رحلة في الذاكرة| «سيد مكاوي» ظاهرة رمضانية خالدة رغم الغياب

الجمعة 05/أبريل/2019 - 03:26 ص

إسلام النجار

أيام قليلة ويحل علينا شهر رمضان الكريم والذي نفتقد فيه طقوسًا وعادات تظل رحلة في الذاكرة مهما مضت الدهور.

رحلة في الذاكرة
تأخذنا رحلة في الذاكرة اليوم، إلى طقوسًا رمضانية نفتقد فيها الراحل سيد مكاوي أشهر مسحراتي عبر الشاشات التلفزيونية، مرتبطًا اسمه بالعديد من الأعمال الغنائية، في الكثير من المناسبات أبرزها الاحتفال بـ شهر رمضان الكريم.

المسحراتي سيد مكاوي

مشوار سيد مكاوي الفني

ولد سيد مكاوي من رحم أسرة شعبية بسيطة في حارة «قبودان» بحي الناصرية بالقاهرة في 8 مايو 1928.

فقد سيد مكاوي بصره نتيجة رمد في العين، ولم تتمكن أسرته من تغطية تكلفة علاجه، وكان كف بصره عاملاً أساسيًا في اتجاه أسرته، إلى دفعه للطريق الديني بتحفيظه القرآن الكريم، فكان يقرأ القرآن ويؤذن للصلاة في مسجد «أبو طبل» ومسجد «الحنفي» بحي الناصرية.

انعزل سيد مكاوي عن الكثير من الأصدقاء في الوسط الفني في بداية مشواره، ويمكن التأريخ لأول علاقة له بالوسط الفني من خلال صديقيه الشقيقين إسماعيل ومحمود رأفت، اللذين كانا من أبناء الأثرياء ومن هواة الموسيقى، وكان أحدهما يعزف على آلة القانون والثاني على آلة الكمان.

الملحن سيد مكاوي

اهتمام سيد مكاوي بالغناء

اهتم سيد مكاوي في مشواره الفني بالغناء أكثر التلحين، وسعى جاهدًا لأن يكون مطربًا وتقدم بالفعل لاختبارات الإذاعة المصرية في بداية الخمسينات وتم اعتماده كمطرب بالإذاعة وكان يؤدي أغاني تراث الموسيقى الشرقية من أدوار وموشحات على الهواء مباشرة في مواعيد شهرية ثابتة.

لحن سيد مكاوي جميع أعماله الفنية، ولم يغني في حياته سوى أغنيتين فقط من ألحان غيره، والأمر الغريب أنهما أول اغنيتين في مسيرته، أحدهما «محمد» من ألحان صديقة الفنان عبد العظيم عبد الحق، والثانية للملحن أحمد صدقي.

بدأت شهرة سيد مكاوي، عندما لحن لـ شريفة فاضل أغنية «مبروك عليك يا معجباني يا غالي»، والتي انتشرت كالنار في الهشيم لتصبح الأغنية الرسمية للأفراح في مصر، ولم يلبث طويلاً حتى لحن لعبد المطلب «اسأل مرة عليّا»، والتي دوت في جميع أنحاء مصر.

اهتمام سيد مكاوي بالغناء

عشق المصريون سيد مكاوي

قدم سيد مكاوي العديد من حلقات المسحراتي في الإذاعة المصرية خلال شهر رمضان، وكانت تعهد لأكثر من ملحن لتقديم هذه الحلقات وكان الملحنين يقدمونها بمصاحبة فرقة موسيقية، وفي العام الذي أسندت الإذاعة لسيد مكاوي تلحين عدد من حلقات المسحراتي اشترط أن يقوم هو بغنائها، ودُهش المسؤولين بالإذاعة حينما قرر مكاوي الاستغناء نهائيًا عن الفرقة الموسيقية وتقديم المسحراتي بالطبلة المميزة لتلك الشخصية.

عشق المصريون سيد مكاوي في حرب 1967م، حينما قدم مكاوي عقب قصف مدرسة بحر البقر أغنية «الدرس انتهى لموا الكراريس» للفنانة شادية، وعقب قصف مصنع أبو زعبل أغنية «احنا العمال اللي اتقتلوا»، وكلاهما للشاعر الكبير صلاح جاهين.

على الرغم من انتشار المئات من المسحراتية إلا أن سيد مكاوي يبقى مسحراتي مصر الذي يفتقده الجميع، رحل سيد مكاوي عن عالمنا في العام 1997، ويظل تاريخه محفورًا داخل رحلة في الذاكرة خاصة مع قدوم شهر رمضان من كل عام،