أستاذة سياسة دولية في حوار مع "بوابة المواطن": روسيا تمارس ضغوط ضد إيران وهذه أهداف إسرائيل
روسيا وخلال الأونة الأخيرة وتحديدا الرئيس
فلاديمير بوتين، عقد عدة إتفاقات مع إسرائيل وتحديدا بنيامين نتنياهو، وأصبح هناك
إتفاق على ضرورة خروج القوات الإيرانية من الأراضي السورية، وكأن بوتين قد قرر تحويل
الدفة ليتوجهه من إيران إلى إسرائيل، ولا انكر أن التساؤلات قد انتابتني، وغرقت في
بحر من وعلامات الاستفهام، لذلك حرصت على تطبيق مبدأ قوله تعالى،
"وأسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، وكان لي هذا الحوار الشيق مع
الدكتورة مني سليمان باحثة دكتوراة بجامعة
القاهرة متخصصة علاقات دولية وشان تركي.
1-النظام الإيراني الحالي، بيواجه سلسلة من الإحتجاجات، بين شعبه والمعارضة
الإيرانية بتطالب وبقوة الإطاحة بهذا النظام، فهل قررت روسيا تحويل الدفة والتعاون
مع إسرائيل، على حساب علاقاتها مع إيران، كونها استشعرت أن الأخيرة ضعيفة وغير
قادرة على مواجهة الأزمات؟
هذا صحيح تماما، هناك عدد من المؤشرات على وجود ضغوط
روسية على إيران لتقليص دورها في سوريا خاصة والشرق الأوسط عامة، وهذا يرتبط
بالقمة المزمع عقدها بين ترامب وبوتين حيث يتردد عن وجود صفقة أمريكية تعرض علي
موسكو تقضي بالإعتراف بالسيادة الروسية علي جزيرة القرم التي ضمتها موسكو لها عام
2014 مقابل تقليص النفوذ الايراني بالشرق الأوسط. ثاني المؤشرات على الرغبة
الروسية في تقليص الدور الايراني هو الصفقة التي ابرمتها موسكو مع فصائل المعارضة
بجنوب سوريا وتقضي بانسحاب الميليشيات الموالية لايران والعناصر الايرانية من جنوب
سوريا والحدود الاسرائيلية لصالح تل أبيب بالطبع. وهو ما تم بالفعل وتم نشر قوات
الجيش السوري على الحدود السورية الاسرائيلية.
2- في حال تعاون روسيا مع إسرائيل، هل من الممكن أن تزيد هيمنة وسيطرة ممثلي
الكيان الصهيوني على مناطق أخرى في سوريا، غير الجولان؟
لا اسرائيل اكتفت بتامين حدودها الجنوبية عبر احتلال هضبة الجولان التي تتميز بموقع جغرافي يسمح بنشر رادارات صواريخ واجهزو تجسس علي سوريا ولبنان، ومنذ احتلال الجولان في 1967 لم تقم تل أبيب باي تقدم عسكري تجاه العمق السوري. وتخشى فقط من حدوث العكس اى ان تقوم سوريا او اى جماعات معارضة او مسلحة بتهديد التواجد العسكري الاسرائيلي في الجولان. حيث تؤكد تل ابيب ان الجولان اصبح جزء من الدولة الاسرائيلية.
3-القوات السورية حاليا بتواجه الجماعات المسلحة في درعا، فعل من الممكن أن تحاول إيران مشاركة قواتها مع قوات النظام السوري، لدعم تواجدها في سوريا، وعشان تثبت أن تواجدها أمر ضروري خاصة في ظل التعاون الإسرائيلي السوري السري؟
لا اعتقد ذلك، معركة درعا تم حسمها لصالح القوات السورية
التي انتشرت بالفعل علي معبر نصيب الحدودي بين سوريا والاردن لاول مرة منذ 3
سنوات، والموقف الحاسم في هذه المعركة كان موقف موسكو التي تفاوضت مع الفصائل
المعارضة بوساطة أردنية حتى تم التوصل لاتفاق يقضي بالانسحاب من درعا وتوجهت بعض
الفصائل لادلب شمال سوريا.
4- تركيا كان ليها دور فيما يتعلق بالأوضاع في سوريا، وتعاونت مع الرئيس بشار
الأسد، وأكد الرئيس رجب اردوغان انه معاه وأنه مش حيسمح بتدخل أوروبي يطيح به،
ياترى ممكن يكون لتركيا موقف وتقف ضد المباحثات الروسية الإسرائيلية اللى بتم
حاليا وتدعم سوريا وإيران؟
هذا التحليل ربما يكون غير دقيق، الرئيس
التركي أردوغان لم يصرح بانه سيمنع اسقاط الاسد بل انه طالما طالب بذلك، والهدف
التركي محدد في السيطرة على شمال سوريا ومنع انشاء كيان كردي بالشمال وإنشاء منطقة
عازلة بين تركيا وسوريا لتأمين الحدود التركية ، فالدافع التركي هو الحفاظ على
المصلحة القومية فقط وتتعاون لتحقيق ذلك مع موسكو من خلال محادثات الاستانة.
5- إذا تدخل أردوغان بالفعل، هل من الممكن أن تقف الميليشيا الكردية المتواجدة
في سوريا ضده كصورة من صور الانتقام بسبب تصرفاته الأخيرة ضد الأكراد في عفرين
السورية؟
أردوغان يتدخل بالفعل في شمال سوريا والفصائل
الكردية المسلحة انسحبت من عفرين ومنبج بالتوافق مع موسكو وواشنطن، بيد ان هناك
اعمال انتقامية من تلك الفصائل ضد القوات التركية المتواجدة بالمدينين وكان اخرها
تفجير بمنبج استهدف القوات التركية. والمتوقع هو انحياز الفصائل الكردية للرئيس
السوري الاسد مقابل التعاون لموجهة التواجد التركي بالشمال والحصول على حقوق
الاكراد بعد انهاء الصراع والتسوية السورية.
6-في حال تدخل ميليشيا الأكراد، هل من الممكن أن تتدخل إسرائيل لمساعدتهم،
وبكدة تضرب كذا عصفور بحجر واحد:
أولا: ترسيخ تواجده في سوريا.
ثانيا: التخلص من إيران وقواتها المتوجدة في سوريا وبكدة يزيد إطمئنانها على
الجولان.
ثالثا: الإعتماد على الأكراد وميليشياتهم للتخلص من أردوغان، خاصة وأن الاعلام
العبري اكد أن فوز اردوغان في الانتخابات ان بمثابة صمة لممثلي السلطة في إسرائيل.
هناك شقين للإجابة على هذه التساؤلات، الأول
هو طبيعة العلاقات بين إسرائيل وتركيا وهي علاقات جيدة جدا وما يشاع في وسائل
الاعلام عن الخلاف غير صحيح والدليل هو ارتفاع حجم التبادل التجاري بين الطرفين في
ظل الفتور السياسي العلني. ولذا لن تتواجه تركيا واسرائيل في سوريا او في اي مكان
اخر.
والشق الثاني هو طبيعة العلاقة بين اسرائيل والاكراد وهو
علاقة جيدة جدا مع اكراد العراق حيث دعمت اسرائيل مشروع انفصالهم الذي تم احباطه
في اكتوبر 2017، بيد ان العلاقة بين تل أبيب وأكراد سوريا غامضة وغير معلنة ولا
يوجد تاكيدات على تواجد عسكري اسرائيلي في شمال سوريا حيث يتواجد الاكراد ولذا ليس
من المتوقع ان تتدخل اسرائيل لصالح الأكراد.