"إسماعيل بيومى".. بطل حرب التحرير: رفضت العلاج لاستكمال مهمتى في جبهة القتال
السبت 26/مايو/2018 - 06:34 م
أميرة أحمد
طباعة
سردت حرب العاشر من رمضان، آلاف القصص التى تتوج شجاعة الجندى المصرى فى مواجهة العدو والثأر لكرامة وعزة الوطن، تلك القصص التي لا يزال صداها يتردد بين جيل وآخر وتسطر صفحات التاريخ بقصص مشرفة لأبطال ضحوا بأرواحهم أو حصلوا على شرف فقدان أجزاء من جسدهم فداءا لوطنهم.
إسماعيل بيومى، أحد أشهر أبطال حرب العاشر من رمضان ويوم السادس من أكتوبر عام 73 وإبن الإسماعيلية الملقب بقاهر خط بارليف.
يستعيد بيومى مع "بوابة المواطن" الإخبارية، ذكريات الحرب التي بدأت عام 69 عقب إلتحاقه بالتجنيد، فى الفرقة 19 بسلاح المهندسين تحت قيادة الشهيد العميد أحمد حمدى، قائد وحدات الكباري بسلاح المهندسين، والتى شهدت التدريب على بناء السواتر الرملية وكيفية عبور قناة السويس لمدة 4 سنوات. ويقول بيومى: فى أول أيام رمضان تحركنا إلى معسكر الشلوفة بالسويس بعد نقل المعدات وماكينات المياه والقوارب المطاطية والفلنكات، وواصلنا التدريب خلال تلك الفترة وحراسة المعدات، وفى العاشر من رمضان فوجئنا بطائرات الجيش المصرى تحلق فى سماء سيناء، ثم تحركت قوات المشاة لعبور القناة وتحطيم خط بارليف، وسط فرحة كبيرة بيننا بالانتصار الذى تحقق خلال ساعات من بدء الحرب.
ويضيف بيومى، فى اليوم التالى تعرضت للإصابة فى وجهى وجسدى بشظايا من صاروخ اسرائيلى وشاهدت جثث زملائه الشهداء، وتعرضت لنزيف شديد وتمكنت من السباحة حتى الضفة الغربية للقناة وتلقيت الإسعافات الأولية ولكننى رفضت إحالتى للمستشفى لتلقى العلاج حتى لا أترك موقع القتال، واستكملت أداء مهمتى فى المرور بالقوارب على الكبارى وتأمينها ونقل أسرى العدو والجرحى للضفة الغربية من خلال نقاط خاصة لتوجيههم إلى الكتائب الطبية والمستشفيات، وكان وجهى مغطى بالكامل إثر الإصابة ولكنها لم تمنعنى من استكمال مهمتى، حتى يوم 24 أكتوبر وأثناء حراسة الموقع الخاص بالقوات المتجهة إلى الدفرسوار أصيب ذراعى الأيمن بشظايا صاروخ وفقدت ذراعى بعدما تحطمت عظامه بالكامل وتوجهت للكتيبة الطبية بسيناء للعلاج خاصة وأن حالتى كانت خطيرة للغاية، وكان الجميع يشهد لى بالكفاءة والبطولة فى العمل حتى أطلق على لقب "قاهر خط بارليف".
يعود بيومى الذى يبلغ من العمر 70 عاما، ليسترجع فترة الطفولة ويؤكد أنه حمل السلاح فى العاشرة من عمره وكان يسكن فى منزل جده بالإسماعيلية، الذى كان مقرا للفدائيين وأبطال المقاومة الشعبية، الأمر الذى ساهم فى زرع الإنتماء بداخله والرغبة فى تحرير بلده من العدو. ويقول" تمنيت منذ الصغر أن أشارك فى طرد العدو الإسرائيلى من مصر، ورفضت مغادرة الإسماعيلية خلال سنوات التهجير، وبدأت أشارك فى تنظيمات المقاومة الشعبية، وبداخلى غضب تحول إلى قوة فى مواجهة العدو والرغبة فى تحرير مصر وعودة أبناء بلدى من الإسماعيلية ومدن القناة إلى منازلهم.
يذكر أن إسماعيل بيومى حصل على نوط الشجاعة من الدرجة الثانية، ودرعى الجيشين الثانى والثالث الميدانى ويمارس حاليا عمله التطوعى فى جمعية المحاربين القدامى، وعلى الرغم من مرور 45 عاما تظل قصص أبطال حرب التحرير شاهدة على ملحمة من العمليات الفدائية وفخرا فى تاريخ مصر.