حين سقطت الأهداف الاستراتيجية لخط بارليف في غمضة عين .. كيف فعلها الجيش المصري؟
الخميس 04/أكتوبر/2018 - 01:14 م
شيماء اليوسف
طباعة
كانت الأهداف الإستراتيجية لخط بارليف كثيرة ومتشعبة ولكن وقف على رأسها منع عبور قواتنا المصرية لقناة السويس، نفذته على شكل سلسلة من التحصينات الدفاعية وقد أنشها العدو الإسرائيلي على طول الساحل الشرقي لقناة السويس، وكانت قناتنا قد احتلت من قبل الكيان الصهيوني عقب نكسة حرب 1967م، ومثل هذا الخط أقوى خط دفاعي في العصر الحديث.
الأهداف الإستراتيجية لخط بارليف
الاهداف الإستراتيجية لخط بارليف
كان خط بارليف فكرة القائد العسكري حاييم بارليف الذي سمي الخط باسمه، زودت قاعدة الخط بأنابيب تصب في قناة السويس، وإن حاول أيا من الجنود المصرية عبور القناة أشعلت سطحها بالنابلم، كانت هذه النقطة أحد أهم الأهداف الإستراتيجية لخط بارليف، امتد ارتفاع الساتر الترابي إلى 22 مترا، ونفذت فيه عشرين نقطة حصينة، كل نقطة يختبئ بداخلها خمسة عشرا جنديا إسرائيليا مهمتهم الإبلاغ عن أي مصري يقترب من خط بارليف.
استخدم العدو الصهيوني أسلوب التهويل، لإخافة الجيش المصري من الساتر الترابي، وصلت عملية الدعاية الترويجية لهول خط بارليف بأنه أقوى من خط ماجينو الذي بناه الفرنسيين عقب الحرب العالمية الأولى، فقد أكدت أن من يقترب من خط بارليف سيعرض نفسه للإبادة بل أن خط بارليف قادر على إبادة الجيش المصري كله، ومسألة بث الرعب في قلوب المصريين ليس إلا واحدا من الأهداف الإستراتيجية لخط بارليف.
الأساس الذي اعتمد عليه تأسيس خط بارليف
الاهداف الإستراتيجية لخط بارليف
من داخل شبه جزيرة سيناء وعلى عمق يمتد إلى 12 مترا امتد خط بارليف وحتى الضفة الشرقية،وفق تجهيزات هندسية ومدفعية والعديد من المدرعات والوحدات المدفعية، كل هذا من أجل تأمين الجيش الإسرائيلي، وقد اعتبروه بهذا أقوى خط دفاعي في التاريخ، استخدم في إنشائه الكتل الخرسانية، المزودة بمخازن الرشاشات والعديد من الملاجئ والأسلاك الشائكة والألغام، غير أن هذا المخازن تتمكن من الغوص تحت الماء، إلى جانب العديد من الأسلحة المدفعية وتضمنت الأهداف الإستراتيجية لخط بارليف الوقوف في وجه القصف المصري للجيش الإسرائيلي والتصدي له.
اعتمد تنفيذ الأهداف الإستراتيجية لخط بارليف، على تحسين الخطوط الاتصالية بين نقاط الخط، داخل المواقع سواء السلكية واللاسلكية، إلى جانب دعم خاصية التواصل مع القادة العسكريين الإسرائيليين بهدف إبلاغهم عن أي تطورات تحدث، إضافة إلى تمكين الجندي الإسرائيلي من الاتصال والتواصل بعائلته من مخبئه داخل خط بارليف.
الجيش المصري وتدمير خط بارليف
الاهداف الإستراتيجية لخط بارليف
ورغم الأهداف الإستراتيجية لخط بارليف والتجهيزات الكبيرة التي صممت لتنفيذه، تمكن المصريون من تدميره واجتياحه، وقد أخلوا بتوازن العدو الإسرائيلي،وكان اللواء باقي زكي يوسف، هو احد أسباب النصر والعبور الساحق، الذي أخل بقوة الكيان الصهيوني واستحال عيد غفرانه إلى هزيمة ساحقة، أمطرت عليهم صفارات الحرب داخل محفلهم، حيث اقترح المهندس اللواء، فتك الخط الترابي الساتر باستخدام خرطوم المياه، وكانت فكرته التي لم تأخذ وقتا طويلا من التفكير، قاصفة لجيش وضع نفسه على قمة الجيوش غصبا واحتلالا.
استغل الجيش المصري عنصر المد والجذر لاختراق الأهداف الإستراتيجية لخط بارليف، بدءا من انطلاق الضربة الجوية الهجومية، كعنصر مفاجئ وتمويه عسكري، دمرت مصر خلالهم إحدى وثمانين موقع عسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وقد أزالت ثلاث ملايين متر مكعب من التراب، باستخدام مضخات مياه، ولم يكتف الجيش المصري بالخسائر الفادحة التي سببها للعدو بل واستولى على النقاط الحصينة الأخرى.
الاهداف الإستراتيجية لخط بارليف
فقدت إسرائيل كافة الأهداف الإستراتيجية لخط
بارليف، ومثل اختراقه نكسة عسكرة أصيبت بها في تاريخها، وقالت وكالة اليوناتيد
برس، عقب هزيمة إسرائيل أن الجنود الإسرائيليين الذين أقاموا وراء خط بارليف كانوا
يقولون دائما أنهم يشعرون باطمئنان تام وأنهم آمنون وراء حصن لا يمكن اقتحامه،
والآن أصبح هذا الحصن في أيدي المصريين الذي يتكون من عدد كبير من الدشم التي
تحتوي على ملاعب طائرة وحمامات سباحة وغرف للنوم ومطابخ.