حين كسرت إرادة ياسر عرفات قيود إسرائيل وانتهى شهيدا فوق رؤوس شعبه
الأربعاء 19/سبتمبر/2018 - 08:00 م
عواطف الوصيف
طباعة
لا تفوت إسرائيل فرصة إلا وتستغلها خاصة مع ياسر عرفات لكي تؤكد أنها ضحية، وأن لديها الحق في كل ممارستها العنيفة، وإتباع سياسة القتل والذبح ضد الأبرياء، وأنها صاحبة حق في الأرض كيفما تزعم وتدعي، وبالتالي، تبدو أمام ممثلي المجتمع الدولي، أن من حقها قتل الأبرياء.
تطور الأمر
تطور الأمر مع ممثلي الحكومة الإسرائيلية، لنجد وصول حد التجاوزات والإتنهاكات لاتي تمارسها لكي لا تتوقف عن مجرد الإعتداء على الشعب الفلسطيني، فقد عملت على الإعتداء المباشر ضد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وذلك من خلال محاصرته في مقره في رام الله.
تطور الأمر
تطور الأمر مع ممثلي الحكومة الإسرائيلية، لنجد وصول حد التجاوزات والإتنهاكات لاتي تمارسها لكي لا تتوقف عن مجرد الإعتداء على الشعب الفلسطيني، فقد عملت على الإعتداء المباشر ضد الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وذلك من خلال محاصرته في مقره في رام الله.
الرئيس ياسر عرفات
مزاعم وشائعات إسرائيلية
حرص رئيس وزراء إسرائيل السابق "أرييل شارون" على نشر الشائعات والمزاعم الكاذبة، حيث على التأكيد بأنه يريد ترسيخ سبل السلام، بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، لكن واقع الحال، هو أن الرئيس ياسر عرفات، هو السر والسبب الرئيسي، وراء توتر الأوضاع الأزمات في فلسطين، وكل ذلك لكي يقنع العالم العربي، أنه يحق لإسرائيل مهاجمة عرفات، ويكسب تأييدهم للوقوف ضده، وقرر أن يتخذ خطواته ضد عرفات، لكن على طريقته.
أرييل شارون
خطوات عرفات في يد إسرائيل
أعلنت إسرائيل يوم 8/12/2001 أن قرار مغادرة الرئيس عرفات لمدينة رام الله خاضع لها وحدها ،لتبدأ مرحلة محاصرة الرئيس عرفات وبعد مرور خمسة أيام، تحديدا في 13/12/2001، تحركت أليات عسكرية إسرائيلية، كان منها دبابات حول مقر الرئيس عرفات، وقرر شارون منعه من الخروج إلى أية مدينة أخرى، وفي ذات الوقت قصفت الطائرات الإسرائيلية مقر الرئاسة في "المنتدى" بغزة .ولأول مرة منذ قيام السلطة الوطنية منع عرفـات من التوجه إلى مدينة بيت لحم لحضور احتفالات عيد الميلاد في 24ـ 25/12/2001 ، وبسبب الحصار، كان عرفات يستقبل كبار الزوار والوفود الدولية والمساعدين والمواطنين في مقره المحاصر، وفي 26/3/2002 عقدت القمة العربية في بيروت دون أن يتمكن عرفات من حضورها لأن شارون هدد بأنه لن يسمح له بالعودة إلى الأراضي الفلسطينية .
بدء فعاليات حصار عرفات
سلام بشروط
عقدت القمة العربية تحت رعاية المملكة السعودية، وحينها، أكد مختلف الدول العربية المشاركة في القمة، التي كانت في مارس 2002، أنه من الممكن بدء مرحلة السلام مع إسرائيل، لكن يشرط أن تنسحب القوات الإسرائيلية من فلسطين، ذلك الشرط الذي كان بداية البلاء على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
القمة العربية
عملية السور الواقي
أمرَ شارون بإطلاق عملية "السور الواقي" في كافة أنحاء الضفة الغربية، وقال: من اليوم فصاعدا، تعتبر إسرائيل عرفات، الذي يترأس منظمة إرهابية، عدوا لها، وأضاف أنه يعتزم عزل عرفات كليا في مقره وملاحقة السلطة الفلسطينية في كل مناطقها،واعداً بأن تكون العمليات على نطاق لا سابق له ، وبرر برر شارون قراره في تصريح قصير متلفز، قال فيه: دولة إسرائيل هي الآن في حالة حرب، حرب ضد الإرهاب . إن رئيس السلطة الفلسطينية عدو لإسرائيل وعدو للعالـم الحر. عرفات عقبة أمام السلام في الشرق الأوسط وخطر على استقرار الـمنطقة كلها."
