صور| أكل العيش مر.. هكذا تغلب «عربجي» على طقس سوهاج البارد
الجمعة 22/فبراير/2019 - 01:37 م
أيمن الجرادى
طباعة
فكر كثيرًا قبل أن يخرج من بيته، على عربته الكارو، كيف يتغلب على برودة الجو وخاصة أنه سيقطع مسافة كبيرة تصل إلى 30 كيلو متر على الخط السريع «سوهاج - أسيوط» في منتصف الليل البارد لنقل حمولة، يتمكن من خلالها كسب قوته وتلبية احتياجات أبنائه.
«عم ربيع محمود»، عربجي يبلغ من العمر 52 عاما، يقطن بمركز المراغة شمال محافظة سوهاج، وبرفقته اثنين من أصدقائه على عربة الكارو، يقول أكل العيش مر، وانا مجبر اطلع فى الليل قبل النهار، وهذا أكل عيشي ولو هتبع الجو بارد او سخن مش هناكل ولا نأكل عيالنا لقمة العيش.
حكاية عم ربيع مع ليالي الشتاء
وأكد «عم ربيع محمود»، أنه يخرج من منزله متوجها لأكل عيشة كان يعلم جيدا أن الجو بارد جدا، لذا حرص على أن يأخذ معه موقد النار وبعض الأخشاب، وكبريت حتى يتمكن من إشعال النيران والتدفئة برفقة أصدقائه على متن العربة الكارو أثناء الرجوع بعد إنزال الحمولة لصاحبها.
ويقول صديقه ورفيق عمره، في الصنعة «سالم عبدالرحمن»، 45 عام، من مركز المراغة أيضا أنه يعمل في تلك المهنة منذ الصغر وتربى عليها وأخوته وورثها كل منهم عن آبائه وأجداده، حيث يقوم بنقل بعض الأخشاب أو الحديد أو الأسمنت أو الوب او الزراعات ومنتجات الحقول مثل محاصيل القصب او محاصيل الذرة والبرسيم واي شيء ينتج عن مخلفات الحقول يمكن حملة يقوم بنقلة ويتقاضى عن ذلك الأجر.
أما صديقهم الثالث« أحمد جمال»، البالغ من العمر 25 عام، ويقطن بنفس المركز، يؤكد أنه يرضى بما قسم الله له ويقوم من تلك المهنة بتلبية احتياجات أبنائه وقد يرزقه الله فى اليوم برزق وفير وقد يرزق بالقليل ولكن الحال يسير وتمر الايام، واتمنى أن يكرمه الله بوظيفة في القطاع الحكومي حتى تكون له دخلا ثابتا، لأنه يعلم جيدا أنه إذا نام يوم فى ظل تلك المهنة لن يتمكن من تلبية متطلبات المنزل من مأكل ومشرب وأبنائه الذين يرغبون كل صباح فى مصاريف المدرسة والدروس الخصوصية.
موقد النار صديق عم ربيع في ليالي الشتاء
ويقول « ربيع محمود»، أنه في أي ليلة يخرج بها ليلا في فصل الشتاء يأخذ برفقته، الموقد وإن لم يكن معة أخشاب يقوم بجمع الأخشاب من الطريق العام، فكثير من الأخشاب والجريد ملقاة على جنبات الطرق والمصارف والترع، فنزل أحدهم من عربة الكارو ويقوم بجمع البعض منها حتى يتمكن من تكملة المشوار بإشعال النيران للتغلب على برودة الجو الشديدة.
ويضيف« أحمد جمال»، أنه في بعض الأحيان يقوم باصطحاب بعض الجاز فى زجاجة صغيرة للمساعدة في إشعال النيران لأنه يوجد بعض الأخشاب مليئة بالرطوبة وتحتاج ما يساعدها على الاشتعال.
رفقاء عم ربيع في عمله
ويلتقط الحديث أيضا« سالم عبدالرحمن»، يقول انهم يأخذون معهم على عربة الكارو كنكة شاي وبعض السكر وجركن مياه وعدد من أكواب الشاي الفارغة، لأنهم يقومون بتسوية الشاى ايضا على متن العربة الكارو أثناء السير فى الطريق، مما يساعدهم على السهر والتدفئة وقتل الوقت والمسافة الطويلة، بالاضافة الى شيشة صغيرة للتدخين.
ويتمنى كل منهم أن يكافئه الله بأن يرزقه أبناء صالحين، وأن يتمكنوا من التعليم الصحيح حتى لا ينتهج أي منهم مهنة والده وأجداده، في الوقت حاليا يختلف عن الوقت السابق، فالتعليم بالمجان وفى كل مكان، ولا نقصر مع أي أحد من أبنائنا في تلبية احتياجاتهم وخاصة ما يتعلق بالتعليم من ملبس ومأكل ودروس خصوصية، ويتمنى أن يتخرج أبنائهم فى وظائف مرموقة تغير مسار حياتهم عن سابقيهم من الأهل مثل طبيب أو مهندس أو خلافة.