بين البدعة والتراث.. طبول في حرم الحسين تدق احتفالا بالعام الهجري الجديد .. و الشيعة يحزنون لهذه الأسباب

الإثنين 10/سبتمبر/2018 - 05:30 م

شيماء اليوسف

طبقا لتقويم المملكة العربية السعودية،فإن غرة شهر محرم و أول أيام السنة الهجرية الجديدة 1440ه ، سيوافق غدا الثلاثاء، الذي يوافق الحادي عشر من سبتمبر لعام 2018م، ومن المعروف أن العالم الإسلامي كله يتبع أم القرى، باعتبارها قبلة المسلمين جميعا في تحديد موعد أخر السنة الهجرية 1439ه .

يحتفل المسلمون بهذه المناسبة على اختلاف مذاهبهم و ثقافتهم و بطرق شتى، كله في نهاية الأمر يرتبط بأعراف البيئات و المجتمعات التي يعيشون فيها و تشكل الكثير من هذه الطرق بدع اختلقها الأشخاص و ليست نابعة من تعاليم الدين، و كل فريق يتفنن في تنظيم شكل الاحتفال.

الطرق الصوفية في الاحتفال بالعام الهجري الجديد :

احتفالات مصر بالعام الهجري

بصدد الاعتقاد الخاطئ عند البعض أن شهر محرم الذي يوافق بداية الأشهر الهجرية هو الشهر الذي هاجر فيه نبي الإسلام محمد " صلى الله عليه وسلم " من مكة للمدينة، لكن الهجرية النبوية كانت في ربيع الأول و لم تكن في محرم، و يعتبر هذا الاعتقاد هو فتيل الاحتفال، و رغم توضيح الشيوخ و رجال الدين و العلماء لهذا المفهوم، إلا أن الاحتفال تحول إلى عادة تعيشها المساجد و القرى الصغيرة داخل مصر.

من أشهر الطرق انتشار في هذه المناسبة الطرق الصوفية ، كأبناء الطريقة الجعفرية، حيث يقوم أبناء هذه الطرق بالانطلاق في موكب كبير يضم مئات المصلين المنحدرين من أقاصي القرى و أدناها، يتجمعون في باحة أحد المساجد، يرددون الأناشيد و الأغنيات الدينية يمدحون فيها المصطفى الأمين " صلى الله عليه وسلم " .

يخرجون في جموع مهيب، أبهة اجتماعية من طراز ديني، تحولت المناسبة عندهم كعادة، مثلما يفعلون في ذكرى ميلاد النبي, و يقوموا بشراء الحلوى و عروس المولد، حتى أن بيوت المصريين المسيحية في ريف مصر و صعيدها أصبحوا يحتفلون بالمولد كما يفعل المسلمين.

ينطلق أبناء الطرق الصوفية حاملين لافتات دينية، ينشدون في الشوارع بعد أن تزول أشعة الظهيرة الحارقة، يوزعون الحلوى و يعدون الولائم و النساء يطلقن الزغاريد، كنوع من الفرحة بالاحتفال، يصطفون في طوابير منسقة، تحدق بهم أعين الأهالي فرحة و تشاركهم احتفالهم .

مظاهر الاحتفال بالعام الهجري الجديد عند الشيعة :

رسم تعبيري لمعركة كربلاء

يعتبر الشيعة مناسبة العام الهجري الجديد، مناسبة حزن .. لتزامن ذكرى بداية شهر محرم بواقعة " كربلاء" حيث المجزرة التي وقعت في سنة 60 للهجرة على الإمام الحسين و من كان معه من أهل بيته و أصحابه .

و تعتبر وقاعة كربلاء، جزء من صراع إسلامي داخلي، كان بين الإمام الحسين و حفيد النبي محمد، صلى الله عليه وسلم و جيش تابع ليزيد بن معاوية، استمرت مشتعلة لثلاث أيام و انتهت في العاشر من محرم، و تجسد هذه المعركة صياغة محورية في طبيعة العلاقات بين السنة و الشيعة، و قد أصبحت الواقعة قمة روحانية عند الشيعة و بات مدفن " الحسين بالعراق " مكانا مقدسا هناك.

مظاهر الاحتفال بالعام الهجري عند السنة :

احتفالات مصر بالعام الهجري

في الوقت الذي يحزن فيه الشيعة بسبب هذه المناسبة فإن السنة يحتفلون بل و تمنح بعض الدول الإسلامية عطلة رسمية للمواطنين في هذا اليوم، و يتذكرون بداية التأسيس للدولة الإسلامية التي قامت على عاتق الإيمان بالله، فتقوم الاحتفالات على إحياء تلك الذكريات و المحطات الإيمانية في الدعوة إلى الله .