فيديو| منزل «عبد اللطيف» البدائي يخلو من الحياة الآدمية
الثلاثاء 19/فبراير/2019 - 03:12 م
أمنية عبد العزيز
طباعة
هناك طبقات من البشر تحت خط الفقر، يشعرون بأنهم لا ينتمون للبشر؛ بتلك الحياة القاسية التي فرضت عليهم أن يعيشوها، منزل مهجور، وأمراض قاسية وأسرة تشعر بالضياع، يحلمون بالحياة الآدمية فقط، مثلهم مثل حال كثير من البشر الذين دفنتهم الحياة وهم أحياء بسبب الظروف المادية.
علي أعتاب ذلك المنزل البدائي المصنوع من الطين ستجد "عبد اللطيف جاد الله " المسن الستيني يجلس علي حافة منزله يبحث عن الشمس ولكن لا يجدها، لا يري سوي سور طويل مقابل لمنزله بينه وبين المنزل مترًا واحدًا، فهو يسكن بشارع ضيق لا تراه الشمس، يستظل فقط بتلك الأعواد الحطبية التي تغطي منزله من الواجهة ومن الداخل أيضا.
منزل "عبد اللطيف" البدائي يخلو من الحياة الآدمية
وبينما تخطو أول خطواتك داخل المنزل ستفاجئ على يسارك بحوض بدائي كبير مصنوع من الأسمنت وبه صنبور مياة من العصور الوسطي، ذلك هو حوض المياة الوحيد الخاص بهم بهذا المنزل يشربون منه وكذلك يطهون الطعام من مياهه، وأعلي رأسك أعواد حطبية، أجل، بعض الأعواد الخشبية التي تآكلت من مياة الشتاء وعوامل الزمن وبجوارها حطب يمثل لهم السقف والأمان أحيانا، وأحيانا آخري يكون لهم كالهلاك.
وعند استمرارك بتحركك بالمنزل ستقع عينك على أشياء لم تعد موجودة، كيف لهؤلاء ساكني هذا المنزل العيش بتلك الحياة البدائية، دورة مياه غير آدمية بالمرة، حتى أنها لا توجد بها صنبور للمياه، أما عن المطبخ فأين المطبخ !!! شعلة قديمة يملؤها الصدأ، وبجوارها بعض الأواني الألومنيوم، هذا هو المطبخ خاصتهم، بدون إنارة، بدون مياه، بدون آدمية.
لن نستمر بالحكي عن باقي المنزل فحال ساكنيه أشد صعوبة من ذلك الوضع الذي نحكيه، فبهذا المنزل يعيش أسرة مكونة من 6 أفراد، يبكون ليلا ونهارا من قلة الطعام؛ حالهم أقل من حال الفقراء والمساكين، هم لا يشعرون ببشريتهم، يشعرون وكأنهم قد دفنوا أحياء وسط هذا العالم.
دموع «عبد اللطيف» تنهار عندما حكي عن حاله
بدموع منهمرة، قد سحب يدي ليشكوا لي؛ لعلي أكون سبب في إنتشاله من ذلك الضياع الذي يلحق به وبأسرته، تلك الدموع التي إنهالت من "الحاج عبد اللطيف جاد الله" الرجل المسن صاحب الـ66 عام يسكن بقرية " حانوت " التابعة لمركز زفتي بمحافظة الغربية، كان يعمل فلاحا بالسابق، تزوج وأنجب ولدًا واحدًا وتزوج ذلك الولد أيضا بمنزل والده، وأصبح يشكل عبئًا كبيرًا، فبعدها أصيب بمرض فيرس سي، ومن ثم تليف كبدي بجانب مرض الضغط وأمراض أخري.
أنجب ابنه طفلين وزاد الحمل على عاتق ذلك الرجل المريض، الذي لا يقدر أن يشتري علاجه، أهلك الزمن والشقي جسده، حتى منزله لم يسلم، فقد اشتعل به حريق أكل نصف المنزل؛ "عبد اللطيف " لا يملك حتي الجنيه ليرمم منزله، بل لا يملك مليمًا واحدا يشتري به الطعام لأسرته وأحفادة الصغار.
«عبداللطيف»: نفسي في الحاجة ومش لاقي أشتريها
"أنا نفسي في الحاجة مش عارف أشتريها، أنا نفسي في اللقمة ومش لاقي آكل، ولا عارف أشتري العلاج، عملت بحث عشان الدولة تساعدني قالولي عندك تلاجة " بدموع هيستيرية قال " الحاجة عبد اللطيف " تلك الكلمات ليوضح بها كم المعاناة التي يعيش بها منذ 25 عاما وحتي الآن، هو وأسرتة، طرق الأبواب ليجد بتلك الدولة من يمد له العون بدلا من أن يمد يده لجيرانه، ويري بأعينهم نظرة الشفقة، ولكن الإجابة " تملك ثلاجة ".
تلك الثلاجة والتليفزيون، الذي إشتراهم والد زوجة إبنة لتجهيز بنته هي العائق أمام مساعدة عبد اللطيف، وإنتشاله من الحياة الغير آدمية التي يعيشها، ولكن لم ينظر أحدا لحال المنزله المعرض أن ينهار فوق رأس 6 أفراد ويؤدي بحياتهم، يتحملون أكل العيش الناشف والجبن وينامون ليلا وأحشائهم تتآكل بسبب الجوع، سئموا من مد أيديهم وأخذ المعونات من الغير.
وقالت " زوجة إبن عبد اللطيف " أن المنزل ينهار فوق رؤوسهم يوميا عندما تمطر السماء، تدخل المياة جميع أنحاء المنزل، تبلل السرائر التي ينامون عليها يضطرون لوضع الأواني والحلل لتتجمع المياة بها بدلا من أن تغطي الأرضية الترابية التي يعيشون عليها وتجعلها طينية، يرتجفون رعبا أن تقع تلك الجدران الطينية فوق رؤوسهم بسبب مياة المطر.
وأوضحت أن زوجها مريض، ويعمل باليومية " يوم شغل و10 لا "، قد أخرجت أولادها من الحضانة لعدم قدرتهم علي التكفل بمصاريفها، هل سيضيع أولئك الصغار أيضا بسبب الفقر، سيفقدون ملاذ الحياة والتعليم وسيحرمون من أهم ما يميز الإنسان وما تسعي إليه الدولة وهو " التعليم " بسبب آفة الفقر، فضلا عن حرمان أولئك الصغار الذين لا يفقهون عن العالم شيئا ويجب إطعامهم، هم أيضا لا يجدون ذلك الطعام الذي يعتبر أبسط حقوقهم في الحياة.
وتناشد أسرة الحاج " عبد اللطيف " اللواء مهندس هشام السعيد محافظ الغربية بصفة شخصية أن ينزل بنفسه إلي منزلهم ليري بعينه الحال الذي يعيشون به، لعل أن يشفق عليهم ببعض الرحمة وينقذهم من الحياة الغير آدمية التي يعيشوها، يترجونه أن يمد لهم يد العون وينقذ ضياع 6 أفراد قبل أن يجدهم بيهم جثث هامدة تحت الإنقاض إن إنهار ذلك المنزل.
للتواصل مع أسرة عبد اللطيف " 01013015249 ".
