يرى الكاتب الصحفي، محمد مخلوف، نائب رئيس تحرير بدار أخبار اليوم، أن تطورات الأوضاع الأخيرة داخل إسرائيل وقطاع غزة أدت للعديد من التداعيات، وأظهرت كثير من المؤشرات والدلائل المتعلقة بالمرحلة القادمة التي يعد من أهمها تراجع إمكانية إحراز تقدم في مجال التهدئة وتبادل الأسرى وفقاً لمقترح الرئيس الأمريكي، نظراً لفقدان الثقة في الدور الأمريكي بعد عملية تحرير الأسرى الأمريكية/ الإسرائيلية المشتركة في مخيم النصيرات. يتوقع محمد مخلوف، تزايد احتمالات استطالة العمليات العسكرية الانتقامية الإسرائيلية في غزة -التي تسميها إسرائيل "حرب"- خاصةً عقب تصريحات "سموتريتش" الذي أكد استمرارها للعامين القادمين، اضافة إلى وجود رؤية مشتركة لدي أجهزة الأمن والجيش تبدي الاستعداد للموافقة علي استعادة الأسرى بأي ثمن حتي وإن أدعت حماس الانتصار نتيجة لذلك. يوضح مخلوف، أن التناقض في توجهات ورؤية قيادة الجيش وأجهزة الأمن مع الوزيرين "بن جفير، وسموتريتش" تجاه موضوع الأسرى يشير إلى تنامي الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية من جهة، وكذلك تراجع وضعيتها في مواجهة الرأي العام الدولي من جهة أخرى، لافتاً إلى تعمق القناعة لدي "نتنياهو" وائتلافه الأكثر تطرفاً بضرورة استمرار العمليات العسكرية ضد حماس لأطول فترة ممكنة، خاصةً بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي على محور فيلادليفا الذي تعتبره إسرائيل الشريان الرئيسي لتهريب الأسلحة والذخائر لحماس، لأن الجيش سيعمل على استنزاف أسلحة وذخائر حماس ليتمكن من السيطرة عليها وتحقيق الهدف الاستراتيجي لنتنياهو. أشار الصحفي محمد مخلوف، إلى أنه من التداعيات التي ظهرت أيضاً تزايد شعبية "حماس" داخل الأوساط الفلسطينية من ناحية، والعربية والإسلامية من ناحية أخرى بشكل يجعلها رقماً أساسياً في المعادلة السياسية القادمة، اضافة إلى ضبابية الرؤية حول تحسن علاقات فتح وحماس أو تقارب حماس مع السلطة الفلسطينية خلال الفترة القريبة المقبلة لأن كلاً منهما يسعى لتحقيق التواجد المنفرد علي حساب الآخر، ولا يؤمنا بإمكانية العمل المشترك لتحقيق المصالح الوطنية العليا، لقناعة الطرفان بأن الآخر يعتبره تهديداً وجودياً، مع وجود إخفاق للمساعي الأمريكية المعلنة بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس مقابل تحقيق التطبيع الإسرائيلي مع السعودية لعدم صلاحية الأجواء الحالية لتمرير هذا التوجه.