عملية السور الواقي
عرفات يعلق
من الصعب أن نعرض تفاصيل الجريمة وتعقيب مرتكبيها، ولا نحاول تعقيب الضحية على ما تعرض له من أزمات،فمن مقره المحاصر و الذي قطعت عنه الـماء والكهرباء، قال عرفات معلقاً: هذا هو الرد الإسرائيلي على القمة العربية التي تبنت مشروع سلام. إسرائيل تريدني سجينا، أوقتيلا أو أسيرا. أقول لهم: لا، سأكون شهيدا، شهيدا، شهيدا! ... هل حياتي أغلى من حياة مواطن فلسطيني بسيط، أو من حياة طفل فلسطيني؟ ووجّه نداءً إلى الشعوب العربية والإسلامية وإلى كل الـمسيحيين في العالـم أجمع قال فيه: يجب الدفاع عن الأرض الـمقدسة!
الرئيس ياسر عرفات
واشنطن تتدخل
حاولت الولايات المتحدة أن تتدخل، وهو ما بات واضحا من خلال الزيارة التي قام بها زير الخارجية الأمريكي حينها كولن باول، للرئيس ياسر عرفات، في قلب مقره المحاصر، والتي كانت تحديدا في السابع عشر من إبربل عام 2002، حيث أجتمعا لمدة ثلاث ساعات، لـمدة ثلاث ساعات لـم تسفر، وفق ما صرح به عرفات نفسه، عن أي مخرج للنزاع. غير أن عرفات أكد لباول، وبكلـمات شديدة الوضوح، أنه في حال اقتحام الإسرائيليين للـمقر فسيموت شهيداً ولن يسمح لهم باعتقاله أو طرده. عُـقد اجتماع آخر بينهما بعد ثلاثة أيام،وانتهى بلا نتيجة هو الآخر. غضب عرفات، وقال للمقربين منه: باول يتحدث معي كأنه مبعوث لشارون. أمن، أمن... لإسرائيل بالطبع. أنا هنا محاصر، والـمناطق الفلسطينية كلها مطوقة وتتعرض لهجوم. رجال ونساء يقتلون يوميا، وجيش الاحتلال يدمر ويخرب، ولا يتحدثون إلا عن أمن إسرائيل! .
واشنطن تؤكد حقارتها
باتت واشنطن في عصر جورج بوش، مركزا رئيسي للإنحطاط والعمالة، والحث على قتل الأبرياء، وهو ما ظهر وتأكيد للجميع من خلال ما وجهه بوش، من دعم لشارون على الرغم من تصرفاته من مجازر ضد الشعب الفلسطيني، ومحاصرته للرئيس ياسر عرفات، والأهم أنه لم يدعمه في تصرفاته فقط فالملفت انه وصفه بأنه رجل سلام!!.
وهو ما قوبل بالإنتقاد والهجوم الشديد ليسفقط من قبل العرب، بل ومن الأمم المتحدة ودول أوروبا أيضا.
الرئيس جورج بوش
عرفات في عيون العرب
بسبب موقف الرئيس ياسر عرفات، ووقوفه ضد إسرائبل، وإصراره على التصدي لهم، ورفضه إنصياعه أو إمصياع بلاده، لأيا من الشروط الإسرائيلية، بات في عيون كل عربي، بمثابة بطل، وحاز على إحترام الجميع وأولهم هم شعبه.
فلسطين تنتفض
زادت إسرائيل من ضغوطها وطلبت من عرفات تسليم 20 من" المطلوبين" لهاوالذين كانوا داخل المقاطعة فرفض عرفات،أصدر قائد القوة المحاصرة للمقاطعة أمرا بإخلا المقر فورا محذرا بأن انفجارا هائلا سيقع في المقاطعة ،وطلب من سكان المنطقة المحيطة بالمقاطعة مغادرة بيوتهم ..وفجأة انفجر غضب المواطنين وتحدى الالاف من سكان رام الله والبيرة ومخيمات وقرى المنطقة حظر التجول وتوجهوا في تظاهرات حاشدة نحو مقر عرفات، فتحت قوات الاحتلال نيرانها فقتلت اثنين من المتظاهرين وجرحت العشرات ،واصل المتظاهرون طريقهم وهم يهتفون تأييدا لعرفات .وانتشرت التظاهرات ليخرج عشرات الاف في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة دعما للرئيس المحاصر والصامد،وامتدت التظاهرات إلى خارج الأرض المحتلة خاصة في مخيمات اللجوء في لبنان، خرج عرفات لتحية الجماهير أمام مقره المدمر وقادهم، في هتافه"على القدس رايحين شهداء بالملايين ".
الرئيس ياسر عرفات