حتى لا ننسى .. الكتلة البشرية أثناء حرب أكتوبر ودورها في هزيمة الإسرائيليين
الإثنين 17/سبتمبر/2018 - 08:35 م
شيماء اليوسف
طباعة
من ذاق مرارة الهزيمة يعرف جيدا مذاق النصر .. الذين عايشوا مأساة حرب 1967م، حينما وضع الكيان الصهيوني يده على أرض الفيروز " سيناء" الغالية، و سكب فلذات أكبادنا دمائهم على ذلك الثرى الطاهر الذي نجسه الأوغاد، هزيمة نفسية وروحية عاشتها البيوت المصرية و السورية والأردنية خاصة و كبلت جبين العربان جميعهم، حتى دقت أجرس حرب أكتوبر المجيدة، حرب العاشر من رمضان 1973م، معانقة ترانيم الأذان و عادت مصر ترفع رأسها شامخة، علمها خفاقا في سماء العزة.
سطر التاريخ الملحمة بأحبار الشرف والكرامة، نصر هز جدران العالم، قرعات أقدام جندنا أرعبت قلوب العدو، فكيف يستهان برجال حياتهم كانت مرهونة بالنصر و قد وضعوا صدورهم على أنفاس البنادق و الرصاص كان محرابهم و دماء العدو أمست قبلتهم، إن الحديث عن ملحمتنا لا يمكن للكلمات أن تصوره أو تعبر عن لحظة حرق العلم الصهيوني و تمزيق الإسرائيليين، فكيف أن يعبر الشباب أمثالنا عن معركة خلقت أجيالا تربت على الفداء و التضحية وقيمة الوطن و هذا أهم هدف لابد من الوقوف عنده، الولاء للوطن، و الدفاع عنه.
قادة العدو يسخرون من المصريين
بعض الأسرى الإسرائيليين
ثمة أسباب مختلفة الأبعاد كانت تمثل عصب النصر، كشجاعة الجندي المصري و حبه لوطنه ناهيك عن الإمكانات العسكرية و المادية لكن تبقى الإمكانات البشرية هي الرأس المدبر و المخطط و المنفذ و المنتصر في هذه الحرب، فلم ينال " دايان اليعازر" رئيس أركان حرب القوات الإسرائيلية آنذاك من سخريته إلا الهزيمة، فلما علم أنه هناك احتمالية لهجوم المصريين عبر القناة قال : " أن مصر لن تستطيع عبور قناة السويس و اقتحام خط بارليف فإنه يلزم تدعيمها بسلاح المهندسين الروسي و الأمريكي معا" و كان يؤيده الجنرال بارليف في هذا القول .
و هذه السخرية نحن المصريين نعتز بها لأنها تعد شهادة موثقة من قادة العدو على عظمة التخطيط المصري و مرونة الأداء و دقته اللذين تم بهما إنجاز العبور العظيم، و لكن هل كان العبور هذا سيتم إلا في وجود قوى بشرية رابطة و مترابطة على منصة جبهة القتال؟
أثر الكثافة السكانية على نتائج الحرب
نصر أكتوبر
كان تعداد مصر خلال حرب أكتوبر قرابة 30 مليون نسمة و على الجهة الأخرى كان عدد الإسرائيليين 3 مليون نسمة، فلما كان يتم الحشد للحرب، كانت إسرائيل تدفع بكل الإسرائيليين للحرب، فالطالب في مدرسته يخرج للحرب و العامل في المصنع يخرج للحرب و المرأة و المزارع، بينما مصر كان عاملها في مصنعه و فلاحيها في أرضهم و طلابها في جامعاتهم و مدارسهم، و جندها مرابطون في جبهة القتال، و جميعهم جنود يحاربون من مواقعهم، السؤال الذي يطرح نفسه الآن.. كيف لكيان مثل هذا أن يعيش إن كانت استمرت الحرب، و ما بالك بدولة وصل تعداد سكانها لمائة مليون مواطن؟
إن تفوق العدو الجوي جعل بإمكانه توجيه جماعات منقولة جوا لتدمير و تخريب لأهدافنا الحيوية، المتناثرة على طول البلاد و عرضها خاصة أن البنية التحتية المصرية تعتبر أهداف مثالية لجماعات التخريب المعادية فهناك مئات الكباري فوق النيل و خطوط أنابيب المياه و البترول التي تمتد مئات الكيلومترات عبر الصحراء و كذلك خزانات المياه و النفط و محطات الضخ و التقوية وتوليد الكهرباء.
مخاوف الكيان الصهيوني المرتقبة
بعض الأسرى الإسرائيليين
هذا ما جعل مصر تدفع بقوة قوامها الملايين قبل اندلاع الحرب تحسبا للخطر المحدق الذي تم اختراقه، و قد باتت معركة أكتوبر سيناريو يخشى الكيان الصهيوني تكراره حيال أي مواجهة عسكرية يتوقع أن تحدث، هذه المخاوف نشرها موقع " المونيتور" في تحليل سياسي ل " بن كسبيت " يتناول تقريرا لأحد لواءات جيش الاحتلال الإسرائيلي يدعى " يتسحاك بريك " محذرا فيه تراجع الاستعدادات العسكرية للكيان الصهيوني، لاسيما القوات البرية و تراجع الحافز المعنوي لدى الجنود.
هزيمة الإسرائيليين صدمة التي لم تنته بعد
حرب أكتوبر
في الغالب إن صدمة حرب أكتوبر 1973م، لازالت مرتكزة حتى اليوم في نفس الكيان الصهيوني، هذا ما جعل " بن كسبيت " يقول: " إن الصدمة التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر 73 كانت في الأساس نتيجة ركونه إلى الراحة والعيش على ذكرى ما حدث في نكسة 1967، لكنه أفاق في حرب 73 على صدمة وضربة شديدة وجهها له الجيش المصري" .
الزعيم الراحل محمد أنور السادات