فيديو .. حمص الشام تدفئة شتوية تبدأ من 3 جنيه .. ومهنة فتحت بيت كريم
السبت 22/ديسمبر/2018 - 05:01 ص
أمنية عبد العزيز
طباعة
يأتي الشتاء بلياليه الباردة وسكون أجواءه وأمطاره، التي تروي كل ما يقابلها، تروي أراضي هؤلاء الفلاحين الذين ينتظرون ذلك الخير يهل من السماء حتى يجف عطش أراضيهم ، وتروي أيضًا جيوب أصحاب المهن الصغيرة التي يعتبر الشتاء بالنسبة لهم موسم الرزق ينتظرونه، كي يُرضي جيوبهم ويدخل عليهم الرزق الوفير، الذي يساندهم وسط أعباء الحياة، التي تقع على عاتقهم.
ففي تلك الليالي الباردة تجد ذلك الرجل الذي انحنى ظهره على العربة الصغيرة، يشوي الذرة ليدفئ المواطنين، وأخر يضع حبات البطاطا بالفرن المثبت بعربة صغيرة ليخرجها ملتهبة تدخل عليك الدفء، وأخر شاب يقف على تلك العربة المزينة بالليمون والألوان والأضواء يبيع المشروب الساخن المصاحب بنكهة الليمون، وبه بعض من النكهة الحارة التي تحتوي جسدك وتدخل عليه الدفء.
فعندما تطأ قدمك منطقة الجلاء وخصوصًا موقف السيارات تجد ذلك الشاب العشريني بعربته المنسقة، ذات الألوان المبهجة التي تشع جمالاً يقف وبيده مغرفه طويلة و" قدرة "، يشتعل تحتها اللّهب وكوب صغير يمسكه بيده الأخرى ويغرف داخل الكوب ذلك المشروب الذي يتطاير الدخان منه من شدة سخونته، ويقول " بالشطة ولا من غير"، تلك الكلمة التي يبدأ بها الشاب " كريم" حين تلتقي به على تلك العربة طالبًا كوبًا من حمص الشام أو "الحلبسة".
ففي تلك الليالي الباردة تجد ذلك الرجل الذي انحنى ظهره على العربة الصغيرة، يشوي الذرة ليدفئ المواطنين، وأخر يضع حبات البطاطا بالفرن المثبت بعربة صغيرة ليخرجها ملتهبة تدخل عليك الدفء، وأخر شاب يقف على تلك العربة المزينة بالليمون والألوان والأضواء يبيع المشروب الساخن المصاحب بنكهة الليمون، وبه بعض من النكهة الحارة التي تحتوي جسدك وتدخل عليه الدفء.
فعندما تطأ قدمك منطقة الجلاء وخصوصًا موقف السيارات تجد ذلك الشاب العشريني بعربته المنسقة، ذات الألوان المبهجة التي تشع جمالاً يقف وبيده مغرفه طويلة و" قدرة "، يشتعل تحتها اللّهب وكوب صغير يمسكه بيده الأخرى ويغرف داخل الكوب ذلك المشروب الذي يتطاير الدخان منه من شدة سخونته، ويقول " بالشطة ولا من غير"، تلك الكلمة التي يبدأ بها الشاب " كريم" حين تلتقي به على تلك العربة طالبًا كوبًا من حمص الشام أو "الحلبسة".
كريم شاب يبلغ من العمر 29 عام تخرج من الشهادة المتوسطة، وتزوج من الفتاة التي أحبها، وأنجب طفلة صغيرة تنير عليه الحياة، وتنسيه كافة أعبائها ولكن كان يجب أن يعمل لإطعامها وتلبية إحتياجات تلك الأسرة الصغيرة الذي قام بتكوينها فقد زادت عليه المسئولية بعد إن كان يعيش وحده، فحمل على عاتقة مسئولية أسرة كاملة تحتاج إلى متطلبات يومية لا تنتهي، كافح من أجل تلك الأسرة ولكن ينتظره المزيد من المكافحة من أجل الإستمرار.
