"في ذكرى النكسة" حين حارب عبد الناصر من أجل سوريا وحافظ الأسد سَلَّم الجولان
شهادة حق
واجه الرئيس الراحل سبل من الإتهامات التي لا حصر لها، وأنه هو المتسبب الأول وراء ضياع كل هذه الأجزاء الغالية من أوطاننا الغالية، ونحن لا نحاول إعفاءه من المسؤولية، فالبتأكيد، هناك قدرا كبيرا من المسئولية يقع على عاتقه، لكن وما يستلزم الإنتباه له، أنه لم يكن وحده، فقد كان معه كل من المشير عبد الحكيم عامر، ووزير الحربية شمس بدران، أما وفيما يتعلق بالجولان، فقد كشف النقاب، عن حقيقة تعد كارثة، تؤكد أن نكسة 67 لم تكن سببا في ضياعها من الأساسـ وإنما يمكن القول بأنها تم تسليمها بدم بارد للإسرائيليين.
وحدة مصر وسوريا
للكشف عن الحقائق، لابد وأن نعود لحقبة الوحدة بين مصر وسوريا، والتي لم تستمر
طويلا، فقد بدأت الفرحة عام 1958، لكن سرعان ما ضاع الحلم في 1961، بسبب خمسة من الضباط
سوريون، وتحديدا من عرفوا بـ"حزب البعث" والذي كان على رأسهم "حافظ
الأسد وصلا سويداني".
التخلص من الكفاءات العسكرية
أكد موفق عصاصة، الذي كان قائد سلاح الجو السوري 1961، أن رموز حزب البعث تعمدوا
التخلص من كل ضباط الجيش، أصحاب التوجهات الناصرية، لكن ما يعد غريبا حقا، هو ما
أكده من أنهم تعمدوا التخلص من كل الكفاءات، أو من لديهم قدرات عسكرية، يشاد بها.
صراع حزب البعث وانقلاب جديد
شهد الثالث والعشرون من فبراير عام 1966، صراع بين أعضاء حزب البعث لتشهد دمشق
انقلابا عسكريا جديدا، وتشهد تغيرات في الجيش، لكن لا تظن عزيزي القاريء، أنه
انقلاب مصحوب بتجديدات إيجابية لحماية الجبهة السورية العسكرية، أو الجولان، فقد
ظل الوضع كما هو عليه، ولم يتم مواجهة الدمار، الذي سببه الجاسوس إيلي كوهين،
وتركه سوريا والجولان مكشوف تماما، وهو أمر أخر مثير أكثر للدهشة والتعجب، فالقادة
حينذاك وعلى رأسهم حافظ الأسد، كأنهم كانوا يقصدون، وضع سوريا والجولان وبحيرة
قنيطرة فريسة في يد إسرائيل.
سوريا توهم العرب وتتعمد إحراج عبد
الناصر
أوهمت سوريا العالم العربي، أن هناك حشود إسرائيلية عسكرية، على حدود الجبهة
العسكرية الجولان، وهو ما كان أكذوبة، ولا أساس لها من الصحة، ويقال حول هذا الشأن
من كبار المحللين السياسيين من قلب سوريا نفسها، أن القيادة الحاكمة حينها أرادت
إحراج عبد الناصر وتصغيره أمام العالم العربي، الذي كان عاشقا له، وكانت عروبة ناصر
سببا في رفضه لفكرة التواجد الإسرائيلي على أي شبر في الوطن العربي، ولكنها كانت
سببا أيضا في تسرعه وإتخاذه قرار لضخ الحشود، والاستعداد للحرب.
عدم تنسيق
أشعلت سوريا فتيل الغضب، فقد نشرت
شائعات، بأن الحشود الإسرائيلية، على مشارف الجولان، وجعلت عبد الناصر يحشد قواته
للدفاع عن أخوته في دمشق، وعلى الرغم من ذلك لم تحاول التنسيق مع القيادة المصرية،
لم تحاول أن تعرف ما هي الخطوات التي تتبعها قوات الجيش المصري، والتي راح ضحيتها
المئات من الأرواح والدماء، التي أسيلت.
إخلاء الجولان من سكانه وتخاذل حافظ
الأسد
أكد سفير سوريا في فرنسا سامي الجندي في هذه الفترة، أنه تم إخلاء الجولان من
سكانه بالكامل قبل الحرب بيوم واحد تلك الخطوة التي لم تكن مفهومة على الإطلاق،
والأغرب أنه وحينما طالب ملك الأردن حينها من سوريا أن تتعاون معه في توجيه
طائراتها ضد طائرات إسرائيل، للرد على هجماتها ضد مطارات القاهرة، التي تدمرت
بالكامل، وكان رد حافظ الأسد صدمة، حيث نوه أنها تقوم برحلة تدريبية!!!
إسحاق رابين
قال إسحاق رابين، وهو أحد الجنرالات العسكريين الإسرائيليين في هذه الحقبة في
مذكراته، عن هذا التصرف:
"حين كانت مصر والأردن غارقين في المعارك ضدنا، ظلت سوريا جامدة، فحزب البعث
الذي أشعل الفتيل يقف صامتا متخاذلا".
6 يونيو 1967
طالب ضباط الجيش السوري من القادة
المشاركة في الحرب، ومواجهة إسرائيل ولكن كان الرد، هو أنه لا يوجد أوامر بذلك أو
الدخول في مواجهة، مما يوحي أن الضباط يخشون على الجولان، والقادة لا يترددون في
التنازل عنها لإسرائيل، وكانت المفاجأة أنهم أمروا الجنود بالانسحاب إلى تل الفرس.
بلاغ 66 الكاذب
إغتيال دريد المفتي
أفاد الزعبي، أنه تم إغتيال سفير سوريا في أسبانيا دريد المفتي، لأنه علم بإتصالات
سرية بين سوريا والخارجية الأمريكية، مرجحا أنه ربما يكون علم أسرار تؤكد النخلي
عن الجولان لإسرائيل بوساطة مصرية، مؤكدا أن النظام السوري حينها، والتي كان يرمز
لها حافظ الأسد، يغتال كل من يعرف أي معلومة أو سر، طالما أنه يمس حافظ الأسد،
ومجموعته، منوها أن حافظ الأسد ومجموعته تعمدوا زعزعة استقرار الجيش وقواته،
لتسهيل دخول إسرائيل الجولان وفرض سيطرتهم عليها.
نقطة نظام
يعد كل ما كشف وتم سرده، هو أسرار لصندوق أسود يتعلق بالرئيس حافظ الأسد، يثبت
كارثية ما قام به من التضحية بالجولان، وتسليمها بدم بارد لإسرائيل، والهدف من
السرد التفصيلي السابق هذا، هو التأكيد على أن الرئيس جمال عيد الناصر، لم يكن له
يد فيما وقع وحل بها، وإنما هي جريمة حافظ الأسد، لكن النقطة الأهم، ربما كشف سر
أن نكسة 67 لم تكن سبب في ضياع الجولان، فإذا ما هو السر الذي جعل الأسد يضحي
بأرضه ويتركها فريسة في يد ممثلي الكيان الصهيوني، هذه هي النقطة التي لابد وأن
تفكر فيها عزيزي القاريء العربي.