"المرض والخيانة والحب".. ثلاث أسباب كتبت اسم "أجاثا كريستي"
الخميس 21/يونيو/2018 - 10:01 م
مريم مرتضى
طباعة
تربعت على عرش روايات الجرائم الإنجليزية طوال نصف قرن، حيث بيع أكثر من ملياري نسخة من رواياتها التي تُرجمت لأكثر من 103 لغة، ورغم مرور العديد من السنوات على رحيلها إلا أن اسم "أجاثا كريستي" لايزال حاضرًا بقوة في المشهد الروائي العالمي بوصفها أفضل من كتب الروايات البوليسية ذات الحبكات المثيرة والمشوقة، وتميز أسلوبها بالسلاسة والبساطة، مما تسبب في رواج قصصها ورواياتها لدى الأوساط الشعبية، كما يفسر سهولة ترجمتها إلى مختلف لغات العالم.
طفولة سعيدة
وُلدت أجاثا كريستي في 1890م، لأم إنجليزية وأب أمريكي، وقضت طفولتها في بلدة إنجليزية اسمها ساوباولو، ووصفت طفولتها بأنها كانت سعيدة، فكتبت تقول: " إني قضيت طفولة مُشردة إلى أقصى درجات السعادة، طفولة تكاد تكون خالية من أعباء الدروس الخصوصية، فكان لي متسعًا من الوقت لكي أتجول في حديقة الأزهار الواسعة وأسبح مع الأسماك كما أريد".
أجاثا كريستي
يرجع الفضل إلى والدتها في اتجاها إلى التأليف، فقد كانت والدتها سيدة ذات شخصية ساحرة وتتمتع بتاثير قوي، وكان لديها اعتقادًا راسخًا بأن أبنائها قادرين على فعل كل شيء، وذات يوم أصيبت أجاثا ببرد شديد، أرغمها على ملازمة الفراش، فاقترحت والدتها أن تقطع الوقت بكتابة قصة قصيرة وهي في الفراش، وحاولت أجاثا ووجدت متعة في المحاولة، وقضت السنوات التالية تكتب قصصًا قابضة للصدر، يموت معظم أبطالها، كما كتبت مقطوعات من الشعر ورواية طويلة احتشد فيها عدد هائل من الشخصيات بحيث كانوا يختلطون ويختفون لشدة الزحام، ثمَّ خطر لي أن أكتب رواية جرائم، وكتبت أول رواياتها كانت تحمل اسم " ثلوج على الصحراء "، ولم يقبلها أي من الناشرين، فكتبت بعدها " قضية ستايلز الغامضة "، وهي الرواية التي أدخلتها عالم الكتابة، بعدما قبلها أحد الناشرين بعد أن رفض ستة من الناشرين طباعتها وتوزيعها، وظهر في تلك الرواية عدة شخصيات خيالية أساسية لأعمال أجاثا كريستي أهمهم : " هركول- المحقق بوارو "، ثم قدمت عددًا كبيرًا من روايات الجرائم، التي لا حصر لها.
أجاثا كريستي
تقدم لها الكثيرين من الخاطبين الأثرياء، وتزوجت في عام 1914م، من الطيار العسكري البريطاني " آرتشي كريستي "، وهو الذي أخذت منه لقبها الذي لازمها طوال حياتها، وفي نفس العام تم إرسال زوجها إلى جبهة القتال في فرنسا في الحرب العالمية الأولى، بينما تطوعت هي لإسعاف الجنود المصابين في أحد المستشفيات البريطانية، وقد استفادت من تجربتها التطوعية التي استمرت حتى نهاية الحرب، حيث اقتبست كثيرًا من أفكارها وهمومها من هذه التجربة الإنسانية، ولعل أهم فائدة هي أنها استوحت شخصية المحقق هيركول بوارو، من اللاجئين البلجيكيين الذين نزحوا إلى بريطانيا خلال الحرب بعد الغزو الألماني لبلادهم.
فشلت علاقة زواجها من كريستي بسبب افتقادها الصحبة المشتركة، والرفقة الزوجية والحبيب، وتعرضت حياتها لهزة عاطفية تمثلت في طلب الطلاق الذي تقدم به زوجها في عام 1926م بعد ارتباطه بامرأة أخرى، ولصدمتها من هذا الطلب، غابت أجاثا عن منزلها، لفترة 10 أيام اختفت تمامًا تاركة خلفها رسالة تقول إنها ذاهبة إلى ولاية يوركشاير، ولم يعثر لها على أثر.
نبأ اختفاء أجاثا كريستي في الجرائد
توفت أجاثا كريستي في عام 1976م، بعدما تربعت على عرش رويات الجراىم الإنجلبزية طيلة نصف قرن من الزمان، تميزت خلال تلك المدة بمنهج خاص في الكتابة، منحت القراء من خلاله متعة الوصول إلى الواقع، وابتعدت عن الترميز، واعتمدت اسلوب فك طلاسم الغموض والغوص في بحر التشابك الساحر لعلاقات أشخاص الرواية ببعضهم من جهة وبالحدث من جهة أخرى، وكانت تختار مكان الواقعة أسطوريًا ساحرًا، لتُشعر القارئ والحدث وأبطال الرواية برهبته.
الجدير بالذكر أن أجاثا كريستي على عكس المعروف عنها، لم تكتب الروايات البوليسية فقط، فتاريخها ملئ بمختف الأعمال الأدبية حيث كتبت العديد من السير الذاتية، فضلًا عن كتابتها لـ19 مسرحية وأشهرها مسرحية " االمصيدة " التي عرفت في لندن على أنها أطول مسرحية حينها، وكتبت 6 روايات رومانسية تحت اسم مستعار لمدة عشرين سنة، حيث أطلقت على نفسها اسم " ماري ويستماكوت "، لأنها أرادت أن تكتب نوعًا مختلفًا في الأدب، ومن خلاله تستهدف شريحة مختلفة من القراء.
قبر أجاثا كريستي