قال " كريم " أنه كافح كثيرًا في حياته، وفكر أن يصنع مشروع خاص به ليصرف منه على أسرته ويكفي إحتياجاتها وفضل أن يكون هذا المشروع عربة حمص الشام ؛ نظرًا لأنه بارع في طهوه فأحب كثيًرا أن يبدأ ذلك المشروع من تلك العربة وساندته زوجته في طهو المشروب وأيضًا عمل الترمس وشجعته على أن يصنع تلك العربة ويقف بها ليبيع الحلبسة ويجني رزقة بعرق جبينه.
قال " كريم " أنه كافح كثيرًا في حياته، وفكر أن يصنع مشروع خاص به ليصرف منه على أسرته ويكفي إحتياجاتها وفضل أن يكون هذا المشروع عربة حمص الشام ؛ نظرًا لأنه بارع في طهوه فأحب كثيًرا أن يبدأ ذلك المشروع من تلك العربة وساندته زوجته في طهو المشروب وأيضًا عمل الترمس وشجعته على أن يصنع تلك العربة ويقف بها ليبيع الحلبسة ويجني رزقة بعرق جبينه.
وذكر أن هذا المشروب يأتي له بالرزق، وخصوصًا في موسم الشتاء فهذا هو عمله الوحيد يخرج صباحًا، لبيعه في الوقت الذي تشتد فيه البرودة يفد عليه المواطنين نظًرا لسخونته، فهذا ما سيقوم بإعطائهم كافة الإحساس بالدفء، وأيضًا بالطعم اللذيذ، الذي ضافته زوجته من صنع يدها فيبيع الكيس الصغير بـ 3 جنيهات والكبير بـ 5 جنيهات ويرضي بذلك الرزق الذي يقسمه الله له ليرجع لأسرته بعد يوم شاق من الإنتظار بالشارع حتي تنفذ الكمية الخاصة به وبيده إحتياجات أسرته وطفلته المدلله.
وأشار إلى أن أسعار حمص الشام تتزايد والترمس أيضًا، ولكنه لا يستطيع أن يقوم برفع سعر كيس الحلبسة لأن له زبائنه الخاصة، ولا يستطيع خسارتهم من وراء ارتفاع الأسعار، بالرغم من رخص ثمنها بالنسبة للمأكولات والمشروبات الشتوية، ولكنه لا يريد رفع ثمنه حتي يبارك الله في رزقه.
وذكر الطريقة التي يطهو بها الحمص، قائلًا: أطهو الحمص مع البصل والطماطم وورق اللورا والتوابل وأقوم بتصفيتها، ووضعها في تلك القدرة علي النار، وأصنع لها زجاجة الليمون وزجاجة نكهة حارة، وأغرف القليل من الحمص مع الكثير من المياه الخاصة به مع بعض الليمون وقليل من الشطة حسب الرغبة "، ويبيع على هذا الوضع يوميًا، فقد اختار من موقف الجلاء مقرًا له، نظرًا لتوافد المواطنين عليه طوال الوقت للعودة لمنازلهم وسيحتاجون في ذلك الشتاء مشروب التدفئة المميز خاصته.
ولفت " كريم " إلى أن المشكلة الوحيدة التي تقابله هي مشكلة البلدية والمرور، حيث يعاني كثيرًا من عدم وجود مكان يستطيع فيه جني رزقه دون الوقوع في مشاكل ومصادمات، قائلًا : "أنا بقف هنا أبيع بس مبترحمش من البلدية كل يوم والمرور، ياريت ألاقي حد يوفر لي كشك أفتحة وأنا مش هقف في الشارع أنا واقف عشان أصرف علي بيتي ومراتي وبنتي، وأمي كمان لو مشيت من هنا هناكل منين؟!".