«قضبان السكة الحديد» مصيدة لحصد الأرواح في الشرقية
الثلاثاء 19/فبراير/2019 - 12:01 م
أحمد محمود
طباعة
الموت على قضبان السكك الحديدية؛ قصة يرويها أهالي مدن ومراكز محافظة الشرقية، والقرى التابعة لها عن الحوادث المميتة، التي حصد أرواح الأبرياء، بسبب إهمال موظفي هيئة السكك الحديدية، وتسيل بسببه الدماء على القضبان بمنتهى البشاعة ليدفعوا حياتهم ثمنا لفشل المسئولين المقصرين بين كل حين وآخر.
خروج القطار رقم 187 عن مزلقان الصالحية القديمة
خلال العامين الماضيين خرج القطار رقم 187 خط الشرق "الصالحية القديمة" عن القضبان أمام قرية السعادات بعدما اصطدم بسيارة أجرة بناحية قرية إكياد التابعة لمركز ومدينة فاقوس ما أسفر عن مصرع 5 أشخاص وإصابة 3 آخرين، وعلى الفور توجهت القيادات الأمنية لمكان الحادث، وتم نقل الجثث والمصابين للمستشفيات القريبة بواسطة سيارات الإسعاف، ورفع مقدمة القطار لإجراء صيانة شريط السكة الحديد، الآمر الذى آثار حالة من الذعر والهلع بين الآهالي ودفعهم لمطالبة المسئولين بإنشاء مزلقان أمام عزبة رمزى الكائنة بمحيط مكان الحادث، موضحين أن الآمر يشكل خطورة بالغة على أرواحهم خاصة وأن هناك مدرسة تقع بالقرب من هذه المنطقة التي يسير عليها مئات الطلاب صباح كل يوم ما يعرض حياتهم للخطر.
توابع حادث مزلقان الصالحية القديمة
فيما شهدت توابع الحادث تجاهل تام من قبل المسئولين بالدولة؛ حيث لم يأتي المحافظ ولا الجهات الآمنية للإطمئنان على الآهالي أو إرسال لجان تحقيق لمعاينة مكان الحادث والوقوف على أسبابه وعمل دراسة جدوى لعدم تكرارها حتى الآن، ما أثار غضب المواطنين بسبب شعورهم أن أرواحهم رخيصة وبلا ثمن، وفي سياق متصل قال النائب محمد كلوب عضو البرلمان عن الدائرة أن المهندس مدحت شوشه رئيس مجلس إدارة هيئة السكه الحديد أخبره بان مكان وقوع الحادث معبرا غير قانونيا وليس مزلقانا لعبور الموطنين لافتا أن الوحدة المحلية بالقرية إتخذت قرارا بإغلاقه حفاظا على حياة الأهالي.
حوادث مزلقان أبو عميرة
أما عن "مزلقان أبوعميره" فيقع على بعد30 مترا بالقرب من ديوان مديريه الأمن بمدينة الزقازيق ويطلق عليه الأهالى هناك اسم "المصيده" نظرا لكثرة عدد القتلى في هذا المكان بعد أن يتم فرمهم وتمزيق أجسادهم تحت القطار وسط المزلقان دون وجود اى ثغرة يمكنهم الهروب منها، حتى تعود معظم سكان الحى على تلك المشاهد القاسيه واصبحو يترقبونها فى خوف مع سماع صوت صافرة اول قطار يدخل المدينه فى الساعات الاولى من صباح كل يوم.
بوابة الموطن ترصد أزمة قضبان السكك الحديدية
عايشت "بوابة المواطن" الإخبارية، الأهالي معاناتهم الصعبة مع هذه المشكله فيقول المواطن " محمد شاهين" 40 عاما مقاول: "حسبى الله ونعم الوكيل" وربنا ما يسامح أي مسئول كان سبب فى الناس اللى بتموت ضحايا حوادث مزلقانات القطر".
ويقول" سعيد دسوقى ابراهيم" 50 عاما ومقيم بالمنطقة أن المزلقان بات يجسد معاناة مريرة لدى المواطنين لكونه يقع وسط حي سكني ملىء بالناس ويمر منه نسبة كبيرة من الطلبة والطالبات والموظفين والباعة الجائلين بصورة مستمرة، فضلا عن التجار الذين يفترشونه من كل جانب ما يعيق حركة الماره ويعطلها يزيد الأمر خطوره بالتزامن مع عبور القطارات.
ويروى "عادل بركات توفيق" 30 عاما موظف بشركة قطاع خاص، وأحد سكان الحي، أنه منذ أربعة سنوات ماضيه لقى سيدتان ورجل مسن مصرعهم، بعدما قطارا سريعا قادما من محافظة الإسماعيلية، وقام الأهالي بتغطية أجسادهم بورق الصحف، وقش الأرز، حتى وصلت الشرطة وسيارات الإسعاف لمكان الحادث، وتم التحفظ عليهم الأمر الذي أصاب العديد من الناس بالذهول فور مشاهدتهم دماء هؤلاء الضحايا سائلة على القضبان وأشلائهم متناثرة فى كل مكان على الأرض.
مزلقانات كفر صقر مصيدة الموت
وفي مدخل مدينة كفر صقر، يوجد 2 مزلقان يمر منهما قطار خط "الزقازيق – المنصورة" ذهابًا وإيابًا فوق مياه بحر مويس ويتوسطهما ممشى خشبي يعبر عليه المواطنون ويعرضون حياتهم للموت؛ ويقول المواطن أحمد كمال جميل 29 عاما ومقيم بحي مبارك أن المزلقانين حصدورا أرواحًا عديدة من سكان البلده والأهالي المارة عليها كان أخرها سيدة صدمها القطار منذ عدة سنوات وفصل رأسها عن جسمها فلقيت مصيرها، وتوفيت في الحال، بعدما تحول جسدها لقطع وأشلاء تم جمعها في أكياس ونقلها لمشرحة الموتى بالمستشفى المركزي.
