"أم سيد" أمراة لم تخجل من مهنتها التى تعلمت أصولها منذ زمن، عانت من نظرات المحيطين بها كثيرا، لم يدخر والدها عليها شيئا فى تعليمها خبايا المهنة صاحبة الـ50 عاما، تعلمت مهنة سن السكاكين منذ عشرات الأعوام .

السيدة الستينية، عانت قسوة الحياة ونظرة المجتمع السلبية حيث واجهت المجتمع بعقل رجل، تقول:" المهنة صعبة والأصعب نظرات الناس الأول كانوا مستغربين ازاى واحدة ست تشتغل فى سن السكاكين ، حريم ورجالة كله مستغرب ، وكان لما يدخل على حد يسن سكينه يقولى انتى اللى بتشتغلى يا حاجة، انتى واحدة ست وكده".

لم تفرق الأيام بينها وحرفته التي اتخذها باب للرزق منذ20عامًا، أحبت المهنة الصعبة منذ وقت مبكر، تضيف:" بنزل اسرح بنفسي فى الشوارع لعل حد يكون عنده سكينة يسنها وبلف فى المنطقة حتة حتة من أول الساعة 10 الصبح لغاية آخر النهار على الحال ده عشان أكل ولادي ".

"الأسعار بتغلى"

بهذه الكلمات تفوه السيدة " أم سيد" لتعبر عن واقع مرير تعيشه مع إرتفاع الأسعار فى الآونة الأخيرة، فهي تحولت من سيدة يقبل عليها مئات الزبائن من الحين والآخر لأخرى تنتظر بالأيام كي يقبل على سكن سكين اتيتن أو ثلاثة تضيف:" الأول كان الإقبال كتير على سن السكاكين اما دلوقتي مبقاش فيه الكلام ده، بفضل بالاربع اايام عشان استني حد يجي يسن سكينة واحدة، وعلى الحال دها كتير الناس مبقاش معاه فلوس بسبب الغلي".

"عيد الأضحى" 

من أكثر المناسبات التى تنتظرها بشغف السيدة الستينية حيث يعتبر موسم لأكل العيش بالنسبة لمهنتها الخافتة،"أم سيد" تجد اقبالا على سن السكاكين فى ايام العيد من بدء العشر الأوائل من ذى الحجة، حتى نهاية ايام التشريق من جميع فئات المجتمع وطوال اليوم بلا انقطاع تقول:" في الأيام العادية أقوم بسن السكين بـ3 جنيهات يرتفع السعر في العيد لـ8 جنيهات والساطور بـ15 جنيه".

ابتسمت السيدة الستينية، عندما تحدث عن أولادها، تضيف :" الحمد لله ولادي فخورين بيا لانى ربتهم بالعرق والتعب كل ست عندها عزيمة تقدر تعمل كل حاجة مدام مش بتعمل حاجة حرام، الست لما بتضيق بيها الدنيا بتقدر تعمل كل حاجة، وتتفوق على الرجل فى مناحي الحاية كتير، وبحب حياتى بعد الشقى والتعب ..الشغلانة تعتبر من أصعب المهن اللي كل الصنايعية فيها رجالة بس استحملت عشان اربي ولادى رغم إنى تعبت أوي فيها ".

تستكمل حديثها عن عيد الأضحى الذى تقف فى انتظاره العام كله، فتضيف:" خلال الأيام العادية أتوجه للناس من أجل سكن السكاكين لديهم، وفي أيام العيد الكبير الناس بتجيني من كل حتة عشان يسنوا سكاينهم عندي وسعر الحمد لله مش بيكون علاى على حد، وبفضل شغالة طوال اليوم بدون توقف وربنا يكتر اعيادنا".