يستيقظ من نومه ليبدأ يومه على عربة بسيطة لا تتجاوز الأمتار القليلة ليقف بها على حافة رصيف كي لا يعطل المارة او يزعج الآخرين من المحيطين به حاملا الأمل شعارًا مكافحا خلف  لقمة حلال وحلم الاستقلال المادي للوصول لنجاجه المنشود .

«مصطفى أحمد» الشاب العشريني الذي بدأ حياته العملية من 18 سنة، الاكل كان افضل اختيارات حياته لولعه بالسمك على اختلاف انواعه، فقرر يفتح عربية سوشي صغيرة بشارع 9 بالمعادي، يقول :"بدات شغل في مجال السوشي من أربع سنين بالضبط نزلت السوق بدري اخد خبرة الحياة بدري بدري واتعلم المجال واشوف الحكاية من اولها".

«نزلت مطاعم قريبة مني» بهذه الجملة عبر عن بداياته مع المطاعم المتخصصة في مجال "السوشي" يضيف:" نزلت اشتغل في الأول خالص في أحد المطاعم المجاورة لي في المعادي وللاسف سبتها بسبب انهم كانوا بيصفوا الفرع وقت كورونا ونزلت تاني اشتغلت في مكان جديد.

«تشبعت بالصنعة» يكي الشاب عن خبرته التي زادت مع نزوله لمطعم جديد ليستكمل رحلته في تعلم الصنعة، قائلا:" وصلت لدرجة مساعد شيف  بعد سنة عمل في المطعم الجديد للاسف سيبته لانهم مش بيرقوني وفضل على هذا الحال وقت طويل".


كانت تلك المحطة بداية رحلة «مصطفى» مع نفسه بدون الذهاب للعمل عند حد على حد وصفه، يضيف قائلا:" "دخلت جمعية وبعدين بدات اشتري العربيات اللى هاتشغل عليها نزلت اول مرة عند دار السلام وبعدين فتحت التانية عند شارع 9 تحت كوبري المعادي وقريب من المترو".

يبرر الشاب العشريني فكرة استقلاله في شغله، قائلا:"قلت لازم استقل بنفسي عشان فكرة اني اكون شغال عند حد مرهقة شوية الفترة دي تحديدا".

وعن اسعار مايقدمه للزبائن، من مختلف قطع السمك بنكهات مختلفة، يقول:" الاسعار بتعتي عادية ومناسبة الجميع بتبدأ من 11 ج القطعة الواحدة عندي بطعم الجمبري ـ وطعم السلمون ـ وطعم السردين ـ وانواع تركية وايطالية باذواق مختلفة  وبعمل عروض احيانا، عندي صفحة ع الفيس بوك والانستجرام بيجيلي من عليها زباين كل فترة ناس كتير بتجيني من اماكن بعيدة يشتروا مني لانه بيعجبهم اكلي".

«تعبت من الحي» بنبرة حزن يعبر مصطفي صاحب عربة السوشي عن حالة الضيق التي انتابته أثناء وقوفه بعربته الصغيرة بشكل يومي، يقول:"حي المعادي بيجوا ياخدوا مني العربية اكتر من مرة وطبعا بكون صرفت عليها كتير وبذلت مجهود في شغلي وبضطر اقفل واروح بدون اي مكسب ".

«وسطتي ربنا» بدموع الاسى مختلطة بنبرة أمل يقول:"عندي طموح  في شغلي واوصل أكتر لان العربية هي حلم بالنسبالي، جالي الحي وقالي اقفل المشروع عشان احنا مش هنسيبك تكمل .. حاولت استفسر عن مكان ترخيص او ورق اقدمه للحي عشان اعرف اشتغل اكتر قالوا مافيش هنا قلت اشوف رزقي اون لاين والرزق على الله".

عن حلمه يقول:" أنا بحاول اجيب فلوس من المشروع بتاعي دا عشان اقدم في معهد بسيط واكمل دراسة وانجح في الدراسة لكن فكرة السوشي مش عارفة تستقر معايا وتنجح مع الاسف".