجية، والعديد من الأماكن الأثرية غير المعروفة أو المعروفة بشكل مبسط جدا للناس، كما أنها للأسف غير موجودة على خريطة التوزيع للسياحة الإسلامية لعرضها على السياح، المقتصرة على السلطان حسن والرفاعي والقلعة، وبعيدا عن الآثار الإسلامية، كأثر تاريخي، لكن الحكايات الخاصة بهذه الآثار، مرتبطة جدا بما نمر به يوميا في حياتنا، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

ما هي أبرز المشاكل التي واجهتيها مع الناس أثناء الزيارات الأثرية ؟

من أبرز المشاكل التي قابلتني مع الناس، أن حوالي 90% منهم، لديهم معلومات مغلوطة، إما أنها معلومات متوارثة أو معلومات مأخوذة من الانترنت كتبها غير متخصصين، فتخرج المعلومات منقوصة ومغلوطة، يقرأها الكثيرين للأسف منهم لا تتاح لهم فرصة التصحيح لهذه المعلومة، بالإضافة إلى مشاكل أخرى خاصة بالآثار نفسها، وهي الأماكن التي تحتاج إلى ترميمات، ومزيد من الاهتمام حتى تستمر قائمة بيننا، خصوصا وأن هناك عدد من الآثار لا تحتاج إلى نفقات ضخمة لأن الترميمات التي تحتاجها بسيطة، وأيضًا تحتاج إلى تسليط إعلامي أكبر، لجذب السياح وتعريفهم بهذه الآثار المجهولة بالنسبة لهم.


ما هي أبرز الأماكن الأثرية التي طٌلب منك إعادة زيارتها ؟

من أكثر الأماكن التي كانت تعد مهجورة تمامًا، هي منطقة الإباجية، خاصة بعدما صورت فيديو، لمسجد شاهين الخلوتي، وهو من أجمل الأماكن الموجودة في الإباجية، ومعلق على جبل المقطم، يتم الصعود لها بالتسلق، فأتت إليّ طلبات لزيارة هذا المكان، بالرغم من أن أغلب الآثار الموجودة في هذا المكان متكسرة، فيما عدا جامع السادات الوفائية هو الوحيد الذي يعتبر قائم إلى حد ما، وكذلك حارتي الخرفنش والبرجوان وهما حارتان متفرعتان من شارع المعز، ومنطقتي السروجية والمغربلين.

من أكثر الداعمين لك؟ 

أكثر من الداعمين لي، دكتورة جيهان درويش، مدرب إرشاد سياحي بجامعة الدول العربية، ومرشدة سياحية ألماني، وهي من أرقى الشخصيات التي تقابلت معها، هي تبلغ من العمر 63 عام، دائما تدفعني للأمام، وأحيانا تنزل معي الزيارة مع الناس، وتسجل الكثير من كلامي، وتوجهني كثيرًا، والأستاذ طارق الشريف مرشد سياحي إيطالي، متخصص في الحضارة المصرية القديمة، يدعمني كثيرًا في مشواري، حتى أنه كثيرا ما تطوع بالشرح لمن أراد من مجموعتي معرفة معلومات عن آثار مصرية قديمة، فيصحبهم بالزيارة لهذه الأماكن ويشرح لهم دون أي مقابل، إلى جانب الدكتور محمد الباز، أستاذ دكتور طب أطفال بكلية الطب جامعة القاهرة، ولكنه أكثر من 30 سنة خبرة في الآثار الإسلامية.

ما هي الأماكن الأثرية التي تخططين لزيارتها في الفترة القادمة ؟

العباسية، أريد تنظيم زيارة لمنطقة العباسية، فالكثيرون لا يعرفون أنها تحتوي على العديد من الآثار الإسلامية فالمنطقة بداية من اسمها هي نسبة إلى الخديوي عباس حلمي الأول، فهو كان يحب دائما بناء القصور في أماكن متطرفة وبعيدة، ليجلس فيها وحده، وبعد وفاته قامت والدته بمبا قادين، بإنشاء سبيل أم السلطان عباس الموجود في شارع الصليبية، كسبيل خيري على روح ابنها، وشارع الخليفة أيضًا يحتوي على العديد من الآثار التي قاربت على الاختفاء، وقرافة الإمام الشافعي، والمجاورين.

واسم العباسية نفسه قبل أن يكون باسم العباسية، كان اسمها منطقة الطبالة، وارتبط هذا الاسم بالخليفة الفاطمي المستنصر، كانت هناك سيدة، تسير في الشوارع بطبلة، وتطبل في المنازل أو الموالد، وتتحصل نظير ذلك على أجر من الناس، ولما حدث خلاف بين المستنصر، والخليفة العباسي، وهزمه في المعركة التي دارت بينهما، فقالت هذه السيدة المعروفة بالطبالة للخليفة المستنصر أبيات شعرية، تمجده بهم، فأعجب الخليفة بالأبيات الشعرية فسألها ماذا تريد، فطلبت أن تملك أرض الفجالة والعباسية ( حاليا ) معا، وأصبحت ملك لها.


ما هي طموحاتك بشأن الصفحة؟

أريد أن تصبح هذه الصفحة، قادرة على نشر الوعي بالثقافة الإسلامية للناس، وأن يزيد عدد من المستفيدين منها، وأن تكون داعم قوي وتشجيع لهم على زيارة أماكن الآثار الإسلامية خارج مدينة القاهرة، فمثلا عندما أعلنت عن زيارة طنطا، سألني كثيرون ماذا يوجد في طنطا ؟ لكن طنطا تحتوي على آثار عديد، ليس فقط السيد البدوي، لكن مجموعة أحمد بك المنشاوي، السبيل الأحمدي، قصر الأميرة فريال، مسرح طنطا التي غنت عليه أم كلثوم، ولا أبالغ إذا قلت أن كل محافظة في مصر تحتوي على أثر إسلامي، لذلك أريد أن تكون الصفحة عامل أساسي لتعريف الناس بهذه الآثار.