لولا الجلباب الأبيض ما انتصرنا.. مواقف وطنية لأهالي سيناء أثناء الاحتلال الإسرائيلي

الإثنين 08/أكتوبر/2018 - 01:00 ص

شيماء اليوسف

كل بقعة في وطننا وأرضنا مصر تحمل حوادث وانتفاضات مشرفة للمصريين في النيل من المحتل وقطع أنفاسه وتحطيم قدراته والفتك به، لاسيما المواقف الوطنية لأهالي سيناء أثناء الاحتلال الإسرائيلي، التي أعطت الأمم دروسا في الشهامة والوطنية، وإن ذكرى انتصار حرب أكتوبر 1973م، تعيد على مسامعنا هذه المواقف البطولية التي لا تعد جزءا لا يتجزأ من الانتصار.

لقد حفل التاريخ بالبطولات المشرفة لأهالي سيناء، الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن يبقى الوطن ولكي تعيش مصرنا أمنة مستقرة، مطمئنة، فالمصريون جميعهم ينقضوا في وجه عدوهم، فإن العقيدة الراسخة في قلوبنا هي الموت من أجل الدفاع عن مصر، الأرض هي العرض ولا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يفرط المصريون في أعراضهم.

أبطال منظمة سيناء العربية

يعتبر أهالي سيناء هم حراس بوابة مصر الشرقية، وذراع الأمان المنيع لوطننا، وقد حمل أهالي سيناء على أعناقهم، حماية وطنهم، ضد همجية الاستعمار وبربرية العدو الإسرائيلي على مر التاريخ المصري النضالي، حيث لم يلتفت أهل سيناء إلى إغراءات الصهاينة لبدو سيناء لاسيما خلال فترة الاحتلال، فكانت صورة مصر تتجلى واضحة أمام أعين أهل سيناء، التي جعلتهم لا ينظرون لمصالحهم الشخصية على حساب الوطن، فضربوا برجولتهم ووطنيتهم أروع مثالا للشرف والعزة.

دور أهالي سيناء في تصفية العدو الإسرائيلي

ضباط منظمة سيناء العربية

إن أهل سيناء وقبائلها البدوية يقفون بجانب القيادة السياسة للبلاد قلبا وقالبا، وقد نجحوا في تلقين العدو درسا قاسيا في الوطنية وحب الوطن الممتد إلى أعماق الجذور، فإن بعد تحقيق النصر وتحديدا عام 1976م، تشكلت حركة " منظمة سيناء العربية" التي لعبت دورا كبيرا في رصد تحركات العدو واستهدفت داخل البقعة السيناوية، بعد أن تركت الحكومة المصرية سيناء واتجهت نحو الجانب الغربي للقناة، فكان أبناء سيناء من الأهالي والضباط والقادة في مقدمة حماية البوابة الشرقية.

قامت المنظمة وقتها بضم العديد من الوطنين من السويس والإسماعيلية والعديد من المحافظات الأخرى بهدف التخلص من كل إسرائيلي، وكانوا بمثابة عيون للمخابرات المصرية في سيناء يرصدون كل معلومة تخص العدو الإسرائيلي فيمدوا بها القيادة المصرية، خاصة الخطط الإستراتيجية حول سيناء، وفي الواقع كل المصريين يتفننون في خدمة الوطن.

أهالي سيناء

قامت منظمة سيناء العربية في هذه الآونة، بتقسيم جموع الوطنين بها إلى فرق في مهمات خاصة، كل فرقة تهتم بجانب معين، ففرقة من شأنها تصوير العمليات الفدائية وأخرى تقوم بهذه العمليات وفرقة أخرى تحدد خطوات العدو وترصد حركاته، وفرقة تقوم بجمع المعلومات وغيرها تقوم بتدمير خزانات الوقود.

ولعبت المرأة المصرية السيناوية دورا عظيما في العمليات السيناوية الفدائية الوطنية، ومن الموقف الطريفة التي لا تنسى لنساء سيناء أيام الاحتلال حينما كان جنود العدو الإسرائيلي يقوموا بتفتيش منازل أهالي سيناء التي كان يختبئ داخلها زوجات قادة المخابرات المصرية، تظاهرن أن هناك حالة ولادة فتراجعوا عن التفتيش.

سيناء وعمليات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي

دبابات القوات المسلحة المصرية

انطلقت من أرض الفيروز سيناء الغالية أول عملية مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي ونجحت تلك العملية في تصفية إحدى عشر ضابطا إسرائيليا وامرأة واستطاع أعضاء منظمة سيناء العربية من تنفيذ هذه العملية التي فتحت أمامهم أبواب العمليات النضالية، التي شملت قصف وتسف الخزانات البترولية وتدمير أحد مطارات العريش التي من شأنها عرقلة قوات العدو الإسرائيلي في سيناء.

وفي إحدى العمليات البطولية لأهالي سيناء فقدت منظمة سيناء العربية، أول شهيد لها حينما كان أفراد المنظمة يقوموا بتهريب ضباط مصريين حيث غرب القناة، وكان هذا الشهيد يعد شيخا لقبيلة المساعيد الشيخ حسن المسعودي، وقد استشهد بواقع إطلاق ناري متبادل بين أعضاء المنظمة وقوات من العدو الإسرائيلي، وظلت جثته قرابة خمسة عشر يوما حتى استلمها الصليب الأحمر المصري في صفقة تبادل لتبادل الأسرى بين مصر والكيان الصهيوني.

الدولة وتكريم أهالي سيناء

القوات المسلحة المصرية

نحو سبعمائة وسبعة وخمسين مناضلا سيناويا قد قامت الدولة المصرية بتكريمهم تقديرا لمواقفهم الوطنية وكفاحهم ضد العدوان الإسرائيلي، كان هذا بعد انتصار الجيش المصري في حرب العاشر من رمضان، وقد تسلم الأبطال أنواطا من الدرجة الأولى، ليس هذا بعد بل قامت الحكومة المصرية بإنشاء جمعية خاصة بالفدائيين، من أجل دعمهم وخدمتهم كرد فعل للعمل البطولي الذي قاموا بتقديمه في خدمة الوطن.

لولا الجلباب الأبيض ما انتصرنا.. جملة تشهد اعتراف القوات المسلحة المصرية بالدور البطولي الذي لعبه أهل سيناء في تحرير أرضنا من الإرهاب الأسود للعدو الإسرائيلي، ويستمر أهالي سيناء في كفاحهم المتواصل من أجل الدفاع عن مصر.