الطيران المصري .. بطل حرب أكتوبر الذي خالف توقعات السوفييت

الأربعاء 26/سبتمبر/2018 - 04:17 م

أنهار بكر

بعدما عانى الشعب المصري من مرارة الهزيمة في 1967، والتي بدأتها القوات الإسرائيلية آنذاك بضربة جوية أدت إلى تدمير الطيران المصري وهو ما زال على أرض المطار.

لعل ذلك كان من أهم الأسباب التي أعطت سلاح الطيران المصري القوة والأهمية في حرب 1973، فكان لابد من ابتداء الحرب بضربة جوية مصرية تبني وترفع الروح المعنوية لدى الجنود المصرين على الجبهة، وقد حقق سلاح الطيران المصري في أكتوبر 1973 نصرًا كبيرًا يُضاف إلى تاريخه.

الضربة الجوية الأولى

حسني مبارك

وفقًا لما ذكره اللواء عبد الغني الجمسي في مذكراته، والذي كان رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر، قال أنه في تمام الساعة الثانية ظهرًا وهو الموعد المحدد لساعة الصفر، انطلق ما يقرب من 200 طائرة مصرية عابرة خط جبهة القناة ومتجهة إلى الأهداف الإسرائيلية المحددة في سيناء.

وأضاف في مذكراته أن عبور القوات الجوية المصرية على هذا الارتفاع المنخفض وبهذا العدد الكبير، كان له تأثرًا بالغ الأهمية في رفع الحماسة لدى الجنود المصريين، وأيضًا على إثارة الذعر والخوف في قلوب الأعداء.
هذا وقد هاجمت القوات المصرية ما يقرب من3مطارات وقواعد، و10مواقع صواريخ مضادة للطائرات، وثلاثة مراكز قيادة وعدد من محطات الرادار والمدفعية، وقد حقت الضربة الجوية الأولى التي شنها سلاح الطيران المصري بكل أفراده، جميع الأهداف التي كان من المخطط لها أن تكون على ضربتين.

الجمسي: مبارك كان قائد سلاح الطيران ولا ننكر فضله

مذكرات المشير الجمسي

أشار الجمسي في مذكراته أن محمد حسني مبارك كان قائدًا لسلاح الطيران في هذا الوقت، وأنه كان صاحب فضل كبير في نجاح هذه لضربة.

بالإضافة إلى مذكرات الجمسي، أكد الرئيس السادات في كتابه البحث عن الذات، أن دور مبارك في هذه المهمة لا يمكن أن يُستهان بها، فوفقًا لما ذكره أن مبارك قد استخدم كل الطائرات حتى تلك الموجودة بمدارس الطيران.

كان هذا العدد الكبير من الطائرات في الضربة الجوية الأولى سببًا أساسيًا في تحقيق كافة الأهداف بأقل عدد من الخسائر، دون الحاجة إلى ضربة جوية ثانية كما كان محدد بالخطة.

جمال حماد: الضربة الجوية شلت حركة العدو

جمال حماد

في الإطار ذاته قال المؤرخ العسكري جمال حماد في كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية، أنه في تمام الساعة 9.30 صباح يوم 6 أكتوبر، أقام اللواء حسني مبارك اجتماعًا عاجلًا بقادة القوات الجوية، وألقى عليهم التخطيط النهائي لمهمة الطيران.

كان نجاح الضربة الجوية الأولى يعني الفوز بالحرب أو على الأقل تغير دفة الأمور إلى صالحنا، وبعد انطلاق الضربة في تمام الساعة الثانية بعشرين دقيقة، عادت القوات المصرية بخسائر بلغت 5 طائرات من إجمالي200طائرة، بعد أن حققت كافة الأهداف التي كانت محددة على ضربتين.

وأضاف حماد في كتابه أن القيادة الإسرائيلية الجنوبية في سيناء لجأت إلى استخدام مركز القيادة الخلفي وذلك بعد تدمير القوات المصرية للمركز الرئيسي لهم في أم مرجم.

مبارك: الطيران المصري خالف توقعات السوفييت

مبارك

في حوار سابق لمبارك مع التلفزيون المصري ببرنامج صباح الخير يا مصر، والذي تم نشره في جريدة الأهرام 17أكتوبر1998، قال أنه دخل غرفة العمليات الساعة الـ12 ظهرًا وفي تمام الساعة الـ2 بدأت العمليات ومن هذا المكان كنت متابعًا لبداية الطلعات.

وأضاف أن الطيران المصري حقق بالضربة الجوية الأولى ما خالف تمامًا توقعات السوفييت، حول أن الضربة الأولى سينتج عنها خسائر25% أي حوالي60 طائرة وأنه في الضربة الثانية على حسب توقعهم ستكون الخسارة33%.

ولكن بين كل هذه الأحداث التي خاضتها لقوات الجوية في حرب أكتوبر1973 يبقى كل أفراد سلاح الطيران هم أصحاب الضربة الجوية الأولى، وليس فردًا بعينه كما يزعم البعض ويظن.